الطرق الوعرة في جبل بني علي بالمحويت: موت ومعاناة

منذ 3 أشهر

المحويت- عبده بليشةتُعد طريق جبل بني علي في مديرية بني سعد من أكثر الطرق وعورة وخطورة في محافظة المحويت، ويواجه السكان في جبل بني علي معاناة كبيرة عند التنقل، بخاصة في موسم الأمطار وتدفق السيول

منذ عقود طويلة من الزمن، يعاني السكان في بني علي نتيجة للطرق الوعرة ذات الممرات الضيقة والمنحدرات المتعددة، الأمر الذي يعيق وصول السكان إلى الخدمات الأساسية والإمدادات الغذائيةوفي أغسطس 2024، شهدت محافظة المحويت أمطارًا غزيرة، تسببت بدمار هائل للعديد من الطرقات والمنازل، مما فاقم معاناة المواطنين في العديد من الجلبية، كمنطقة جبل بني علي

ناصر الخوش، مواطن من منطقة بني علي، يتحدث عن حادثة محزنة، ويقول لـ “المشاهد”: “قبل أشهر قليلة، ألتقينا في طريق جبل بني علي أحد المواطنين في المنطقة، وكان يخطو بسرعة، ويحمل ابنه المريض على كتفه

كان الابن في حالة صحية حرجة

”يضيف: “جاء بعض الشباب ورافقوه لمساعدته، على أمل أن يتمكن الابن من الوصول إلى أقرب مركز صحي للحصول على الرعاية والدواء

لكن المسافة كانت بعيدة، وفارق الابن الحياة قبل أن يصل إلى المركز الصحي

”يشير الخوش إلى أن المواطنين في منطقة جبل بني علي يحملون المواد الغذائية التي يشترونها من الأسواق، ويستخدمون الحمير لنقل الأشياء الثقلية

    غياب الدور الحكومي يوسف العماد، مواطن من بني علي، يقول لـ “المشاهد” إنه فقد والده بعد أن تعرض لحادث في الطريق عندما كان يقود سيارته قبل عدة أشهر

يضيف: “أنا تعرضت لإصابة بالغة وكسور متعددة بعد أن انقلبت السيارة، وفارق والده الحياة في تلك الحادثة

”يضيف: “بسبب وعورة الطريق في بني علي بمديرية بني سعد، نواجه مأساة حقيقية تستحق التحرك الجاد من سلطة المديرية

”لم تنفذ الجهات الحكومية مشاريع طرق في بني علي، واعتمد الأهالي على المبادرات المجتمعية طوال العقود الماضية

كان للمبادرات دورًا إيجابيًا في التخفيف من معاناة السكان، لكن السيول تسببت بتدمير كل الإنجازات التي حققتها المبادرات المجتمعية، وفقًا لمواطنين في بني منطقة جبل علي

 علي الفزير، من منطقة جبل علي، يقول لـ “المشاهد”: “بدأ مجموعة من وجهاء المنطقة بجمع التبرعات، وتمكنوا من شراء معدات ومواد لرصف الطريق في بني علي

وبعد الانتهاء من رصفه بالكامل، تدفقت سيول غير مسبوقة هذا العام (2024)، ودمرت تلك الطريق، وعادت المعاناة مجددًا

”يوسف العماد، مواطن من بني علي، يقول لـ “المشاهد”: “أنا تعرضت لإصابة بالغة وكسور متعددة بعد أن انقلبت السيارة، وفارق والده الحياة في تلك الحادثة

”الحرمان من التعليمالطالب عبدالرحمن ناصر، 16 عاماً، يتحدث لموقع المشاهد قائلاً: “الساعة الخامسة صباحًا، أبدأ رحلتي سيراً على الأقدام من قريتي الواقعة في أقصى بني علي نزولاً إلى مدرسة سعد بن أبي وقاص بالخميس، واستمر في المشي ساعة كاملة

اضطر إلى تحمل هذه المعاناة بسبب عدم وجود مدارس في منطقتنا

”يضيف عبدالرحمن: “على الرغم من صعوبة الطريق ووعورته وبعد المسافة، أُصرّ على مواصلة الدوام يومياً في مدرسة سعد بن أبي وقاص في مديرية بني سعد، غير مستسلمًا لليأس والإرهاق

”يشير عبدالرحمن إلى أن بعض الآباء لم يسمحوا لبناتهم بالذهاب إلى المدرسة خوفاً عليهن من مشاق الطريق، أو من تعرضهن للسقوط أو التعب، مما أجبرهن على ترك التعليم وحرمانهن منه

عقيل عباس، مسؤول الأشغال العامة والطرق بمديرية بني سعد بالمحويت، صرّح لـ “المشاهد” قائلاً: ” قدمنا تفاصيل عن العديد من الطرقات الفرعية والإسفلتية والترابية إلى مكتب المحافظ، وهناك اهتمام كبير بهذا الجانب، وسنعمل على ضم طريق جبل بني علي ضمن أولويات طرقات المديرية

”يضيف: “نعاني من نقص حاد في المعدات اللازمة لمعالجة حجم الأضرار الكبيرة التي لحقت بالطرقات بسبب السيول والأمطار

”لا يبدو أن هناك نهاية قريبة لمعاناة السكان في منطقة جبل بني علي في المحويت، وسيظل حرمانهم من الطريق الواسعة والمريحة لسنوات طويلة في حال استمرت الجهات المعنية بتجاهل هذه المأساة

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير