الفضائح تخرج للعلن .. تسريب محادثة سرية هامة بين الرئيس علي عبدالله صالح والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر

منذ 2 سنوات

شاهد ماذا حدث بين علي عبدالله صالح وعبدالله بن حسين الأحمر والشيخ الشائف اليمن بين سندان الفسادومطرقة الإرتزاق والارتهانبقلم / سعيد النخعيحضر الشيخ الشائف إلى القصر الجمهوري في إحدىمناسبات عيد الأضحى للسلام على الرئيس السابق عليعبدالله صالح، وكان بجواره الشيخ عبدالله بن حسينالأحمر ، فبادر الرئيس صالح الشيخ الشائف بقوله :مبروك يا شيخ قالوا : تستلم راتب من السعودية، فردالشائف بقوله: نعم، أقل من راتبك أنت، والشيخ عبداللهبقليل !هذه الواقعة تعكس مدى تغول الفساد في الدولة اليمنية، وانتشار ثقافة الارتزاق في المجتمع اليمني تساوى فيها الحاكم والمحكوم ، السلطة والمعارضة ، الكبير والصغير وتعددت طرقها وأساليبها لكن ظل الإرتزاق هو أسرع طرق الكسب غير المشروع، إلى جانب نهب المال العام، واستغلال الوظيفة العامة وهما العلامتان المميزتان لكل الأنظمة العربية، وغيرها من الدول المتخلفة، بخلاف ثقافة الإرتزاق التي تكاد تكون سمة يمنية خالصةففي زمن السلم تكون حكرًا على الساسة ، الذين غادرواالسلطة إلى الخارج ، أو الذين لايزالون في انتظارها على دكةالاحتياط في الداخل، وأتباعهما من أرباب السيف والقلموفي زمن الحرب تتحول إلى سوق؛ يتنافس فيه العوام،والنخب، كما نراه اليوم منذ ثمان سنوات ؛ تحولت فيهااليمن إلى سوق مفتوحة للعمالة، والارتهان لأموالالخارج، ومع ذلك فكل مرتزق، وكل مرتهن ينعق بأعلىصوته بأنه أشرف من عرفته اليمن، وهو وحدهالمؤتمن، ولربط الحاضر بالماضي أذكر قصة طريقة للفريقأول صلاح المحرزي : أحد الضباط المصريين الذين تعاقبواعلى قيادة القوات المصرية في اليمن أبان حرب الجمهوريينالملكيين، حين سُؤل في برنامج شاهد على العصر، ماهوالسبب الرئيس الذي أطال أمد الحرب كل هذه المدة فياليمن؟ فرد بلهجته المصرية (السبب الذي أطال أمد الحربفي اليمن كانت هناك باريزة متدوالة في اليمن شكلها حلوأوي - ويقصد ريال ماريا تيريزا، ويسمى بالعامية الريال الفرنسي - فكنا نعطي القبيلي الصبح باريزة فيعطينا الإحداثيات صح عن الملكيين، فيأتي الملكيون في الليل فيعطوه باريزتين فيعطيهم الإحداثيات صح عن الجمهوريين، وظل القبيلي شغال رايح جاي بين الملكيينوالجمهوريين

وقبل انتهاء الحرب بين الطرفين دعت السعودية كل القوى القبلية ملكية وجمهورية للمصالحة، قبل التوافق على الحل الذي كان خيارًا خارجيًا ، فرضته الرياض والقاهرة، فبينما كان المشائخ يتوافدون إلى خيمة الملك فيصل ، وكان رجال المراسم عند استقبال كل شيخ يعطوه ظرقا، وكلنا يعرف ما بداخل الظرف ، قبل أن يدخل إلى الخيمة، فتوافق المشائخ على أن يتم تلقين الشيخ القوسي الحل من قبل القائمين على الدعوة ، ليقوم باقتراحه أمام الحاضرين، فقالوا: للشيخ القوسي قل نريد دولة إسلامية، لا جمهورية ولا ملكية، والجميع سيوافق ، قال ناهي، فقام القوسي في الحاضرين قائلا نريد دولة، نريد دولة، نريد دولة نسي العبارة التي لقنوه إياه، فقال نريد الجمهورية، ولا في مرحلة الوحدة ولا مرحلة التشطيردولة رئيس ، فوافق الجميع على دولة الرئيس، لهذا ظل وضع اليمن رئيسًا لم يتغير لا في زمن الملكية ولا في زمنمن خلال رواية الشائف والمحرزي والقوسي، التي تؤكدها مجريات الأحداث التي تمر بها اليمن منذ ثمان سنوات حتى اليوم، يتبيَّن أن ثقافة الإرتزاق أصيلة في المجتمع اليمني، لا أحد يستطيع أن يتجاهلها ، أو يقلل منها، كما أن ظاهرة نهب المال العام بصورة عامة ، ظاهرة أصيلة فيالإنسان العربي عموما، واليمني بشكلخاص ، وخصوصيتها في اليمن نتيجة لترهل قبضة القانون الذي استطاع أن يقلم أظافرها في كثير من الدول العربية لكنه لم يقض عليها نهائيا ، بعكس الدول المتقدمة، والسبب في ذلك كما يقول عالم الاجتماع الكبير علي الوردي: أن العقلية العربية قامت في الأصل علىثقافة الغلبة ؛ نتيجة للصراع على موارد الصحراءالشحيحة أصلا المتمثلة في الماء والمرعى، فحين لم تقبلالقسمة على اثنين كان البقاء فقط للأقوى، لذا قيلالعربي نهاب وهاب فما ينهبه ينفقه لبقاء الجاه، الذي هوسمة القوة، التي تعد من أهم مصادر الثروة وحين انتقلالإنسان العربي إلى طور الدولة، تحول الصراع إلى صراععلى السلطة التي هي مصدر المال والجاه معا

فالفساد حين يكون سمة مجتمع يكون من الخطأ تناولهذه الظاهرة من خلال عينة محددة ، أو الاستدلال عليهابحادثة معينة ، ينتج عنها الخلط بين مفهوم العموموالخصوص، والمطلق والمقيد، لأن الانتقائية عند الحديثعن مجتمع ينخره الفساد ، ولا يفرق بين فئة وأخرى،فالمسؤول سارق، والصحفي الذي ينشر فساده مرتزقمأجور، والمواطن الذي يتعاطى مع ما ينشره نفسه متحفزةللحصول على المال لكنه لم يجد ما ينهبه، نكون بذلك قد اختزلنا فساد المجتمع والدولة في ظاهرة عابرة ، أو حادثة معينة أشبة بمن يجري عملية تجميل لموضع من الوجه هو في الأصل كله مشوها