الشقب بتعز: عشر سنوات من الحرب وغياب الخدمات
منذ 2 أشهر
تعز- عميد مهيوبيفتقر أكثر من 11 ألف مواطن في منطقة الشقب بمديرية صبر الموادم بمحافظة تعز إلى الكثير من الخدمات الأساسية، ويعيشون في وضع إنساني مؤلم، وهذا حالهم منذ نشوب الحرب في عام 2015
قبل بدء الحرب بين جماعة الحوثي (أنصار الله) والحكومة اليمنية، كان السكان في منطقة الشقب يعيشون في سلام، ويعتمدون على الزراعة كمصدر أساسي للدخل
تحولت تلك المنطقة من حالة الهدوء إلى الرعب، ولا يزال السكان يعيشون مأساة فادحة منذ عشر سنوات
قد يفارق المريض الحياة، وهو في طريقه إلى المستشفى في مدينة تعز، وقد تضع الأم طفلها، ثم تغادر الدنيا نظرًا لعدم الحصول على الرعاية الصحية والأدوية في الوقت المناسب
أرقام عن المأساةشهاب الشقب، ناشط حقوقي وناشط في قرية الشقب، يقول لـ “المشاهد”: “تسبب الحصار المفروض على قرية الشقب بكوارث وخيمة لأهالي المنطقة وتسبب بدمار الكثير من المنازل وتلف الكثير من المزارع
”يشير شهاب إلى أن عدد الانتهاكات بلغ 12,259 انتهاك بحق المواطنين وممتلكاتهم في منطقة الشقب، منها 70 حالة قتل، طالت الأطفال والنساء والرجال من المدنيين
يضيف: “وصل عدد الإصابات الجسدية إلى 509 حالة، تشمل النساء والأطفال والمواطنين، نتيجة القصف والقنص الذي تمارسه (أطراف الحرب)
كما بلغ عدد ضحايا الألغام 28 حالة
بالإضافة إلى ذلك، تم تدمير 67 منزلًا بشكل كامل وتضرر 567 منزلًا بشكل جزئي
”شهاب الشقب، ناشط حقوقي وناشط في قرية الشقب، يقول لـ “المشاهد”: “تسبب الحصار المفروض على قرية الشقب بكوارث وخيمة لأهالي المنطقة وتسبب بدمار الكثير من المنازل وتلف الكثير من المزارع
”المدرسة الوحيدةيعاني سكان منطقة الشقب من نقص حاد في أبسط مقومات الحياة الأساسية، حيث تفتقر المنطقة إلى خدمات صحية وتعليمية تلبي احتياجات الأهالي
وتبرز مدرسة السعادة كالمؤسسة التعليمية الوحيدة في المنطقة
هذه المدرسة لم تكن نتيجة لدعم حكومي، بل جاءت ثمرة جهود مجتمعية خالصة، حيث اجتمع السكان لتشييدها بمواردهم المتواضعة وإصرارهم على توفير التعليم لأبنائهم
ومع ذلك، تواجه المدرسة تحديات كبيرة، منها نقص التجهيزات الأساسية، وقلة الكوادر التعليمية، وصعوبة الوصول إلى مصادر تمويل مستدامة
تعاني هذه المدرسة من ازدحام شديد نتيجة الإقبال الكبير من الطلاب عليها
ووفقًا لما ذكره مدير المدرسة، الأستاذ عادل موحد، فإنها بحاجة ماسة إلى ستة عشر فصلًا دراسيًا إضافيًا على الأقل لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب القادمين من أبناء المنطقة
يضيف موحد: “هؤلاء الطلاب يتميزون بحبهم للتعليم وسعيهم الدؤوب لتحقيقه رغم الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهونها
”تضيف افتخار: “على سبيل المثال، هناك الكثير من حالات الولادات المتعسرة التي تفقد فيها النساء حياتهن أو حياة أطفالهن؛ نتيجة عدم وجود كادر طبي مؤهل للتعامل مع هذه الحالات في المنطقة
”حياة صعبةتتحدث الكاتبة الصحفية في الشؤون الاجتماعية افتخار عبده عن معاناة السكان في الشقب بتعز، وتقول: “يعاني المواطنون في هذه المنطقة من حصار جائر منذُ ما يقارب عشر سنوات، ونقص في الخدمات الأساسية، كالطرق، والمشاريع التنموية، والمدارس والمستوصفات الطبية، ونقص في المواد العلاجية، وهذا ما يجعل الحياة في المنطقة أكثر صعوبة
”تؤكد افتخار أن العديد من أبناء منطقة الشقب يفقدون حياتهم نتيجة ظروف صحية يمكن معالجتها بأبسط الإمكانات، وهذا يعود إلى قلة الإمكانات بالإضافة إلى بعد المسافة بين الريف والمدينة، ووعورة الطرقات، وعدم توفر سيارة إسعاف في المنطقة
تضيف: “على سبيل المثال، هناك الكثير من حالات الولادات المتعسرة التي تفقد فيها النساء حياتهن أو حياة أطفالهن؛ نتيجة عدم وجود كادر طبي مؤهل للتعامل مع هذه الحالات في المنطقة
”وفقًا لافتخار، إن تخفيف المعاناة في منطقة الشقب يتطلب بشكل عاجل توفير الخدمات الأساسية للمنطقة، كتأثيث وتجهيز وحدة الشقب الصحية، وبناء فصول دراسية إضافية، وتزويد المنطقة بمشاريع المياه وإصلاح الطرقات
الموت في الطريقتعرض عبدالجبار عبيد، مدرس مادة القرآن الكريم والتربية الإسلامية في مدرسة السعادة بمنطقة الشقب، إلى ذبحة صدرية مفاجئة قبل أشهر، ولم يتمكن من الحصول على إسعافات أولية
لم تكن هناك مراكز طبية قريبة لتقديم الإسعافات الأولية اللازمة لإنقاذ حياته
نُقل عبدالجبار إلى مدينة تعز لتلقي العلاج
وبسبب وعورة الطريق، والمسافة الطويلة، فارق عبد الجبار الحياة قبل أن يصل إلى المستشفى
يقول شهاب: “هذه الحادثة هي صورة مصغرة عن الواقع المؤلم التي تعانيه منطقة الشقب التي تفتقر إلى الخدمات الأساسية كالصحة والطرق والتعليم
”يوجه شهاب نداءً إلى السلطات والمنظمات المحلية والدولية للتدخل بهدف تخفيف معاناة سكان منطقة الشقب، ويطالب بتأثيث وتشغيل وحدة الشقب الصحية، واستكمال مشروع رصف طريق “العروس”، وتوفير سيارة إسعاف لخدمة أهالي المنطقة
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير