العملية البرية ضد جماعة الحوثي.. قرار بيد أمريكا والسعودية

منذ شهر

تعز – بشرى الحميدي :العملية البرية العسكرية ضد جماعة الحوثي و التي تناولتها وسائل إعلامية، على نطاق واسع

خلال الأيام الماضية، حيث نقلت شبكة “سي إن إن” الأميركية عن مصادر دبلوماسية شرق أوسطية قولها إن إدارة الرئيس دونالد ترامب وافقت على شن عملية برية ضد الحوثيين، من المتوقع أن تنطلق من جنوب وشرق اليمن

توقيت الحديث عن الاستعداد لخوض عملية عسكرية برية يضع تساؤلين: هل فعلًا إن العمليات العسكرية الجوية الأمريكية ضد جماعة الحوثي، المتواصلة منذ ما يقارب شهرًا ونصفًا

حققت نتائجها في تدمير مقدرات الجماعة العسكرية وإضعافها عسكريًا، حتى أصبح تنفيذ عملية برية ضد الجماعة أكثر سهولة؟

أم أن له علاقة بالمفاوضات الأمريكية الإيرانية حول ملف الأخيرة النووي

وهو مجرد ورقة ضغط سياسية أمريكية ضد إيران من خلال ذراعها الأهم المتبقية لها في المنطقة، والمتمثلة بجماعة الحوثي؟وإن تمت بالفعل هذه العملية، من سوف ينفذها؟ وما هو دور الولايات المتحدة والسعودية فيها؟يقول أستاذ القانون الدولي ومستشار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، غبريال صوما، إن واشنطن لا تسعى إلى الدخول في حرب مع الحوثيين

غبريال صوما : الإدارة الأمريكية تتابع التطورات الميدانية عن كثب، وقد يُعاد تقييم الوضع في حال تصاعدت التهديدات، ولكن لا توجد نية حالية لتوسيع العمليات إلى تدخل بري مباشرويضيف صوما، في حديثه لـ”المشاهد”، أن الولايات المتحدة لا يوجد لديها حاليًا خطط لشن هجوم بري على الحوثيين

ويشير إلى أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أكد أن الضربات الجوية الأميركية ستستمر حتى يتم تقويض قدرة الحوثيين علي تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر، ولا يرى ضرورة لعمليات برية في الوقت الحاضر، ولكن قد يتغير الوضع في المستقبل

ويبدي مخاوفه من أن تتوسع العمليات العسكرية في البحر الأحمر، وتؤدي إلى فتح جبهات إضافية قد تخرج الصراع عن طابعه البحري المحدود إلى مواجهات أكثر اتساعًا، حسب تعبيره

وحول انعكاس المفاوضات بين أمريكا وإيران، على اليمن وجماعة الحوثي، يقول إن هذا يعتمد على نتائج المفاوضات بين الجانبين في روما، وفي العاصمة العمانية مسقط، إذا قبلت إيران بوقف تخصيب اليورانيوم، ووقف إنتاجها النووي، كما تصر الولايات المتحدة، عندئذ تنتهي المشكلة

ويختتم صوما تصريحه بالتأكيد على أن الإدارة الأمريكية تتابع التطورات الميدانية عن كثب، وقد يُعاد تقييم الوضع في حال تصاعدت التهديدات، ولكن لا توجد نية حالية لتوسيع العمليات إلى تدخل بري مباشر

وفي السياق ذاته، يقول إيهاب عباس، الصحفي السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، والمختص في الشأن الأمريكي والعلاقات الدولية، إنه لم يصدر أي إعلان أمريكي رسمي بشأن العملية البرية العسكرية ضد جماعة الحوثي

ويوضح عباس، في حديثه لـ”المشاهد”، أن الحديث عن عملية برية لايزال في إطار التكهنات، ولا يوجد حتى اللحظة أي قرار صادر عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أو عن القيادات العسكرية الأمريكية، بشأن البدء في عمليات برية داخل اليمن”

ويضيف أن الإدارة الأمريكية تدرس حاليًا، وبشكل متأنٍّ، احتمالية تنفيذ تدخل عسكري بري، دون توفر معلومات واضحة حتى الآن حول توقيت العملية المحتمل أو الاستراتيجية والتكتيكات التي قد تتبع

حرب برية شاملة في اليمن ضد جماعة الحوثي لن يكون ممكنًا دون دعم مباشر من المملكة العربية السعوديةويؤكد عباس أنه في حال تم اتخاذ قرار بتنفيذ عملية برية، فإن الهدف سيكون تقويض قدرات الحوثيين بشكل كامل، وليس فقط

الحد من إمكانياتهم العسكرية، مشيرًا إلى أن العملية ستشمل السيطرة على المنافذ الرئيسة التي تستخدم في نقل الأسلحة

بالإضافة إلى استهداف مراكز القيادة ومقرات الاستخبارات الحوثية وخطوط الإمداد، إلى جانب توفير دعم لوجستي واسع

ويلفت إلى أن نجاح أي تدخل عسكري على الأرض ضد جماعة الحوثي، لن يكون التمهيد له من خلال الضربات الجوية فقط

ويقول مصدر دبلوماسي يمني، فضل عدم ذكر اسمه، إن شنّ أية حرب برية شاملة في اليمن ضد جماعة الحوثي لن يكون ممكنًا دون دعم مباشر من المملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أن الرياض لن تتدخل ميدانيًا مادام الحوثيون قادرين على تهديد الأراضي السعودية بالصواريخ والطائرات المسيّرة

ويرجح المصدر، في تصريح خاص لـ”المشاهد”، أن تشارك السعودية في أي تحرك عسكري بري ضد الجماعة إذا ضمنت نجاح العملية العسكرية الأمريكية الجوية في القضاء على القوة الصاروخية والجوية التابعة لجماعة الحوثي، وضمان عدم وصولها إلى العمق السعودي

ويضيف أن المعطيات الحالية تشير إلى أن السعودية تترقب إتمام الدور الأمريكي قبل الدخول في أية مواجهة برية، إلا أن هناك احتمالات بألا تنجز واشنطن هذه المهمة، سواء بسبب تعقيدات داخلية، أو بفعل تفاهمات دولية محتملة، وعلى رأسها تفاهمات مع إيران

وفي حال عدم تحقق ذلك، يرجح المصدر أن تعود السعودية إلى خارطة التحرك القديمة، في إشارة إلى استراتيجيات ما قبل التصعيد الأمريكي

ويشير المصدر إلى وجود احتمالات بشأن قيام دولة الإمارات بتحرك عسكري في محافظة الحديدة، وهو سيناريو لا يمكن تأكيده حتى اللحظة، لكنه في حال حدوثه، سيكون عبارة عن معركة محدودة النطاق، ولكنها بالتأكيد قد تغير المعادلة على الأرض، بخاصة إذا كانت نتائحها إيجابية، فهي ستحفز باقي الجبهات على التحرك الشامل

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير