الصم والبكم في اليمن… معاناة لا تتوقف
منذ 8 أشهر
تعز- محمد الأصبحي يفتقد ربيع، 25 عامًا، القدرة على النطق منذ الطفولة، ويجد صعوبة في إيصال أفكاره إلى المجتمع من حوله
عندما يرغب ربيع في التواصل مع الآخرين، يستعين بتعابير الوجه وحركات الأصابع، لكنه لا يجد هذه الطريقة كافية لتحقيق التواصل السلس في حياته اليومية
يقول ربيع، بواسطة مترجم لغة الإشارة، لـ “المشاهد”: “أتمنى أن أفهم ما يريد الآخرون إيصاله لي، ويفهموني
أكثر العوائق التي يواجهها الأصم تكون خلال المعاملات في المرافق الحكومية الخدمية، حيث يبذل الأصم الكثير من الوقت والجهد، ومع ذلك لا يُفهم بشكل كامل”
في اليمن، لا تجد شريحة الصم والبكم الاهتمام الذي يؤهلهم للاندماج في المجتمع، لأن عدم القدرة على التواصل يشكل عائقًا أمامهم، وسببًا لتهميشهم
أحمد الأكحلي، مترجم لغة الإشارة، يقول لـ “المشاهد” إن عدم إلمام المجتمع بلغة الإشارة ينعكس سلبًا على شريحة الصم والبكم في مجالات عدة، كالصحة والتعليم وغيرها من الخدمات
تشير تقديرات الأمم المتحدة وإحصاءات الاتحاد العالمي للصم أن عدد ذوي الإعاقة السمعية في اليمن ما بين 300 إلى 500 ألف أصم تقريبًا، ويعيش المتخصصون في لغة الإشارة في البلاد ظروفًا سيئة إثر الحرب التي نشبت في العام 2015
تشير أريج عادل، المدير التنفيذي لجمعية الطموح لرعاية الصم والبكم في تعز، إلى ضرورة توظيف مترجم لغة الإشارة في المرافق الحكومية، كون ذلك سيوفر وقت وجهد الشخص المصاب بالإعاقة السمعية أو النطقية
تقول أريج أن جمعية الطموح تبذل الكثير من الجهود لإدماج الصم والبكم في المجتمع، وذلك من خلال عقد شراكات مع منظمات المجتمع المدني لتأهيلهم، وتعمل الجمعية على تأهيل أكثر من 500 أصم على مستوى مدينة تعز فقط
القدرة على الدراسة والعمل في حديثه لـ “المشاهد”، يقول علي الزبيدي، مدرس مادة الرياضيات بلغة الإشارة، إن انعدام الوسائل التعليمية التي تناسب الصم والبكم، وغياب اهتمام الجهات المعنية بهذه الشريحة من ضمن الأسباب التي أدت إلى تفاقم الصعوبات التي تواجه هذه الفئة
يرى علي أن حرمان هذه الفئة من الأنشطة الترفهية ينعكس سلبًا على مدى تواصلهم واندماجهم في المجتمع، ويحث الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية على بذل المزيد من الجهود لدعم الصم والبكم
على الرغم من إصابته بالصمم، استطاع ربيع الحصول على شهادة المعهد التقني في علوم الحاسب الآلي بتعز
تتحدث أريج من حالة ربيع، وتقول: “ربيع أصم بنسبة 100%، إلا أنه أكثر إنتاجية من الآخرين”
تضيف: “إحدى منظمات المجتمع المدني وقعت عقد عمل في المسح الميداني مع أحد منتسبي الجمعية، وكان لديه إعاقة سمعية، لكنه كان أكثر نشاطا وفاعلية في فريق العمل”
منذ اندلاع الصراع في اليمن عام 2015، تأثر قطاع الرعاية الصحية العامة والضمان الاجتماعي تأثراً كبيرًا، ما أدى إلى تراجع الاهتمام بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وكانوا ولا زالوا من أكثر الفئات تعرضًا للإقصاء، وتستمر معاناتهم بالتفاقم في ظل الحرب التي تشهدها البلاد
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير