العرض أكثر من الطلب.. معاناة مزارعي القات
منذ سنة
تظهر ملامح اليأس والإحباط على ملامح أمين العزي، ٤٦ عاما، أحد مزارعي القات في مديرية عتمة بذمار، وذلك بعد مرور عدة أشهر منذ تراجع أسعار القات القات في الأسواق
الأموال التي يحصل عليها من زراعة القات لا يستطيع استردادها من بيع هذه النبتة، وهذا الأمر تسبب له بأزمة مالية وظروف صعبة
يقول العزي لـ “المشاهد”: “وصلنا إلى مرحلة العجز عن تغطية تكاليف الزراعة من ديزل ومبيدات وأسمدة، ونقترض مبالغ مالية لكي نزرع القات على أمل أن الأسعار ستتحسن في الأيام القادمة، ولكن حتى الآن لم نلاحظ أي تحسن”
وتعد زراعة القات مصدر دخل مهم طوال العام لمئات آلاف من الأسر في اليمن، وتحديدًا في المحافظات الشمالية من البلاد
يقول مزارعون في مديرية عتمة بذمار إن العديد من المزارعين قاموا باستبدال زراعة المحاصيل والحبوب بالقات، الأمر الذي ضاعف أنتاج القات ولم يزيد الطلب، ما خلق أزمة كبيرة لمزارعي القات والعديد من العاملين في بيعه
يوضح العزي، ويقول: “نحن عائلة كبيرة، ومصروفنا الشهري يقارب ٣٠٠ ألف ريال والمبلغ الذي ننفقه على مزرعة القات يصل إلى ٣٠٠ ألف ريال لشراء الديزل والأسمدة والمبيدات وأجور عمال لمدة 45 يوما
في العام الماضي، كنت أبيع مساحة معينة من المزرعة بمليون وخمسمائة ألف على الأقل، أما هذا العام تراجع المبلغ الذي أحصل من هذه المساحة إلى ٤٠٠ ألف ريال”
العزي معوضه، ٥٥ عاما، مزارع آخر، يقول لـ “المشاهد” إنه يضطر إلى تغطية احتياجات مزرعة القات، ويقلل من المبالغ التي يصرفها على الأسرة لأن احتياجات مزرعة القات ضرورية، الأمر الذي يجبر العائلة على التقشف، والعيش في ظروف مادية صعبة
يضيف معوضة: “اليوم أجد صعوبة في شراء الكيس الدقيق كل أسبوعين، وهذه الصعوبة لم تكن موجودة قبل عام من الآن، حيث كان سعر القات أفضل من الوقت الحاضر، وكنا نستطيع الإنفاق على الأسرة دون قلق”
المزارع يحيى الزعلة، ٤٥ عاما، يقول لـ “المشاهد” إنه اضطر لبيع بقرته من أجل شراء الديزل بعد أن وجد مزرعته مهددة بالهلاك بسبب الجفاف
لكن بعض المزارعين لا يستطيعون شراء الديزل أو منظومات الطاقة الشمسية، وهذا يجبرهم على التخلي عن العمل في مزارع القات والبحث عن بديل آخر
يقول الزعلة إن هناك أسبابا عدة لتدني أسعار القات، منها هو تردي الوضع المعيشي للمواطن في ظل استمرار انقطاع المرتبات، حيث قل الإقبال على شراء القات وأصبحت الأسواق في حالة ركود
أثر الانقسام النقدي على اقتصاد البلاد، وتسبب بمعاناة كبيرة للمواطنين
يقول سفيان الجبري إن العاملين في بيع وشراء القات تضرروا من التفاوت المستمر في أسعار العملة في الشمال والجنوب
يوضح الجبري بالقول: “كنت أشتري من المزارعين في ذمار، وأقوم بتصديره إلى أسواق الخوخة والمخا
وبسبب الانقسام النقدي، تكبدت خسائر كبيرة”
يضيف: “كنت أشتري من المزارعين وادفع لهم مقدما عملة قديمة، ويتم بيع القات في المناطق التي تتداول العملة الجديدة، وسعر الصرف في تلك المناطق متقلب، وهذا الأمر تسبب لي بخسائر تقدر بملايين الريالات”
سعيد الحريرة، ٣٥ عاما، عامل الأجر اليومي في بيع القات، يقول لـ “المشاهد” إنه كان يعمل مع المزارعين وكان، يتمكن من توفير كل احتياجاته، لكنه في الأشهر الماضية لم يعمل إلا نادرًا، وبسبب ذلك، يقول إنه يعيش في أزمة حقيقية
إن المساحة المزروعة بالقات في اليمن تزيد عن حجم المساحات التي تزرع بمحاصيل أخرى، بحسب تقارير
ويشغل القات حوالي 15% من المساحة الإجمالية للأراضي الصالحة للزراعة في اليمن
كما أن زراعته تستهلك ما يزيد عن 40% من إجمالي كمية المياه المخصصة لأغراض الزراعة
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير