الرئيس العليمي في نيويورك.. تعزيز الشرعية اليمنية وبناء تحالفات دولية واسعة

منذ ساعة

في لحظة فارقة من مسار الدبلوماسية اليمنية، حمل فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ملف اليمن إلى نيويورك حيث انعقدت الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهناك، وضع القضية اليمنية في قلب الاهتمام الدولي، مؤكدًا حضور الشرعية كشريك موثوق في معادلات الأمن والسلام الإقليمي والدولي

 رسم ملامح المستقبل وخلال أيام حافلة باللقاءات والحوارات، نسج الرئيس العليمي شبكة واسعة من التحركات السياسية والاقتصادية والإنسانية، هدفت إلى تعزيز الشرعية، حشد الدعم، وتجديد التحالفات الدولية، وكانت هذه الجولة فرصة لإبراز صمود اليمنيين، ورسم ملامح مستقبل يقوم على الاستقرار والسلام وإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً

  تحركات دبلوماسية واسعة اختتم رئيس مجلس القيادة الرئاسي، زيارته إلى نيويورك بعد مشاركة فاعلة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، تخللتها سلسلة من اللقاءات مع قادة دوليين ومسؤولين أمميين، عكست حيوية الدبلوماسية اليمنية وقدرتها على حشد التأييد لقضية اليمن وتعزيز الشرعية

 لقاء رمزي مؤثروكان اللقاء الأبرز للرئيس العليمي ذلك الذي جمعه بالرئيس الأميركي دونالد ترمب، في مشهد حمل دلالات سياسية رمزية قوية، فالصورة التي جمعت الزعيمين لم تكن مجرد تحية بروتوكولية، بل مثّلت رسالة واضحة بأن الشرعية اليمنية لا تزال تحظى باهتمام القوى الدولية الكبرى، باعتبارها شريكًا موثوقًا في مواجهة الإرهاب الحوثي والإيراني وضمان أمن المنطقة

 رسائل سياسية عميقةوقد جاءت أهمية هذا اللقاء من ثلاثة محاور رئيسية: أولها تثبيت مكانة الشرعية اليمنية على الصعيد الدولي، وثانيها تأكيد الموقف الموحد ضد الإرهاب الحوثي المدعوم من إيران، وثالثها الرسالة الرمزية للشعب اليمني وللعالم بأن القيادة الشرعية ما تزال ثابتة وتحظى باحترام شركائها

 لقاءات أممية رفيعةإلى جانب ذلك، عقد الرئيس العليمي لقاءات مكثفة مع شخصيات أممية ودولية في إطار استراتيجية متكاملة لتعزيز الحضور اليمني

فمع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ناقش سبل حماية موظفي المنظمة ونقل مقراتها إلى عدن، وضمان بيئة آمنة لعملها الإنساني، فضلًا عن الإفراج عن المحتجزين لدى المليشيات الحوثية

 تفاهمات روسية مهمةكما التقى فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي، بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، حيث أكد الجانب الروسي دعمه للشرعية اليمنية، وجرى بحث التحضيرات للقمة الروسية – العربية الأولى، مع التركيز على إنهاء تهديدات مليشيا الحوثي الارهابية للملاحة الدولية وإرساء الاستقرار الإقليمي

 مواقف أوروبية داعمةأما في السياق الأوروبي، فقد تركزت مباحثات الرئيس العليمي مع وزير الخارجية الألماني على الدعم الاقتصادي والإنساني، وتعزيز قدرات الحكومة في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، وفي لقاء مع رئيس لاتفيا، عضو مجلس الأمن المرتقب، جرى التأكيد على أهمية توسيع الضغط الدولي على الحوثيين وتعزيز فرص السلام

 أولوية الملف الإنسانيوفي الجانب الإنساني، بحث الرئيس مع وكيل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر رفع مستوى الاستجابة الدولية لمواجهة انعدام الأمن الغذائي، مع التشديد على ضرورة نقل المقرات الرئيسية للمنظمات إلى عدن، كما ناقش مع وكيلة الأمين العام للإسكوا رولا دشتي سبل دعم التنمية المؤسسية والحوكمة وتمكين المرأة، إضافة إلى مواجهة التحديات الاقتصادية الناجمة عن الحرب

 تنسيق أميركي متقدماللقاءات مع الجانب الأميركي شملت القائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية مورا نامدار، وتمحورت حول تعزيز العلاقات الثنائية، دعم الإصلاحات، مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود والمنافذ، إلى جانب دعم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بحظر الأسلحة الإيرانية

 دعم اقتصادي دولياقتصاديًا، اجتمع الرئيس العليمي بالمديرة التنفيذية للبنك الدولي آنا بيردي، حيث جرى بحث برامج دعم البنية التحتية والخدمات الأساسية، وتعزيز صمود القطاع الخاص واستقرار العملة الوطنية، كما التقى بنائب المدير التنفيذي لشركة هنت النفطية لمناقشة فرص استثمارية في قطاع النفط والغاز، بما يعزز قدرة الحكومة على النهوض بالاقتصاد الوطني

 أنشطة ثقافية بارزةولم تقتصر التحركات على الجانب السياسي والاقتصادي فقط، بل شملت أيضًا البعد الثقافي والإنساني، حيث افتتح الرئيس المعرض اليمني للكتاب والفنون التشكيلية والفوتوغرافية تحت شعار ألوان اليمن تضيء نيويورك، مؤكدًا أن اليمن قادر على الإبداع رغم الحرب

كما التقى قيادات الجالية اليمنية لتعزيز التواصل واستثمار خبرات المغتربين

 أبعاد استراتيجية متكاملةهذه اللقاءات جاءت ضمن استراتيجية دبلوماسية واضحة المعالم، اعتمدت أربعة أبعاد متوازية: تعزيز الشرعية سياسيًا، توحيد الموقف الأمني ضد الإرهاب الحوثي، دعم الاقتصاد والتنمية بالشراكة مع مؤسسات دولية، ورفع مستوى الاستجابة الإنسانية