الشجاع: لمن نشكو فساد معين عبد الملك إذا كان الجميع فاسدين؟
منذ 2 سنوات
لمن نشكو فساد معين عبد الملك إذا كان الجميع فاسدين ؟عادل الشجاع ====================================لا تجد قضايا الفساد التي تكشف عنها وسائل الإعلام أو الوثائق التي يتم تسريبها بين الحين والآخر ، أي ردة فعل من البرلمان ، لأنه مساهم في هذا الفساد وراعي له ، فقد كتب الإعلام عن فساد معين عبد الملك وتسربت وثائق لو تركت للرياح أن تبعثرها لغطت وجه الكرة الأرضية ، ومع ذلك يبقى الصمت أمام هذا الفساد هو السائد
ومن يتتبع المراسلات بين وزارة النفط وبين المدير التنفيذي القائم بأعمال هيئة استكشاف وإنتاج النفط خالد مبارك با حميش الذي يستند في إصراره على بيع قطاع النفط s1 للمقاول( أوكتافيا ) رافضا التوجيهات الرئاسية بضم القطاع إلى شركة بترو مسيلة وهي شركة حكومية ، لم يحدث في عالم الفساد أن يتجاوز مدير شركة التسلسل الوظيفي وأن يجعل قراره فوق قرار وزير النفط ، بل وفوق توجيهات رئيس الجمهورية
أقول من يتتبع المراسلات والتوجيهات ورفضها يكتشف كيف أن وزارة النفط هذه الوزارة المهمة التي تدير عصب الثروة اليمنية تتعرض لأكبر فضائح الفساد في العالم ، لكن فضيحة بيع القطاع s1 تبين أن ثروات اليمن تتعرض لأبشع عملية سرقة ، في الوقت الذي تظهر الدولة عاجزة ماليا عن دفع مرتبات الموظفين ، أو تقديم الخدمات العامة للمواطنين
إذا كان نائب رئيس هيئة الاستكشاف يوجه رسالة للمحامي عن الحكومة اليمنية ويطلب منه التراجع عن توصياته القانونية والموافقة على تسليم القطاع لشركة أوكتافيا بدلا من تسليمه للدولة ، إلا إذا كان يستند في فساده هذا إلى رئيس الحكومة ، لأن مثل هذا الموقف ، يعد خيانة وطنية قبل أن يكون فسادا يتوجب تقديم صاحبه للمحاكمة ، وهذا يؤكد أن الفساد الذي يلتهم اليمن يأتي من رئاسة الحكومة التي أمنت العقوبة فأصبح فسادها يزكم الأنوف
يحتاج اليمنيون إلى شن حرب على حكومتهم الشرعية قبل شنها على عصابة الحوثي ، فحكومة معين عبد الملك أصبحت بوابة الفساد الذي بسببه استمر الحوثي ، فرئيس الحكومة لا يجيد سوى الفساد ، وهو الذي اعترف بنفسه وقال بكل فخر بأنه لا علاقة له بالشأن السياسي أو العسكري ، فقط سيتفرغ للفساد وجمع المال ، والأفسد منه البرلمان الذي بلع لسانه وصمت كل من فيه وتخلوا عن دورهم الرقابي متمرغين بوحل الفساد
والخلاصة أن رؤساء حكومات في بلدان كثيرة أحيلوا إلى المحاكمات ووضعوا خلف القضبان في قضايا فساد لا تساوي واحد بالمائة من فساد معين عبد الملك المتورم بالفساد والذي لن يأتي الدهر بمثله ، وهنا يجب على النشطاء السياسيين والحقوقيين أن يشكلوا إطارا لملاحقة هؤلاء اللصوص والمطالبة باسترداد الأموال المنهوبة التي جعلت هؤلاء الفاسدين يثرون على حساب الشعب اليمني ، لقد جاء معين إلى الحكومة فقيرا عاريا ، فأصبح متورما بما يملكه من صفقات الفساد ، أين النائب العام ، لماذا لا يقوم بدوره ؟ وأين الهيئة الوطنية لمواجهة الفساد ، لماذا لا تقوم بدورها ؟ هل أنتم مع الشعب ، أم مع بائعي وناهبي ثروات الشعب ؟