الراحل كرامة مرسال.. «رسول الفن» الذي لم تُحفظ كرامته

منذ 6 أشهر

حضرموت – منال المنهالي شكّل الفن الحضرمي ركيزة مهمة في مكونات الفن اليمني ككل، وبرز فيه الكثير من الأعلام، لعل أكثرهم شهرةً الفنان المرحوم كرامة مرسال

وهب مرسال حياته للفن والموسيقى منذ أن بدأ مسيرته الفنية في سن مبكرة، وهو بالسابعة عشر عامًا من عمره

وخلال مسيرته الفنية غنى لكبار الشعراء في حضرموت، أمثال المفلحي، العيدروس، المعلم حميدان، سالم بامطرف، الشيخ باوزير، وعبدالقادر الكاف، الذين شكلوا رافدًا له

وقد كان للشاعر حسين أبو بكر المحضار دوره الكبير أيضا في ذيع صيت الفنان كرامة مرسال

وتعددت أعمال مرسال الفنية، وتنوعت ما بين الوجدانية والوطنية، إلا أن أغنيتيه “متيم بالهوى، وحبي لها”، نالتا الحظ الأوفر من الإنتشار داخليًا وخارجيًا، وبرزتا كأجمل ما قدمه من فن ساحر، وحرص فيهما على تجسيد حب الوطن والإنسان والجمال

واستمر مرسال في رحلته الموسيقية الثرية، حتى رحل في الثالث من أغسطس/آب عام 2014؛ إثر مرض عضال ألم به، وكان لرحيله تأثير كبير على الوسط الفني والإجتماعي، إلا أن اسرته دفعت الضريبة الأكبر لهذا الرحيل المؤلم

أسرة مرسال والرئيس العليميتحدث صبري نجل الفنان كرامة مرسال، عن معاناة أسرته التي فرضها الوضع المعيشي الراهن، وبحثهم الدؤوب عن العون الحكومي الذي لا يزالون يُعوّلون عليه، باحثين عن سبيل للوصول إلى رئيس مجلس الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي

يقول صبري لـ«المشاهد»: كان معاش الوالد 30 ألف ريال يمني فقط، وانقطع بعد وفاته، وإلى الآن نحاول الوصول إلى الرئاسة؛ للمطالبة بأن يعطوننا معاشًا أو يلتفتوا إلينا تقديرًا لما قدمه كرامة مرسال

ويضيف: لكننا إلى اليوم نحاول عبثًا، ولم نستطع الوصول إلى العليمي

إهمال حكوميمن جانبه، يرى الناقد الفني، والذي عايش الفنان مرسال واهتم بتفاصيل مسيرته الفنية، طارق باحشوان، أن الفنان الراحل لم يحظَ حتى بإقامة حفل تأبين له منذ وفاته

ويشير باحشوان لـ«المشاهد» إلى أن الرجل تعرض لإهمال تام، وأسرته تعاني من تهالك منزلها، الذي بادر أحد الفنانين الأوفياء بالتكفل بترميمه، في ظل تجاهل كامل من الحكومة والدولة

وتابع: لا أعتقد بأن الفنان كرامة مرسال نال ما يستحقه من تكريم، فلايزال راتبه ودرجته الوظيفية متدنية، بينما أبسط سياسي لديه رتبة قيادية

ويواصل باحشوان حديثه عن إرث مرسال بالقول: “إن الأغنية اليوم هي كلمة تخاطب العقل ولحن يلامس الوجدان، وكرامة مرسال كان صوت من لا صوت له”

واعتبر الناقد الفني أن فقدان هذا الصوت شكل خسارة كبيرة لمحبيه وجماهير الفن الغنائي الصادق والجاد

وأبدى باحشوان أسفه لعدم وجود أي إصدارات للفنان مرسال، كما لا وجود لقناة خاصة به على “اليوتيوب”

جــحــود يتشارك المهتمون بالفن ذات الهموم والمتاعب في فقدان حقوقهم وضياع مجهوداتهم التي قدموها خدمةً للفن وللوطن، وكان الفنان كرامة مرسال أحد الذين تعرضوا لقلة التقدير وربما أيضا ضياع الحقوق

وفي هذا الصدد، يعبر العازف والموسيقي محمد عبدالملك أنعم، عن أسفه تجاه ما يلقاه الفنانون والمبدعون من إهمال

ويقول لـ«المشاهد»: إذا نظرنا إلى الجهود الرسمية الضئيلة تجاه أولئك الرواد فسنرى أنها لا ترتقي أبدًا لمستوى ما قدموه، حيث لم يوفروا جهدًا ولم يضنوا على وطنهم بخالص فنهم، بينما لم يلاقوا إلا الجحود

ويضيف أنعم: والفنان كرامة مرسال لم ينل القدر اللائق من الرعاية والاهتمام بما يتناسب مع مشواره وفنه الفريد وأستاذيته الكبيرة في مجاله

مبديًا ألمه لعدم وجود قناة رسمية للفنان كرامة مرسال حتى الآن، فأغانيه وحفلاته منشورة عشوائيًا بواسطة عشاق فنه الراقي، وهذا شيء مؤسف، حد قوله

متحف ومكتبةرغم تزايد الشعور بالإهمال والنسيان لما قدمه الفنان الراحل كرامة مرسال والتقصير الكبير في تجميع أعماله المبعثرة هنا وهناك، إلا أن ثمة تحركات في هذا الشأن

وتُعلق مديرة مكتب الثقافة في ساحل حضرموت، عبير الحضرمي، على هذه التحركات، مشيرةً لـ«المشاهد» إلى أن هناك خطوات لتقديم تصورات عن تأسيس متحف خاص بالفنان كرامة مرسال

وقالت مديرة مكتب الثقافة أنهم في انتظار الموافقات على إقامة هذا المتحف، كما كشفت أنه ستكون هناك مكتبة خاصة لحفظ أغاني الفنان كرامة مرسال وتراثه

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير