الرئيس اليمني: الحوثيون أداة إيرانية في البحر الأحمر.. والوساطة العُمانية بحاجة إلى إعادة تقييم

منذ 4 ساعات

في حوار كشف عن ملامح التحول اليمني في معركة استعادة الدولة، حمّل رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي ميليشيات الحوثي مسؤولية التدهور الأمني والاقتصادي في اليمن والمنطقة، مؤكدًا أنها لم تعد تمثل مجرد تمرّد داخلي، بل باتت تمارس دورًا علنيًا كذراع عسكري للحرس الثوري الإيراني، خاصة في البحر الأحمر، حيث تتسارع عمليات استهداف السفن وخطوط الملاحة الدولية

العليمي، الذي تحدّث من عدن عقب زيارة رسمية، اعتبر أن التهديد الحوثي للممرات الملاحية ليس حدثًا طارئًا، بل سياسة ممتدة تستند إلى دعم إيراني مباشر، سياسيًا ولوجستيًا وعسكريًا

وأشار إلى أن هذا التهديد كلف المنطقة خسائر اقتصادية فادحة، تجاوزت في قناة السويس وحدها سبعة مليارات دولار خلال عام واحد، إلى جانب التداعيات الأمنية على السعودية والأردن ومصر

وفي موازاة هذا التصعيد، أشار الرئيس اليمني إلى أن الدولة الشرعية لم تعد حبيسة منطق رد الفعل، بل باتت تعمل وفق تصور استراتيجي متماسك لما بعد المعركة

وقال إن الحكومة أعدّت خطة شاملة لليوم التالي للتحرير، تشمل نزع السلاح، وإعادة بناء مؤسسات العدالة والأمن، وتحقيق مصالحة مجتمعية عادلة، تقود إلى مرحلة انتقالية تفضي إلى دستور جديد وانتخابات، بالشراكة مع القوى الإقليمية والدولية

وأوضح العليمي أن الحرب، التي طالما وُصفت بأنها حرب مواقع، باتت اليوم أيضًا حرب إرادات وصور، مؤكّدًا أن المجلس الرئاسي يعمل على إعادة بناء أجهزة الدولة ذات السيادة، وليس فقط إدارة الصراع

وشدد على أن القوات المسلحة باتت تعمل تحت قيادة موحدة، في إطار مؤسسي جامع، من خلال هيئة العمليات المشتركة، وجهاز أمن الدولة، واللجنة الأمنية العليا، بما يعزز التنسيق ويقوّي أداء الدولة في مواجهة الإرهاب

ولم يُخفِ الرئيس التحديات العميقة التي تواجه الحكومة، لا سيما بعد الهجمات الحوثية على المنشآت النفطية، التي شلّت أكثر من 70% من إيرادات الدولة

وقال إن تلك الضربة كانت محاولة واضحة لإفشال جهود الإعمار والاستقرار، غير أن الحكومة نجحت رغم ذلك في تأمين ما يقارب نصف الميزانية من الموارد المحلية، بينما وفّرت السعودية والإمارات دعماً مباشراً للأجور والخدمات الأساسية، وخاصة الكهرباء

وفي محور البنية التحتية، أشار العليمي إلى أن الدولة تولي أهمية خاصة لقطاع الكهرباء، خصوصًا في المناطق الساحلية، حيث تعمل الحكومة على تقليص الانقطاعات، مدعومة بمساعدات خليجية

كما كشف عن مشاريع حيوية قيد التنفيذ، من أبرزها بناء سد في محافظة أبين، أنجز منه حتى الآن 60%، إلى جانب مشاريع مماثلة في الضالع وتعز ويافع، ما يعكس تحولًا ملموسًا في إدارة ملف المياه في بلد يعاني من شحّ مزمن في الموارد المائية

الصحة أيضًا كانت حاضرة في الحوار، حيث كشف العليمي عن خطة وطنية لتطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال، إلى جانب تطوير القطاع الصحي بدعم سعودي، أبرز تجلياته مستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن، الذي أصبح مرجعًا صحيًا رئيسيًا على مستوى المحافظات المحررة

أما على المستوى السياسي، فقد انتقد الرئيس اليمني مواقف بعض الدول الأوروبية، التي لا تزال تتعامل مع الحوثيين بوصفهم طرفًا محليًا، رغم أنهم باتوا جزءًا من منظومة إقليمية تهدد الأمن الدولي

واعتبر أن حملات التضليل الإعلامي أسهمت في تشويش الصورة، لكن الواقع في البحر الأحمر غيّر كثيرًا من الحسابات، ودفع المجتمع الدولي إلى إعادة تقييم موقفه

وفي ما يتعلق بالوساطة العمانية، أبدى العليمي ترحيبه بمساعي سلطنة عُمان، لكنه شدد على أن التطورات الأخيرة، وعلى رأسها تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية من قبل واشنطن، تفرض مراجعة جادة لمسار التفاوض، وإعادة ترتيب أولوياته بما يتسق مع القرارات الدولية وحقوق اليمنيين

وعن العلاقة مع مصر، وصفها العليمي بأنها علاقة محورية، مؤكّدًا أن القاهرة تمثل ركيزة استراتيجية لاستعادة الاستقرار في البحر الأحمر، إلى جانب كونها شريكًا حيويًا لليمن في التنمية والإعمار

وأشاد بمواقف الرئيس عبد الفتاح السيسي تجاه الجالية اليمنية في مصر، ودعم بلاده للحكومة الشرعية سياسيًا وإنسانيًا

وفي ختام الحوار، شدد الرئيس اليمني على موقف بلاده الثابت من القضية الفلسطينية، مؤكدًا رفض اليمن لأي محاولات لتصفية حقوق الشعب الفلسطيني، أو تهجيره من أرضه، وداعيًا إلى حل سلمي عادل يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية