السيول في «شمير» بتعز… دمار غير مسبوق
منذ 9 أشهر
تعز- علي نجيبشهدت قرية النشيمة في منطقة شمير بمحافظة تعز أمطارًا غزيرة وسيول جارفة خلال الأيام الماضية، وتحولت القرية إلى منطقة منكوبة
اليوم، يقف الأهالي في قرية النشمة عاجزين عن إصلاح الدمار الذي تسببت به الأمطار والسيول غير المسبوقة
سيف نصر، أحد كبار السن في القرية، يبلغ من العمر نحو 90 عامًا، يقول لـ “المشاهد” إنه لم يشهد في حياته مثل هذه السيول، التي خلفت دمارًا لم يتخيله أحد
يضيف نصر: “لم أرَ في حياتي سيولًا بهذا الشكل
هذه السيول أتت لتدمر كل شيء في طريقها
حتى الأجداد لم يحدثوني عن شيء كهذا”
يعد وادي النشيمة من أجمل وأخصب الأودية في تعز، ويتميز بتنوع محاصيله الزراعية، ويعتمد السكان هناك على الزراعة كمصدر دخل نظرًا لتوفر الماء طوال أيام السنة
لكن السيول القوية جرفت العديد من المناطق الزراعية، واقتلعت الأشجار، وهدمت بيوت المواطنين، ومنظومات المياه
محمد البهلول، مواطن من منطقة شمير بتعز، يقول: “كان وادي النشيمة من أجمل الأودية في شمير، وكان يشهد موسماً زراعياً وفيرًا، لكن أرضه تحولت من مصدر للإنتاج الزراعي إلى منطقة تعاني الدمار بسبب السيول الجارفة”
تشير الأمم المتحدة إلى أن الأمطار والسيول الجارفة في مقبنة بمحافظة تعز منذ مطلع أغسطس الجاري تسببت بتضرر نحو 10 آلاف شخص
أدت السيول بمديرية مقبنة في تعز إلى وفاة 15 شخصا، ودفن أكثر من 80 بئرا، وجرف أراضي زراعية، وتضرر المنازل والبنية التحتية، وفقًا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة
خسائر متعددةتسببت السيول في منطقة شمير بإتلاف أكثر من 350 شجرة نخيل ومانجو، وتهدم 13 منزلًا بشكل جزئي أو كلي، ومصنع خاص بالبلك، وثلاثة محال لبيع المواد الغذائية، بالإضافة إلى تعرض إحدى المقابر إلى جرف جزئي، وفقًا لمواطنين
مبارك منصور، أحد المتضررين من السيول، يقول إنه فقد سيارته ومحله ودراجته النارية
بصوت حزين، يقول: “أخذت السيول كل شيء، لم تترك لي شيئًا
أسأل الله أن يعوضنا”
يضيف منصور: “دمرت السيول مسجد هيجة العوجا وجميع الآبار في وادي النشيمة، ونحو خمس سيارات تعود ملكيتها لمواطنين في قرية كدامة وهيجة العوجاء والغباري
جرفت السيول وديان كثيرة ومنظومات المياه في بعض القرى، ما يهدد السكان بالعطش خلال الأيام القادمة إذا لم يتم تدخل لمواجهة نتائج هذه الكارثة”
تداعيات التغيرات المناخيةلقي أكثر من 50 شخصًا على الأقل حتفهم خلال الأيام الماضية، فيما لا يزال العشرات في عداد المفقودين نتيجة السيول التي اجتاحت محافظات الحديدة وحجة وتعز
رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، مصطفى نصر، يرى أن الأضرار والخسائر الاقتصادية الناتجة عن فيضانات سيول الأمطار تعكس حجم تأثر اليمن بالتغير المناخي
يشير نصر إلى أن الدمار الذي تسببت به السيول والأمطار في سهول تهامة وقرى وأرياف محافظتي تعز وحجة يعد كارثة، وهذا دليل على أن اليمن سيعاني تداعيات التغيرات المناخية، مؤكدًا على أهمية وجود استراتيجية واضحة للتعامل مع هذا الوضع
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) من مخاطر عالية للفيضانات المفاجئة والانهيارات الأرضية في اليمن نتيجة هطول أمطار غزيرة على مناطق متعددة خلال الأيام المقبلة
وتوقعت المنظمة أن يشهد اليمن خلال الأيام القليلة المقبلة هطول أمطار غزيرة تصل إلى 300 ملم في المرتفعات الوسطى والجنوبية
يشهد اليمن عادة هطول أمطار غزيرة بين أغسطس وسبتمبر، ما يعود بالنفع على الزراعة، خصوصاً في المرتفعات والسهول الساحلية، وفقًا للمنظمة الأممية
لكن أمطار هذا العام من المتوقع أن تكون أشد غزارة، وقد تؤدي إلى أضرار واسعة النطاق، خصوصاً في المناطق الزراعية المنخفضة
اليوم، وبعد مرور أكثر من أسبوع، يناشد الأهالي في منطقة النشيمة والقرى المجاورة بتعز السلطات المحلية بسرعة التدخل لإنقاذهم من الوضع الكارثي الذي يعيشونه بسبب السيول والأمطار
يطالب المواطنون في المناطق المنكوبة تدخل فرق ميدانية مع معدات ثقيلة لإصلاح الآبار والطرق، وإعادة تأهيل الأراضي الزراعية، ويرون أن ذلك هو الحل الوحيد للتعامل مع نتائج الكارثة
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير