الفرحة تعم السكان.. فتح طريق الضالع – صنعاء
منذ يوم
الضالع – عبدالرقيب اليعيسي أُعيد اليوم رسميًا فتح طريق دمت – مريس الحيوي؛ بعد انقطاعٍ دام خمس سنوات، في خطوةٍ لاقت ترحيبًا شعبيًا واسعًا وسط أجواء من الفرح والأمل بعودة الحياة الطبيعية
الطريق الذي يربط عدن بصنعاء شهدت صباح الخميس 29 مايو الجاري، تدشينًا رسميًا لإعادة فتحها من قيادة محافظة الضالع في حكومة مجلس القيادة الرئاسي، بمشاركة وفد رسمي وحشود من المواطنين، رغم استمرار وجود بعض العوائق الفنية على طول الطريق، أبرزها الجسور المدمرة والعبّارات المفخخة
بالتوازي، نفذت جماعة الحوثي (أنصار الله)، من جهتها أعمال تمهيدٍ شملت تسوية الخط ورفع الحواجز، وذلك بعد أسبوعٍ من إعلان السلطة المحلية في الضالع نيتها فتح الطريق لدواعٍ إنسانية
الاستجابة المتبادلة بين الطرفين، وإن جاءت بعد نحو نصف شهرٍ من التصريحات والتجاذبات، أثمرت اتفاقًا فعليًا أعاد شريانًا تجاريًا وإنسانيًا بالغ الأهمية للحياة، وربط شمال البلاد بجنوبها من جديد
سيتنفس السكان الصعداء الآن بعد أن ظلوا لنحو خمس سنوات يسلكون طرقًا صخريًا صعبة نتيجة إغلاق الطريق الرسمي الضالع – عدن الذي يربط مناطق جنوب اليمن بالشمال، بما في ذلك العاصمة صنعاء، إب والضالع
فرحة فتح الطريق عمّت الجميع
محمد المريسي، تاجر إلكترونيات في قعطبة، عبّر عن سعادته بإمكانية نقل البضائع بسهولة من صنعاء
كذلك صامد محمد، بائع خضروات في سناح بالضالع، قال إن إعادة فتح الطريق ستوفر الوقت والتكاليف مقارنةً بطريق تعز أو يافع البديلة، حيث كانت الخضروات تصل وقد بدأت بالفساد؛ بسبب طول مدة النقل وارتفاع درجات الحرارة
” صامد محمد، بائع خضروات في سناح بالضالع، قال إن إعادة فتح الطريق ستوفر الوقت والتكاليف مقارنةً بطريق تعز أو يافع البديلة، حيث كانت الخضروات تصل وقد بدأت بالفساد؛ بسبب طول مدة النقل وارتفاع درجات الحرارة
“وتُعد طريق الضالع – صنعاء شريانًا تجاريًا رئيسيًا يربط شمال البلاد بجنوبها
وقد شكّل انقطاعها خسارةً فادحةً للمواطنين والتجار والسكان المحليين، الذين تضاعفت معاناتهم على مدى السنوات الماضية
كما ساهم الإغلاق في تعميق الشرخ داخل النسيج الاجتماعي، وقسّم محافظة الضالع فعليًا إلى شطرين؛ مما ألقى بظلاله على الحياة اليومية والتنقل والتجارة
وتُعد طريق الضالع – صنعاء شريانًا تجاريًا رئيسيًا يربط شمال البلاد بجنوبها
وقد شكّل انقطاعها خسارةً فادحةً للمواطنين والتجار والسكان المحليين
كما ساهم الإغلاق في تعميق الشرخ داخل النسيج الاجتماعي، وقسّم محافظة الضالع فعليًا إلى شطرين؛ مما ألقى بظلاله على الحياة اليومية والتنقل والتجارة
تكبّد الناس الكثير من المعاناة بعد انقطاع الطريق، إذ جعل المجتمع المحلي معزولًا تمامًا عن الاتصال والتواصل طوال الأعوام السابقة، باستثناء طرقٍ وعرةٍ لا تُسلك إلا عبر سيارات الدفع الرباعي، تليها مسافات طويلة تُقطع مشيًا على الأقدام وسط الوديان والتضاريس القاسية
ومع إعلان فتح الطريق رسميًا، تدافع المواطنون بخطوات حماسية رغم استمرار بقاء بعض الجسور مدمرة والعبّارات مفخخة في نقاط التماس
طوال الأسبوعين الماضيين، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملةً مكثفةً؛ للمطالبة بفتح الطريق
برز خلالها ناشطون أبرزهم عمر الضيعة، الذي واكب تفاصيل التنسيق لحظةً بلحظة، وكان ضمن وفد لجنة الرايات البيضاء الذي تقدم إلى مناطق الحوثيين معلنًا فتح الطريق رسميًا
وينشط الضيعة في فتح الطرقات على مستوى البلاد
وقد واصل الضيعة نشر تفاصيل مستمرة عن تطورات الطريق على صفحته في “فيسبوك”؛ ما شكّل عامل ضغط شعبي كبير ساهم في تعجيل فتحها
ومع وصول الطرفين إلى اتفاقٍ نهائي، تقدم الضيعة برفقة عددٍ من أعضاء لجنة الراية البيضاء من جهة مريس باتجاه مناطق الحوثيين وهم يرفعون الرايات البيضاء، ليُعلَن رسميًا عن فتح الطريق
وتُجرى حاليًا أعمال صيانةٍ ميدانيةٍ للطريق في المنطقة التي كانت مسرحًا للصراع، بينما بدأ المواطنون من الجانبين في عبور الطريق مشيًا على الأقدام وسط أجواء غامرة بالفرح
قبل قرابة عامٍ، حاول مواطنون فتح الطريق في موكبٍ سلمي، لكنه قوبل بإطلاق نار من قوات الحزام الأمني؛ مما أدى إلى فشل المبادرة حينها
أما هذه المرة، فقد بدت التحركات أكثر جدية، خاصةً من جانب قيادة المجلس الانتقالي في الضالع، الذين كانوا متهمين سابقًا بعرقلة المبادرات
أما مبادرة هذا العام، فقد بدت الخطوات أكثر جدية، خاصةً من جانب قيادة الضالع والمجلس الانتقالي، بخلاف ما حدث العام الماضي حين كان المجلس نفسه يرفض بشكلٍ واضحٍ فتح الطريق، بل ويُتهم بأنه الجهة التي أطلقت النار على المسيرة السلمية التي نزلت من دمت آنذاك
في الوقت ذاته، ظل ممثلو الشرعية يؤكدون أن سبب انقطاع الطريق يعود إلى الحوثيين، مؤكدين أن الطريق مفتوحةٌ من جهتهم منذ اللحظة الأولى
هذا العام شهد تحركًا ميدانيًا أكثر تنسيقًا
إذ أعلن محافظ الضالع التابع لحكومة عدن رسميًا فتح الطريق من الجهة الجنوبية، وقاد وفدًا ميدانيًا اليوم إلى المنطقة المتاخمة لخطوط التماس، بالتزامن مع نزول محافظ الضالع التابع لحكومة صنعاء قبل يومين إلى نفس المنطقة وإعلانه فتح الطريق من جهتهم
وبهذا باتت الطريق فعليًا مفتوحةً من الطرفين، باستثناء بعض العوائق البسيطة التي لا تزال قائمةً في منطقة التماس، والتي يجرى العمل حاليًا على إزالتها
محافظ الضالع التابع لحكومة عدن، قاد وفدًا ميدانيًا إلى مشارف الطريق، بالتزامن مع نزولٍ مماثلٍ من المحافظ المعين من قبل جماعة الحوثي (أنصار الله)، مما شكّل علامة توافقٍ نادرة بين الجانبين
رغم فتح الطريق، لا تزال هناك عوائق ميدانية وفنية تحتاج إلى معالجةٍ عاجلةٍ لتأمين الحركة
لكن الأهم أن الطريق أصبحت رمزًا حيًا لإمكانية الاتفاق وإنهاء الانقسام، وربما بدايةً لمرحلةٍ جديدةٍ من التفاهم
هذه المرة كان جلال التركي من أوائل المواطنين الذين بادروا بالتحرك فور إعلان فتح الطريق اليوم الخميس
يقول إنه بعد غيابٍ دام قرابة سنواتٍ التقى ببعض إخوته وأصدقائه في قرية حجلان المحاذية لخطوط التماس من جهة الحوثيين
وقد غمرته الفرحة بهذا اللقاء بعد سنواتٍ طويلةٍ من القطيعة القسرية
ويضيف التركي أن فتح الطريق أعاد له الأمل بعودة الحياة، داعيًا الله أن يُفرح البلاد بانتهاء الحرب وعودة النازحين والمشردين إلى بيوتهم وأراضيهم
في صباح اليوم الخميس، دشنت القيادة العسكرية والمدنية في محافظة الضالع خطوة إعادة فتح الطريق، حيث توجّه وفد رسمي يرافقه حشد كبير من المواطنين إلى المناطق القريبة من خطوط التماس
ورافق الوفد طاقم عسكري ومسؤولون للإدلاء بتصريحات صحفية عن سير العملية والتنسيق القائم، وذلك بعد إعلان المكتب التنفيذي في محافظة الضالع قبل عشرة أيامٍ استعداده لفتح الطريق لدواعٍ إنسانية
في المقابل، تجاوب الحوثيون مع المبادرة بعد أسبوعٍ من إعلان الضالع، وباشروا في اليوم التالي عملياتٍ ميدانية شملت مسح الخط الرئيسي ورفع الأكوام الترابية وردم الحفر التي خلفتها الحرب
ومنذ البداية، ظل المجتمع متمسكًا بأمل فتح الطريق، وسط مناشداتٍ مستمرةٍ للطرفين للإسراع في استكمال الإجراءات الميدانية
وتحركت السلطة المحلية في الضالع صباح اليوم بكل ثقلها السياسي والعسكري، عقب اجتماع تشاوري جمع قياداتٍ ومسؤولي المحافظة للبحث في آلية فتح الطريق يوم أمس في الضالع
وعقب الاجتماع، انطلقت التحركات على الأرض بعد تأكيد جماعة الحوثي تجاوبها الميداني
وتدفقت جموع المواطنين من كلا الطرفين على الأقدام، رغم عدم قدرة المركبات على العبور حتى اللحظة بسبب العوائق الفنية، لكن الشوق والحنين كانا أقوى من كل التحديات
صقر الضحياني، شاب نازح في الضالع وهو من منطقةٍ قريبةٍ من خطوط التماس التي نزح منها والخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، وصف المشهد الذي رآه اليوم بأنه لا يصدق
يقول إنه رأى عناصر من جماعة الحوثي والحزام الأمني وبعض الجنود الآخرين التابعين لحكومة مجلس القيادة الرئاسي وهم مسلحون يتصافحون ويتعانقون، في مشهد لم يكن يتخيل حدوثه يومًا بين طرفين يتقاتلون لعشرة أعوام
صقر الضحياني، شاب نازح في الضالع، يقول إنه رأى عناصر من جماعة الحوثي والحزام الأمني وبعض الجنود الآخرين التابعين لحكومة مجلس القيادة الرئاسي وهم مسلحون يتصافحون ويتعانقون، في مشهد لم يكن يتخيل حدوثه يومًا بين طرفين يتقاتلون لعشرة أعوام
ويضيف أنه زار قرية سون المجاورة لقريته، حيث التقى بمعارفه وسلم عليهم وجميعهم فرحين بعودة فتح الطريق، لكنه لم يتمكن من دخول قريته الأصلية خوفًا من اعتقاله، كونه ابن أحد المسؤولين في الحكومة الشرعية، ما اضطره للعودة إلى مريس، الضالع
محمد المنتصر، ناشط من مديرية دمت، أعرب عن أمله بأن تقود هذه الخطوة إلى ما هو أهم، وهو وقف نزيف الدم وإنهاء الحرب
وأكد أن هذه البادرة تشير إلى تقاربٍ فعلي بين طرفي الصراع، وقد تكون مقدمةً لمرحلةٍ جديدةٍ تحمل بوادر إيجابية
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير