الصحفي حارث حميد أحد وجهاء بني الحارث حارث: "مبادرتي تمثل ملايين الأحرار الرافضين لدفن ضحايا "صرف" دون محاسبة الجناة"
منذ 11 ساعات
قال بأن التعامل مع جريمة صرف بصنعاء بعد عشرة أعوام من الجرائم الحوثية المتكررة، بنفس المشاعر وذات الطريقة، جريمة أخرى في حق سكان العاصمة
أكد أن ثمانية أعوام عاشها في سجون الحوثي عمقت معرفته بالمليشيات ووسعت جبهة معارفه بالجهات ذات العلاقة داخل البلاد وخارجها
الصحفي المحرر من سجون المليشيات وأحد أبناء العاصمة ووجهاء مديرية بني الحارث، الزميل حارث حميد أعلن عن مبادرة لإسناد الضحايا بكل الوسائل المتاحة
تفاصيل هامة في ثنايا هذا الحوار الذي أجراه معه رئيس التحرير
العاصمة أونلاين/ خاص أهلا وسهلا بك أستاذ حارث حميد
حدثنا في البداية عن الجريمة التي وقعت في حي صرف بصنعاء، والتي أعلنت بالأمس استعدادك لتصدر جبهة الدفاع عن حقوق الضحايا الذين قضوا فيها؟ شكرا لكم على إتاحتكم الفرصة، وتسليط الضوء على هذه الجريمة، أنتم كمركز متخصص بأخبار العاصمة صنعاء منذ بدء الانقلاب تقومون بدور مهم في إسناد القضايا العادلة لأهلنا القاطنين تحت سيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية
وهذه القضية باعتقادي ليست آخر الجرائم الحوثية ولم تكن أولها، ونحن نتابع عبر تقاريركم وأخبار موقعكم كافة الأحداث في اليمن، والعاصمة صنعاء على وجه الخصوص، ويؤلمنا جدا ما يرد هنا من انتهاكات لا أول لها ولا آخر، بل ولا نصير سوى الحملات والتقارير الحقوقية
جريمة صرف التي قتل فيها من أهلنا ما يزيد عن الرقم المتداول إعلاميا وحقوقيا وهو 250 ضحية لانفجار مخزن أسلحة حوثية مخبأة في وسط الأحياء السكنية، هي جريمة اهتز لها ضمير كل يمني حر ومقاوم، خاصة مع منع تداول أي تفاصيل تتعلق بالجريمة، ولو من الجانب الإنساني، وبالتالي فإن مشاعر الحزن هنا وحدها لا تكفي، وكذا التنديد والإدانات
تكديس أدوات الموت في ردهات البيوت والمساكن، ثم انفجارها في طرقات أطفالنا وغرف ألعابهم ونومهم، بل ومدارسهم، قد تكرر عدة مرات في العاصمة صنعاء وحدها، لكن هذه المرة تم قتلهم مرات عديدة، بدءا بانفجار المخازن في أرواح المئات، ثم الصمت القاتل عن ملابسات الجريمة، مرورا بتكميم الأفواه بما فيها المستشفيات عن ذكر تفاصيل الحادثة كواجب قانوني، وليس انتهاء بجريمة تحنيط المشاعر حتى عن مجرد تبادل التعازي وواجب المواساة!! وهو أمر لم يحدث من قبل في أية حادثة على الإطلاق
هل كان ما ذكرت من ملابسات الحادثة هي منطلقك الأساسي لإطلاق مبادرتك بالأمس؟ حدثنا عن تفاصيل المبادرة وحيثياتها؟أنت تعرف أخي الكريم وأنت أحد المراقبين على مدار الساعة للأحداث في صنعاء، كيف تتم عملية طي ملفات الجرائم الحوثية ضد أهلي وأهلك في العاصمة صنعاء وغيرها، والسكوت المتكرر من قبلنا أو الاكتفاء بالتوثيق والتنديد والحملات، وهو أمر قد يكون طبيعيا فيما سبق، لكن أن تحدث جريمة مثل هذه بعد عشرة أعوام محاطة بأسوار منيعة على التفاصيل، أمر لم يعد السكوت عنه والتألم لأجله مقبولا، فكان لابد من تحرك عملي يختلف عن تعاملنا السابق مع الجرائم المشابهة، ولا بد أن يكون بحجم الجرم في الاتجاه المضاد
عندما أطلقت مبادرتي كنت مدركا بأن هذا الموقف هو لسان حال ملايين الأحرار على كامل الأرض اليمنية، وقد لمست من أول لحظة ردود الأفعال الإيجابية إزاء ما قمت بالإعلان عنه، وهو في نظري أقل واجب
لقد قمت بتوجيه نداء لأهلنا وقبائلنا في مديرية بني حشيش وبني الحارث أن يقدروا فداحة الجرم ووزن الدماء التي سفكت بدم بارد
وقلت لأهالي الضحايا، أنا هنا ومعي كل أحرار اليمن، على استعداد لتبني كافة تبعات حماية حقوقكم، فلا ترضخوا لضغوطات لملمة هذا الملف الدامي، ولا تقبلوا بدفن ذويكم تحت أي تهديد حتى تتمكنوا ونحن معكم من معرفة المتسببين بالحادثة ومحاكمتهم المحاكمة العادلة، لقد فقدتم أعز أحبابكم فماذا بقي لكم من الحياة إن رضختم للسكوت، وشاركتم في قتلهم مرة أخرى بأيديكم! وأنا كواحد من أبنائكم بما لدي من حماس وأوراق ورفاق نضال ومحامين وداعمين لن أترك حقكم، ولن أترككم دون إسناد، والله على ما أقول وكيل
هل قمت بالتواصل مع أحد في المنطقة له علاقة بالحادثة، سواء من أهالي الضحايا أو من سكان الحي؟ أصدقك القول بأن قلقي بدأ قبل أيام من الجريمة، مع قيام الطائرات الأمريكية بتركيز القصف على منطقة صرف، ففي يوم واحد فقط كان هناك حوالي 13 غارة جوية، وهو ما يشير إلى أن المنطقة مكدسة بالأهداف الأمريكية، إما لتتبع قيادات الحوثي أو لتصفية قدرات المليشيات من السلاح والذخيرة، وهو ما تابعناه منذ بدء الهجمات الأمريكية
عقب الحادثة تأكدت، بكل أسف وحزن، أن قلقي كان في محله، لذلك بادرت بالتواصل مع عدد من الأشخاص، لمعرفة حجم الكارثة وتفاصيل أخرى، وكانت بعض المعلومات التي حصلت عليها ونشرت في عدد من وسائل الإعلام ومنها موقعكم، هي النافذة الوحيدة التي استطعنا من خلالها معرفة حجم الضرر الناجم عن انفجار تلك الكميات المهولة من الأسلحة
لكن أيضا أتساءل عن التواصل بعد إطلاق المبادرة؟قبل المبادرة وبعدها قمت بالتواصل وتلقيت اتصالات أيضا، وفي كلتا الحالتين أحتفظ بالتفاصيل حماية لمصادرها، وضمان استمرار المضي في الهدف المعلن في المبادرة، وهو هدف قريب آخر بعيد، فالقريب هو دعم أهالي الضحايا، والبعيد هو تجنب حدوث مآسي أخرى في مناطق جديدة، إذ ما يزال هناك حسب المعلومة التي توصلت إليها حوالي 60 موقعا قام الحوثيون بتكديس الأسلحة فيه في مناطق مختلفة من العاصمة
وحتى لا يتكرر ما حدث من تطويق للمعلومات والأسباب وأسماء الضحايا وصور وفيديوهات الحادثة لا سمح الله
ماذا عن الجانب الحقوقي، محامون، صحفيون، منظمات، هل لمست أي دعم في هذا الجانب؟كما تعلم زميلي العزيز، أنني كنت أحد ضحايا هذه المليشيات وأحد الصحفيين العشرة الذين اختطفتهم المليشيات من وسط العاصمة وأخفتهم قسريا وقامت بتعذيبهم وسجنهم طوال ثمانية أعوام، كل ذلك ساهم في تعزيز معرفتي بالمليشيات، وتوسيع دائرة معارفي بالجهات الحقوقية ذات العلاقة داخل اليمن وخارجها
وسوف أستغل كل ذلك للوصول إلى إسناد مختلف هذه المرة، وقد تواصل بي العديد ممن ذكرت، وهناك تفاصيل كثيرة ستجد طريقها للنور في الأيام القادمة إن شاء الله
ما هي الخطوة القادمة؟سنشكل جبهة حقوقية واسعة، سندعم كل جهد قانوني وإعلامي في صنعاء أو هنا في مناطق الشرعية بالحقائق والتمويل أيا كان حجمه من جيوبنا الخاصة
لن أقوم بتعريض أحد من الأهالي المتعاونين لأي أذى، وسأعمل بكل جهد وجد كي أحقق لأخواني وأهلي كل إسناد وحماية للوصول إلى المتسببين وإدانتهم وتسجيل هذه الحادثة في ملفهم الأسود طال الزمان أو قصر
وبإذن الله لن يفلت الجناة من العقاب ولن نحتاج وقتا طويلا لكي نعرف الغريم المباشر أو الآمر، إذ لا يبعد الجاني عن كونه: عبدالملك الحوثي، أو أحد معاونيه في تجارة وتخزين السلاح، أو أحد المغرر بهم من سكان المنطقة الذين سهلوا تخزين الأسلحة في بيوتهم وتعاونوا مع المليشيات في تعتيم القضية