الشاوش: الطيار اليمني الذي أصبح حدادًا

منذ 4 أشهر

تعز- ماجد الطيارعندما كان طلال الشاوش في المدرسة في مديرية ماوية بتعز قبل أكثر من عشرين عامًا، كان حلمه الأول أن يكون طيارًا

وفي كل وقت تكلم فيه الشاوش عن طموحه أمام أصدقائه وأسرته، كان يواجه الاستهزاء أوالتشجيع

منذ أن بدأ يفكر في ذلك الحلم، لم يهتم كثيرًا بالسخرية، ولم يفقد معنوياته بسبب التعليقات السلبية التي كان يسمعها في المدرسة والبيت

وبعد أن تخرج الشاوش من الثانوية العامة، التحق بكلية الطيران، وتخرج فيها في العام 2007

حينها، أصبح الحلم حقيقة، وأثبت للأسرة والزملاء والأصدقاء أنه لم يكن مازحًا أو مبالغًا عندما كان يقول إن حلمه أن يصبح طيارًا

في حديثه لـ “المشاهد”، يقول الشاوش: “كان هناك شخصان فقط لم يسخرا مني

الأول أستاذي في المدرسة، الذي أخبرني بأن حلمي ليس مستحيلًا، والشخص الثاني أمي، التي آمنت بقدرتي، ودفعتني أكثر باتجاه تحقيق طموحي

”خلال سنوات عمله كطيار، استثمر الشاوش الأموال التي جمعها من وظيفته، وقام بشراء أراضي زراعية والمساهمة في حفر بئر ارتوازية، ووكل واحد من أقاربه للاهتمام بالمزرعة

نقطة التحولفي سبتمبر من العام 2014، سيطرت جماعة الحوثي (أنصار الله) على العاصمة صنعاء، وتوقف الكثير من الطيارين عن مهامهم، وعادوا إلى قراهم ومدنهم

وبعد اندلاع الحرب الأهلية في مارس 2015، تعرضت العديد من المطارات للتدمير، وفقدت البلاد الكثير من قواتها الجوية، بخاصة الطائرات الحربية، وفقد الطيارون مصدر دخلهم، وتخلت عنهم الدولة وسلطة الأمر الواقع

عاد الشاوش إلى قريته في مديرية ماوية بتعز، ليعمل مزارعًا بعد أن أصبحت مهنته في الطيران غير قادرة على تأمين متطلبات المعيشة

خلال التسع السنوات الماضية، عمل في الزراعة دون ملل، وأعتمد على مزرعته لتحقيق الدخل المالي

يقول إنه حاول تحقيق بصمة زراعية في زراعة البن والخضروات في مديرية ماوية، لكنه واجه العديد من العوائق بسبب الظروف الصعبة وعدم الاستقرار

لم يكن راضيًا عن وضعه في تلك المزرعة بسبب غلاء المعيشة وتدهور قيمة العملة وارتفاع الأسعار

في هذا العام، قرر البدء بتجربة جديدة في مكان جديد

في أغسطس من هذا العام، أعلن الشاوش انتقاله إلى المملكة العربية السعودية بعد أن حصل فرصة عمل في مجال الحدادة

وكتب الشاوش في منشور على صفحته في فيسبوك: “أول يوم غربة لي بعد ما ضاقت عليا الحياة ومن حولي في اليمن

تجربة جديدة وتحدي جديد لم أتوقعه إطلاقًا، إلا أن الظروف دفعتني للغربة لأجل تأمين حياة كريمة لأولادنا وتعليمهم كآخر مكاسب الحياة

”يقول الشاوش لـ “المشاهد”: “أعمل حاليًا في السعودية كحداد

أحلم أن تعود البلد إلى ما كانت عليه قبل الحرب، ويكون هناك تطور في مجال الطيران، ولا زلت شغوف بمهنتي في الطيران

” في اليمن، تُسرق الأحلام بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، والاضطرابات السياسية، والحروب

الفقر والبطالة يدفعان الكثير من اليمنيين إلى التخلي عن طموحاتهم بعد أن انهارت الدولة وتركتهم دون اهتمام

وعلى امتداد المحافظات اليمنية، يوجد الآلاف، مثل الشاوش، والعديد منهم تركوا الوطن والتحقوا بالعديد من المهن، بحثًا عن حياة أفضل

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير