السباق على البحر الأحمر: روسيا والصين توسعان نفوذهما وواشنطن تستنفر لمواجهة التحدي

منذ 4 ساعات

ذكرت صحيفة إسرائيل هيوم أن البحر الأحمر يشهد في السنوات الأخيرة سباقًا محمومًا بين القوى الكبرى، وعلى رأسها روسيا والصين، لترسيخ نفوذ عسكري واقتصادي في هذا الممر البحري الحيوي، ما جعله في قلب المنافسة الجيوسياسية العالمية وأثار قلق الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين

وقالت الصحيفة إن موسكو لطالما نظرت إلى البحر الأحمر منذ الحقبة السوفيتية كبوابة استراتيجية للتأثير العسكري والتجاري

ففي عام 2020، وقعت اتفاقًا مع السودان لإقامة منشأة بحرية في بورتسودان، إلا أن الصراع الذي اندلع بين قادة الجيش في أبريل 2023 جمد المشروع إلى أجل غير مسمى

ومع تعثر هذا المسار، اتجهت روسيا إلى إريتريا كخيار بديل، حيث ناقش وزير الخارجية سيرغي لافروف مطلع 2023 إمكانية استخدام ميناءي مصوع أو عصب لتعزيز وجود بلاده قرب مضيق باب المندب

كما كثفت موسكو تعاونها البحري مع مصر عبر مناورات جسر الصداقة ومرور قطعها البحرية بقناة السويس، في وقت يمر ما بين 8 و10% من تجارة روسيا الخارجية عبر البحر الأحمر

في المقابل، تمكنت الصين من ترسيخ حضور عسكري واقتصادي متنامٍ

ففي عام 2017 افتتحت أول قاعدة عسكرية خارجية لها في جيبوتي، على مقربة من قاعدة ليمونيه الأمريكية، ووصفتها بأنها لوجستية، بينما أثارت مخاوف واشنطن من التوسع الصيني

وعلى الصعيد الاقتصادي، ضخت بكين استثمارات ضخمة في البنية التحتية عبر مبادرة الحزام والطريق، شملت تطوير موانئ جيبوتي، ومشروعات كبرى في قناة السويس وميناء العين السخنة بمصر

ويُنظر إلى هذا المزج بين النفوذ العسكري والاقتصادي على أنه استراتيجية صينية طويلة الأمد لتأمين خطوط إمدادات الطاقة والتجارة، إذ تمر ما بين 10 و12% من التجارة العالمية عبر مضيق باب المندب وقناة السويس

ويُقدّر أن نحو 15% من التجارة الدولية ككل تعبر البحر الأحمر، فيما شهد المضيق مرور 8

6 مليون برميل نفط يوميًا عام 2023 قبل أن تتراجع الكمية إلى نحو 4 ملايين برميل منتصف 2024، نتيجة هجمات الحوثيين على السفن التجارية التي دفعت شركات الشحن إلى تغيير مساراتها

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة حافظت على وجود عسكري قوي في جيبوتي، حيث تنفذ قوات الأسطول الخامس دوريات مستمرة لاعتراض الصواريخ والطائرات المسيّرة التي يطلقها الحوثيون منذ أواخر 2023

كما انضمت فرنسا وبريطانيا واليابان إلى جهود حماية الملاحة، في حين تبحث واشنطن عن تعزيز شراكاتها مع دول البحر الأحمر والخليج لموازنة النفوذ الروسي والصيني

أما إسرائيل، فرأت في البحر الأحمر منفذًا استراتيجيًا لربط ميناء إيلات بالمحيط الهندي

وقد أثارت هجمات الحوثيين في أواخر 2023 مخاوف حقيقية في تل أبيب من احتمال عزلها بحريًا، رغم أن الجزء الأكبر من تجارتها لا يمر عبر هذا الممر

وعلى خلفية هذه التهديدات، عززت البحرية الإسرائيلية وجودها في البحر الأحمر وشاركت في تدريبات مع الأسطول الأمريكي وشركاء غربيين وعرب

وبحسب الصحيفة، تكشف التطورات الأخيرة أن البحر الأحمر تحول إلى ساحة مركزية لتقاطع التوترات الإقليمية مع تنافس القوى الكبرى، في ظل صراعات اليمن والسودان وعزلة إريتريا، بينما ترى واشنطن أن الحفاظ على دورها المحوري يتطلب الجمع بين الحضور العسكري والدبلوماسية والشراكات الاقتصادية