الشتاء ينعش السياحة في الحديدة
منذ سنة
الحديدة- وفاء أحمد :في فصل الشتاء، تشهد محافظة الحديدة توافد الكثير من الزائرين من جميع المناطق اليمنية، ويظهر ذلك الإقبال الكبير من خلال الازدحام اللافت في المطاعم والفنادق والمنتزهات، بخاصة تلك المطلة على البحر
زاد توافد الزوار إلى المدينة خلال العامين الماضيين بالتزامن مع عودة الكثير من المنشآت السياحية للحياة، بعد أن أغلقت بفعل المواجهات المسلحة التي دارت في المدينة في 2018بين الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة أنصار الله (الحوثين)
علي مغربي الأهدل، نائب مدير الهيئة العامة للآثار والمتاحف بمحافظة الحديدة، يقول ل “المشاهد” إن الحديدة محافظة سياحية بامتياز باعتبارها محافظة تجمع بين تضاريس مختلفة من جبال، أودية محميات، سهول، سواحل، شطآن، جزر، بحر، وهي تضم مديريات كثيرة منها ما تمتاز بجوانب سياحية، والمعالم الأثرية والتاريخية، كمدينة زبيد وغيرها من المديريات، بالإضافة إلى المناطق ذات العلاج الطبيعي كمديرية السخنة التي تحتوي على حمامات مياه كبريتية
بحسب الأهدل، أصبحت مدينة الحديدة المتنفس الوحيد للكثير من أبناء المحافظات الشمالية في ظل الصراع التي تشهده البلاد، ولهذا السبب تشهد المحافظة إقبالا كبيرا خلال فصل الشتاء، حيث يقصدها الآلاف من اليمنيين، وبخاصة من المناطق الجبلية، هروبا من البرد والاستمتاع بالشتاء الدافئ في الحديدة
يرى الأهدل أن هناك عوائق تؤثر على السياحة الداخلية، ولو تم تجاوزها، سيزيد أعداد الزوار إلى أضعاف ما هو عليه الآن
ويضيف: “لا تتوفر العوامل السياحية الجاذبة والخدمات المطلوبة كالمزيد من الفنادق والمنتجعات السياحية والخدمية والمشاريع الاستثمارية التي تتناسب مع المحافظة كمنطقة سياحية والتي من شأنها أن توفر ما يحتاج إليه الزائر، وبخاصة في المديريات التي تفتقر إلى الكثير من الخدمات السياحية
ومع ذلك، يظل هذا الإقبال الذي تشهده المحافظة في فصل الشتاء أمرا جيدا، وهذا يؤكد الحاجة إلى المزيد من الاهتمام بالجانب السياحي من قبل الحكومة والجهات المعنية”
أحمد عبد الرحمن، مواطن من صنعاء، يحرص على زيارة مدينة الحديدة كل عام في فصل الشتاء، ويرافقه كل أبنائه
في حديثه لـ”المشاهد”: يقول عبد الرحمن: “أنا وكل أبنائي نحرص على أخذ الإجازات السنوية في فصل الشتاء، ونكون من الزوار الذين يتوافدون إلى الحديدة ويستمتعون بجمال الشتاء فيها”
مبروك علي، أحد الزائرين من محافظة صنعاء، يرى أن الدفء الذي تتميز به محافظة الحديدة هو من أهم العوامل التي تجذب الزوار في فصل الشتاء، والكثير من المواطنين في المحافظات الأخرى لا يطيقون البقاء في المناطق الباردة
ويضيف: “من عناصر الجذب للسيياح في المدينة توفر الخدمات، بالإضافة إلى أن مجتمع الحديدة متعاون ولطيف
يستمتع الزوار بالبحر وزيارة بعض المعالم السياحية، ويغيرون روتين العمل، ويأخذون قسطا من الراحة من أجل العودة إلى العمل بطاقة أكبر ونفسية أفضل”
الشتاء
موسم العملسامي ، من أبناء مدينة الحديدة، ينتظر قدوم الشتاء بفارغ الصبر، حيث يستطيع أن يحصل على فرصة عمل في الشتاء، وأن كانت الفرصة مؤقتة
يذهب إلى ساحل المدينة لبيع وجبة الطعمية التي تجد إقبالا نظرا لازدحام الزائرين وتوافد الأسر والأفراد إلى الساحل
يقول سامي لـ “المشاهد”: “الكثيرون يحصلون على دخل جيد في هذا الموسم، فبعضهم يبيع الشاي، والبعض يبيع البطاطا المسلوقة، وآخرون المياه الباردة، والبخور والطيب والإكسسوارات والملابس، وبعض المثلجات وغيرها”
تملك أم جواد محل معجنات في مدينة الحديدة، وتؤكد في حديثها لـ “المشاهد” أن السياحة في الحديدة أنعشت الكثير من المشروعات ووفرت فرص عمل، وتوصف السياحة بأنها، “تنعش الاقتصاد “
وتشير أم جواد في حديثها إلى أن الحديدة مدينة تحتاج إلى افتتاح أماكن للترفيه، وتخفيض أسعار الفنادق، والاهتمام أكثر بالمنظر العام للمدينة، وإن تم ذلك، سوف تشهد توافد المزيد من الزائرين في المواسم القادمة
ابتهاج بالزوار يقول أحمد يحي ، مواطن من محافظة الحديدة، إن توافد الزائرين يشعرهم بالارتياح الكبير ويسعدهم؛ لأن ذلك يجعلهم يدركون أن منطقتهم باتت تتخلص من أثر الصراع والذي كان قد جعل منها مدينة شبه خالية من الناس عندما اشتدت المعارك في السنوات الماضية
ويضيف: “هؤلاء الزائرين يمثلون الخير لمدينتنا، العاطلين على العمل يجدون فرصة لكسب الرزق وكذلك يلفتون أنظار الجهات بأن عليها الاهتمام بالمحافظة أكثر خاصة المقومات السياحية التي تجذب السياح من مختلف المدن اليمنية وحتى المغتربون”
أم سلمة، 40 عاما، تسكن في مدينة الحديدة، تقول لـ “المشاهد”: “نفرح كثيرا عندما نشاهد المواطنين يتوافدون من المحافظات الأخرى، نتشارك معهم جمال الشتاء في الحديدة، والذي ننتظره بفارغ الصبر طوال السنة”
تضيف: “نحن وكثير من سكان المدينة نذهب للمنتزهات الساحلية، ونتعرف على الكثير، أسر الزائرين حتى أن في بعض الأحيان تتطور علاقتنا بهم ونصبح أصدقاء، يستضيفوننا في منازلهم إذا قررنا زيارة مدنهم، ونحن كذلك نستدعيهم لزيارتنا في المنازل”وجهة المواسم السياحيةولا يتوقف توافد الزائرين لمحافظة الحديدة في فصل الشتاء فحسب، فقد شهدت المدينة تزايد أعداد الزوار خلال أيام الأعياد خاصة من محافظة صنعاء والمحويت وذمار وإب وغيرها من المحافظات اليمنية وينعكس ذلك من خلال الازدحام الشديد في شوارع وأسواق المدينة
ووفق تقرير نشره موقع وكالة الأنباء اليمنية سبأ التابعة لأنصار الله ( الحوثيين ) الخميس الموافق 27 أبريل 2023 فإن أكثر من 300 ألف زائر إلى محافظة الحديدة خلال أيام عيد الفطر الفائت
وذكر التقرير أن نسبة حجوزات المنشآت الفندقية في المدينة، والتي تبلغ 60 فندقا، وصلت إلى 100 بالمائة، وأن الكثير من الأسر والأفراد الوافدين إلى المدينة اضطروا للبقاء في منازل أقاربهم، وآخرون في سيارتهم نظرا للازدحام في المنشآت الفندقية في المدينة
يقول الصحفي والباحث الاقتصادي نبيل الشرعبي لـ “المشاهد” إن انتعاش السياحة الداخلية الوافدة إلى محافظة الحديدة له مردود إيجابي هام اقتصادي وتجاري سواء على الفرد أو المحافظة ككل
ويشير الشرعبي إلى أن انتعاش السياحة يرافقه ازدهار تجارة الحرف اليدوية التي تمتاز بها المدينة، وهذا يوفر فرص عمل لمئات الأيدي العاملة في المجالات المختلفة، ويكون سبب في تدفق العملة المحلية والعملات الخارجية إلى المحافظة “
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير