الضالع: احتفال بذكرى ثورة أكتوبر وسط تساؤلات حول الواقع المعيشي

منذ 3 ساعات

الضالع- عبدالرب اليعسيشهدت محافظة الضالع، صباح اليوم الاثنين، حشدًا جماهيريًا واسعًا وغير مسبوق، بمشاركة آلاف المواطنين من مختلف المحافظات الجنوبية، احتفاءً بالذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر

وحضر الاحتفال عيدروس الزُبيدي، عضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي

وقال منظمو الاحتفال إن الضالع اختيرت لاحتضان الفعالية؛ لما تمثله من رمزية تاريخية عميقة في مسيرة النضال الجنوبي، كونها إحدى المحافظات التي قدّمت تضحيات جسيمة خلال مراحل الثورة والتحرير

ولأول مرة يتم تنظيم حفل بذكرى ثورة أكتوبر في الضالع بمشاركة الزبيدي منذ تأسيس الانتقالي في 2017

وخلال ساعات الصباح الأولى توافدت الوفود من مديريات الضالع والمناطق المجاورة، ومن محافظات أبين، عدن، شبوة، ولحج، حاملين أعلام دولة الجنوب سابقًا ومرددين الهتافات الوطنية

وازدانت الشوارع باللافتات والأعلام، وارتفعت مكبرات الصوت بالأناشيد الثورية، في مشهدٍ احتفاليٍّ ضخمٍ عكس ارتباط أبناء الجنوب بتاريخهم ونضالهم الطويل

لكنّ هذا الحدث، رغم الزخم الجماهيري والإعلامي، لم يخلُ من الجدل والتباين في المواقف

فبينما رأى مؤيدون أن الحشود تعبّر عن روح الانتماء الوطني وتجديد العهد مع الثورة وأبطالها، اعتبر آخرون أن المشهد لا يعدو كونه استعراضًا سياسيًا لا يوازي حجم المعاناة اليومية التي يعيشها المواطن الجنوبي منذ سنوات، في ظل تدهور الخدمات وانقطاع الرواتب وتردي الوضع الاقتصادي والمعيشي

يقول عرفان الجحافي، أحد أعضاء حركة الشباب الجنوبي: “منذ عشر سنوات لم يتغير شيء، تعبنا ولا جديد

مشروع الانتقالي غير واضح، وزيارة الزُبيدي للضالع في ظل هذا الوضع لا تعني لنا شيئًا”

عرفان الجحافي، عضو حركة الشباب الجنوبي: “منذ عشر سنوات لم يتغير شيء، تعبنا ولا جديد

مشروع الانتقالي غير واضح، وزيارة الزُبيدي للضالع في ظل هذا الوضع لا تعني لنا شيئًا”

ويضيف: “خلال هذه السنوات لم نلمس أي خدمات أو تحسن في الواقع المعيشي، بل مجرد مواكب وآليات ومظاهر احتفالية”

وتابع: “كنا نتمنى أن تكون هناك وحدة صف جنوبي–جنوبي حقيقية، لكن سياسة الانتقالي الحالية لا تبشّر بدولة قادمة”

ويقول: “نحن كشباب قاتلنا في الجبهات من أجل الجنوب، ولم نرَ من الزُبيدي سياسة عملية تخدم مشروع استعادة الدولة، بل مجرد وعود وشعارات متكررة

الناس اليوم محبطة، خصوصًا في الضالع؛ بسبب غياب أي خطوات ملموسة لتحسين أوضاعهم”

ويشاركه الرأي عبد الحافظ المنصوب، ناشط من الضالع، الذي يرى أن الحشود التي خرجت لا تعبّر بالضرورة عن تأييد سياسي، بل عن ارتباط وجداني بثورة أكتوبر نفسها

يقول المنصوب: “الناس خرجت كأبناء ثورة لا كمؤيدين لشخص

الجنوب كله يحتفل بذكرى وطنية لها رمزية كبيرة، لكن لا يمكن إنكار حالة القصور في أداء قيادة الانتقالي التي لم تحقق الأهداف المنشودة، وسط تدهور كبير في الخدمات

موجة الاحتجاجات الأخيرة في الضالع كانت نتيجة هذا التدهور والسياسات الغامضة التي يشعر الناس أنها تهمّشهم”

في المقابل، عبّر ناشطون مؤيدون للمجلس الانتقالي عن فرحتهم بالمناسبة، مؤكدين أنها لحظة وطنية جامعة تتجاوز الخلافات السياسية

يقول محمود الخطيب، وهو ناشط مؤيد للانتقالي من الضالع: “الضالع تعيش اليوم عرسًا وطنيًا حقيقيًا بهذه المناسبة

رفع الأعلام في الشوارع والمركبات دليل على الروح الوطنية العالية لدى الناس”

ويضيف: “صحيح أن هناك جراحًا بسبب توقف الرواتب والأوضاع الصعبة، لكن الحماس الثوري باقٍ في القلوب”

وواصل: “الاحتجاجات السابقة كانت للمطالبة بتحسين الوضع المعيشي، لا لتعطيل المناسبات الوطنية

الضيوف توافدوا من أبين، عدن، شبوة، ولحج، وكان التنظيم جيدًا جدًا، والشوارع مؤمّنة بمختلف الوحدات الأمنية، والأجواء مفعمة بالحماس”

ورغم نجاح الفعالية من الناحية التنظيمية والمشهد الجماهيري، إلا أن الانتقادات الشعبية تواصلت على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءل كثير من أبناء الضالع عن جدوى إقامة مثل هذه الاحتفالات في ظل الأوضاع المعيشية المتدهورة

عرفان الجحافي، عضو حركة الشباب الجنوبي: خلال هذه السنوات لم نلمس أي خدمات أو تحسن في الواقع المعيشي، بل مجرد مواكب وآليات ومظاهر احتفالية”

وتابع: “كنا نتمنى أن تكون هناك وحدة صف جنوبي–جنوبي حقيقية، لكن سياسة الانتقالي الحالية لا تبشّر بدولة قادمة”

وعلّق البعض بسخرية على حجم الترتيبات والموكب الكبير الذي رافق الزُبيدي، بينما لا يجد الموظفون رواتبهم منذ شهور، وسط عدم تحسن الخدمات

وانتشرت تعليقات على منصات التواصل، تحمل تساؤلات مباشرة مثل: “أين الراتب؟ أين الكهرباء؟ أين الماء؟ أين الجنوب الذي وعدونا به؟”

ويرى متابعون أن هذه الانتقادات تعكس فجوة متزايدة بين الشارع الجنوبي وقياداته، إذ باتت المناسبات الوطنية تُستخدم في نظر كثيرين كوسيلة لتلميع الصورة السياسية أكثر من كونها محطة لتقييم الأداء أو معالجة القضايا التي تهم المواطنين

 ورغم ذلك، ظل الحماس الشعبي واضحًا في الميدان، فالكثير من المشاركين أكدوا أن تمسكهم بالثورة ورموزها لا يعني بالضرورة رضاهم عن الوضع الراهن، بل إصرارهم على التمسك بالهوية الجنوبية والبحث عن مستقبل أفضل يعيد للثورة معناها الحقيقي

احتفالية الضالع هذا العام مثّلت لوحة متناقضة تجمع بين الفخر بالإنجاز التاريخي والقلق من الحاضر

ففي حين احتشد الآلاف لتجديد الوفاء لتضحيات الأبطال، ظلّت الأسئلة المعلقة حول الخدمات والرواتب ومستقبل الجنوب تطفو على السطح، لتذكّر الجميع بأن الثورة التي حررت الأرض ما زالت مطالبة بتحرير الإنسان من واقع المعاناة اليومي

يذكر أن المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يرأسه عيدروس الزُبيدي تأسس في مايو عام 2017

وينادي المجلس بانفصال جنوب اليمن عن شمال البلاد، واستعادة دولة الجنوب التي كانت قائمة قبل الوحدة اليمنية التي تحققت عام 1990

ما رأيك بهذا الخبر؟سعدنا بزيارتك واهتمامك بهذا الموضوع

يرجى مشاركة رأيك عن محتوى المقال وملاحظاتك على المعلومات والحقائق الواردة على الإيميل التالي مع كتابة عنوان المقال في موضوع الرسالة

بريدنا الإلكتروني: almushahideditor@gmail

comكن أول من يتلقى آخر الأخبار والتحديثات مباشرة على بريدك الإلكتروني

منصة يمنية تهتم بالقصة الخبرية بلغة سهلة ومهنية، عبر فريق من المحررين المنتشرين في كافة المدن اليمنية

نحرص على تغطية دقيقة وموضوعية بالنص والصورة والفيديو

جميع الحقوق محفوظة © المشاهد نت 2022