السعوديون في صنعاء
منذ 2 سنوات
إلى قبل ثلاثةِ أشهرٍ تمَّ إيقافُ ومصادرةُ سفينةٍ تحمل خمسةَ آلافِ قطعة سلاح، وأكثرَ من مليون ونصف المليون من الذخيرة، وسبعة آلاف من مكونات الصواريخ، قادمة من إيران إلى أحد الموانئ تحت سيطرة الحوثي في اليمن
هذه واحدة من عشرات، وربما مئات الشحنات، التي كانت تموّل الحربَ وتجعلها تستمرُّ لنحو ثماني سنوات وسبعة أشهر
الحرب مؤلمة للجانبين، فقد ظلَّ مطارُ صنعاء وميناء الحديدة معطلين، حيث تحتاج كلُّ طائرة إلى موافقة مسبقة من قوات التحالف للهبوط، وكلُّ سفينةٍ يتطلَّب الأمر تفتيشها قبل أن ترسوَ
وعاشَ الحوثيون والمناطق تحت إدارتهم ضائقةً كبيرة
يضاف إلى ذلك معاناة ملايين اليمنيين الذين هجرتهم الحربُ أو غادروا مناطقهم بحثاً عن لقمة العيش داخل اليمن أو خارجه
الإعلانات المتزامنة للمتحاربين بإنهاء القتال والاتفاق على السلام والاجتماعات المكثفة كانت تبحث في تفاصيل تفكيك حالة الحرب والعودة للحياة الطبيعية
من يصدّق وهو يرى الوفد السعودي في صنعاء الحوثية، تطور لافت يؤكد جدية الطرفين نحو السلام
لا شكَّ في أنَّ الاتفاقَ السعودي مع إيران، الذي رعته الصين، وراء التطورات التاريخية المتسارعة التي تتوالى أنباؤها بشكل شبه يومي
وتشمل أيضاً إنهاء التوتر الطويل بين الرياض وطهران، الذي يفترض أن ينعكسَ على بلدان أخرى في المنطقة، كما يحدث في اليمن
اقرأ أيضاًمليشيا الحوثي تطالب الجامعات الخاصة بدفع زكاة الفطر عن الطلابدرجات الحرارة المتوقعة في مختلف المحافظات اليمنيةحقيقة إنزال صورة عبدالملك الحوثي من القصر الرئاسي وإزالة صور الخميني من الشوارع ومسح الشعار من السفارة السعودية بصنعاءمحلل سعودي يتوقع ”شكل اليمن الجديد” بعد المباحثات السعودية الحوثية بصنعاء ومصير الوحدة اليمنيةالوفد الحكومي يعلن اكتمال التجهيزات لعملية تبادل الأسرى مع الحوثيين ويعلن الموعد الجديد للتنفيذقيادي حوثي ينشر ”تغريدة مزورة” للسفير السعودي بالتزامن مع تواجده بصنعاء
شاهد ما ورد فيها؟عاجل: بيان مفاجئ من المجلس الانتقالي الجنوبي بشأن عملية السلام والمباحثات السعودية الحوثية بصنعاءشاهد أغنية الفنان ”محمد الأضرعي” التي اجتاحت التيك توك في السعودية وقلدها مئات المشاهيرقيادي إصلاحي بارز يصل إلى الرياض بدعوة رسمية من السعوديةرغم وجود الوفد السعودي بصنعاء
مصدر حكومي يكشف عن ”عائق حقيقي” للسلام مع الحوثيينما مصير ”عبدالملك الحوثي” وأين سيكون موقعه بعد السلام مع السعودية وإنهاء الحرب وانتخاب رئيس لليمن؟خبر سار
شركة الغاز بصنعاء تعلن فتح محطات التعبئة للسيارات والغاز المنزلي على مدار 24 ساعةهناك الكثير من التفاؤل نتيجة الاتفاق، وحرب اليمن والسلام هناك على رأس القائمة
من تداعيات الحرب قضايا، من بينها عودة ملايين المهجرين في الداخل واللاجئين في الخارج، ونزع مئات الآلاف من الألغام المزروعة، التي أزهقت أرواحاً بريئة من الأهالي والعابرين، وعودة الأطفال للدراسة، بعد نحو عقد من الانقطاع عن التعليم، وتفعيل الخدمات الصحية، وتأهيل المناطق المتضررة
وتوقف الحرب لن يوقف الجدل البيزنطي والطفولي حول الرابح والخاسر، ففي الحروب ليس هناك رابحون
حتَّمت المواجهة ضرورة الظروف وما كان يمكن الردّ بالورود
لقد عانى الإيرانيون والحوثيون والسعوديون، وارتضى الجميع بالحل الذي كان مطروحاً من قبل، الحل بالمشاركة السياسية الداخلية ووقف الاعتداءات على السعودية
وإيران، نفسها، أدركت أنَّها ليست بمعزل عن أخطار الفوضى، ومصلحتها تكمن في العمل على تأمين الاستقرار الإقليمي وليس تخريبه
عندما تصل الأطراف المتنازعة إلى هذه القناعة يصبح الحل السلمي ممكناً
فقد جرت عشرات الجولات من المفاوضات، وتعاقب على زيارة العواصم المعنية مفاوضون دوليون وإقليميون، وتم توقيع تفاهمات، وانتهت جميعها بأقل من السلام المنشود للجميع
الكثير من العلامات تدعو للتفاؤل، هذه المرة، لأنَّ الإعلان عن السلام في اليمن جاء مقروناً بالعمل، وقف العمليات العسكرية وسحب القوات، وإطلاق سراح الأسرى من الجانبين
هذه بداية سلام قوية في هذا الركن المهم من عالمنا
للجميع مصلحة في أن يستتب الأمنُ، ويسود السلام وتنتهي المأساة اليمنية وننزع فتيل الخطر
*الشرق الاوسط