السعودية تدخل بقوة في الاستحواذ على تراث الجنبية اليمنية وخط المسند الحميري

منذ 2 سنوات

بغض النظر عن ان اليمن أصل العرب وأصل الانسانية وأصل الفقاريات واللافقاريات والطحلبيات

هناك حقائق تاريخية مهمة عند مناقشة قضايا الحفاظ على موروثنا المادي واللامادي

الحقيقة الأولى أن اليمن التاريخية تختلف عن اليمن السياسية

اليمن التاريخية  هي اليمن الكبرى التي تضم اليوم اليمن الحالية وجنوب السعودية وسلطنة عمان

أما اليمن السياسية فهي ما تبقى منها سياسيًا اليوم تحت اسم الجمهورية اليمنية

====================================بالنسبة للجنبية والبن وخط المسند فهي موروث مشترك بين الدول الثلاث (أو الأربع إذا أضفنا اثيوبيا) التي كانت يوما ما كيانًا حضاريا واحدا

هناك اهتمام كبير بخط وآثار المسند في السعودية وعُمان يفوق ما هو موجود في اليمن

بمعنى أن المسند لا يمكن تحويلة الى ملكية يمنية حصرية، فهناك ثلاث دول على الأقل تشاركنا اليوم في ملكيته اليوم، أهمها اثيوبيا التي لا تزال تستخدمه الى اليوم!بالنسبة للبن

فالى جانب أنه صار بالنسبة لليمنيين مجرد ذكرى تاريخية جميلة، الا أن مناطق زراعته لم تكن محدودة تاريخيا في اليمن السياسية بل يتجاوزه الى اليمن التاريخية وخاصة في ظفار (عمان)، وجيزان (السعودية)

والبن تاريخيًا منتج اثيوبي نقلته اليمن وتحكمت في تجارته قرنين من الزمان ثم فقدته

وبسبب ظروف الحرب والفقر وزحف القات تبدو تلك الدول أكثر قدرة منا بكثير على بعث زراعة هذا المنتج التاريخي بطريقة مفيدة اقتصاديا

الجنبية لا زالت حاضرة في اليمن أكثر من حضورها في عمان والسعودية

لكن قوة الدبلوماسية الثقافية العمانية جعلتها السباقة في ادراجها ضمن لائحة تراثها الثقافي لدى اليونسكو

ليس بالضرورة ان يكون التاريخ ملكا لأحفاد الأجداد العظماء الذين صنعوه، فميراث اليونان الفلسفي والسياسي مثلا انتهى في اليونان لكنه اكتسب حياة جديدة في أوروبا والعالم الجديد

والبن لم يعد يمنيًا أو سعوديًا أو عمانيًا أو إثيوبيًا بل صار برازيليًا خالصًا لوجه التطوير المستمر والاستثمار المكثف

الحضارة ومنتجات الحضارة لا تنتقل بالوراثة

هي تنتقل لمن يملك القدرة على تطويرها والاستفادة منها

من حقنا طبعا المطالبة بادراج المنتجات الثلاث ضمن التراث الثقافي لليمن، لكن مسألة أنها حقنا وأننا الاصل تنفع في سوق العزيزي للجنابي لكن لا تنفع في المحافل الدولية

الكرة في ملعب وزارة الثقافة النائمة على دكة الاحتياط

كتبه/ حسين الوادعي