السلطة والثروة: وقود صراع جديد في حضرموت
منذ 8 أشهر
حضرموت- بشرى الحميديتشهد محافظة حضرموت، شرقي اليمن، توترات داخلية متصاعدة، وتتنافس أطراف سياسية وعسكرية مختلفة على النفوذ والسلطة، ما يهدد المحافظة بمرحلة من الفوضى الأمنية والانقسامات المجتمعية والقبلية
مصادر محلية في حضرموت تقول إن الصراع الدائر في المحافظة يعود إلى الخلاف على الموارد والسلطة بين محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، ووكيل محافظة حضرموت، عمرو بن حبريش الذي يرأس حلف قبائل حضرموت والمؤتمر الجامع
منذ مطلع الشهر الحالي، أعلن حلف قبائل حضرموت تصعيدًا ميدانيًا، ونصب نقاط على امتداد هضبة حضرموت، حيث توجد حقول النفط، وهدد بوضع يده على الأرض والثروة
وتقول المصادر إن المطالب الرئيسية التي يضعها حلف قبائل حضرموت تتضمن إشراكهم في صنع القرار والشفافية في إدارة الموارد، بالإضافة إلى المطالبة بتعيين “المؤتمر الجامع” ممثلًا لحضرموت في أي مشاورات مستقبلية
وتعد حضرموت إحدى المحافظات اليمنية الغنية بالنفط، لكنها تعاني نقصًا شديدًا في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والصحة والتعليم، الأمر الذي دفع العديد من التكتلات المجتمعية والقبلية إلى تصعيد مطالبها والمطالبة بحقوقها
الناطق الرسمي لحلف قبائل حضرموت، الكعش سعيد سالم السعيدي، يقول لـ “المشاهد”: “الحلف يؤكد مجدداً على مطالب شعب حضرموت المشروعة والقانونية، التي سبق وأن رفعناها إلى الرئاسة اليمنية، ولم نجد أي استجابة”
يضيف السعيدي: “إن إصرارنا على المطالبة بحقوقنا يأتي من إيماننا العميق بأن حضرموت تستحق أن تنعم بالأمن والاستقرار والرخاء، وأن تحظى بحصة عادلة من ثرواتها”
يشير السعيدي إلى أن حلف قبائل حضرموت بذل جهودًا كبيرة للتخفيف من معاناة المواطنين في حضرموت، والسماح بمرور الوقود الخاصة بالكهرباء، إلا إنه أعرب عن أسفه “لعدم تعاون السلطة المحلية في المحافظة مع الحلف”
ويؤكد على أهمية إشراك حضرموت في العملية السياسية اليمنية بشكل عادل، وتسليم إدارة المحافظة لمؤتمر حضرموت الجامع، والاتفاق على “نصيب عادل” لحضرموت من مواردها النفطية، ويعتبر هذه المطالب أساسية، ولا يمكن التنازل عنها
في الثامن من أغسطس، أعلن عضو رئاسة حلف قبائل حضرموت عزام أحمد أن القبائل أحكمت السيطرة التامة على خمسة قطاعات نفطية هامة، ومنع التصرف فيها
تسببت النقاط التي نصبها حلف قبائل حضرموت، في الأيام الماضية، بعرقلة وصول الوقود إلى محطات توليد الكهرباء في حضرموت، ما خلق أزمة في خدمة الكهرباء وارتفاع الأسعار في المحافظة، بالإضافة إلى الانتشار الأمني الكثيف الذي أدى إلى حالة من التوتر والقلق أوساط المواطنين، وفقًا لمصادر محلية
ومع استمرار الصراع بين الأطراف السياسية والقبلية في حضرموت، أعلنت شركة المسيلة لاستكشاف وإنتاج البترول (بترومسيلة) إيقاف وحدة تقطير الديزل الأولى عن العمل “نتيجة للظروف القاهرة”
وقالت الشركة -في مذكّرة وجهتها لمدراء شركة النفط ومؤسسة الكهرباء في ساحل ووادي حضرموت- إنها تقوم بتغطية تكاليف الإنتاج والمعالجة والتكرير، وتشغيل محطة وادي حضرموت الغازية، وهي تكاليف مالية طائلة
ووضحت الشركة أنها لا زالت مستمرة في تزويد المؤسسة العامة للكهرباء بفرعيها في الساحل والوادي بمادة الديزل بحسب الكميات المتفق عليه مسبقاً حتى نفاد مواد التكرير أو المخزون المقرر
غياب الرؤية الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الحضرمي، محمد أحمد بالفخر، يقول إن حضرموت تعاني الظلم على مر العقود، حيث عاشت تحت وطأة أنظمة متعاقبة، فشلت في تلبية احتياجات المواطنين، وتوفير حياة كريمة لهم
يشير بالفخر إلى ظهور العديد من المكونات السياسية التي تدعي تمثيل حضرموت وحقوقها، إلا أن هذه المكونات تظهر وتختفي حسب الظروف السياسية، ولا يوجد مكون واحد يتمتع بثقة الجميع
يضيف: “المواطنون يتعلقون بأي طرف يعتقدون أنه قادر على تحسين أوضاعهم المعيشية المتدهورة بسبب الغلاء، وتردي الخدمات، وسوء إدارة السلطة المحلية”
يتابع: “جميع المكونات السياسية في اليمن تتأثر بوجود أَيدٍ خارجية تدعمها، ما يجعل التحالفات قائمة على المصالح المتغيرة
لا بد من رؤية واضحة تجمع مختلف الأطراف لحل مشكلات حضرموت، لأن غياب هذه الرؤية يفاقم الأزمة”
تدهور خدمة الكهرباء الإعلامي الحضرمي مزاحم باجابر يقول لـ “المشاهد” إن حلف قبائل حضرموت يحرص كل الحرص على عدم المساس بسبل عيش المواطن أو الخدمات المقدمة له، مؤكداً أن الحلف يعمل على إيجاد حلول لتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، خاصة في مجال توزيع الوقود
ويؤكد باجابر أن حلف قبائل حضرموت صرح مراراً بأنه لن يعترض أي شاحنات تحمل الديزل، ومتجهة إلى محطات الكهرباء، حيث تم السماح لمرور العديد من ناقلات الوقود المخصصة لكهرباء الساحل خلال الأسبوع الحالي، بينما كميات الديزل المخصصة لكهرباء الوادي تمر يومياً من نقاط حلف قبائل حضرموت، دون عراقيل
يضيف: “قرار السلطة بإيقاف إمدادات الديزل التي من شركة النفط إلى محطات الكهرباء أدى إلى تدهور حاد في خدمة الكهرباء وزيادة الانطفاء في مختلف مناطق حضرموت
ومع ذلك، تمكن الحلف من التوصل إلى حل مؤقت لهذه المشكلة من خلال مخاطبة الجهات المعنية، وتأمين كميات كبيرة من الديزل لمحطات الكهرباء في ساحل حضرموت”
يطالب باجابر الحكومة اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي والسلطة المحلية في حضرموت بالتعاون مع حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع، من أجل إيجاد حلول عادلة ودائمة للمشكلات التي تواجه حضرموت
حتى اليوم، ترفض السلطة المحلية في حضرموت التعامل مع ما اسمتها “لجان لا تمتلك الصيغة القانونية”، وتحمّلها المسؤولية القانونية إزاء تدخّلها في الإجراءات الرسمية للدولة، وتحذر من تداعيات تلك التحركات على حالة الأمن والاستقرار في المحافظة
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير