الفواكه الموسمية.. مصدر دخل لملايين الأسر في اليمن

منذ سنة

صنعاء- محمد النمر:في مطلع أغسطس من كل عام، ينتعش سوق الفواكه الموسمية بصنعاء، وينتشر الباعة المتجولون في الأسواق الشعبية وأرصفة الشوارع

كميات كبيرة من الفواكه تعرض في الأسواق المركزية، مثل سوق “علي محسن”، حيث يشتري المئات من الباعة، وينتشرون في العديد من أحياء صنعاء وشوارعها لبيع أصناف الفواكه المختلفة، مثل التفاح والعنب والبرتقال والتين الشوكي والموز والكمثرى والفراولة والفرسك والليمون

نادر القديمي، 20 عامًا، أحد الوفدين إلى سوق علي محسن لشراء ما يستطيع من أصناف الفواكه المختلفة

يقول القديمي لـ”المشاهد”: “هذا الشهر، أغسطس، يعتبر ثروة حقيقية، سواءً للبائع أو للمشتري، حيث تنخفض أسعار الفواكه بشكل كبير، ويزيد تدفقها إلى الأسواق

يستطيع المشتري أخذ ما يحتاج من الفواكه لأن السعر معقول

ولهذا، يستطيع البائع أيضًا تصريف كميات كبيرة”

يستعد صلاح القطري، 32 عامًا، بائع فواكه، في الصباح من كل يوم لشراء عدة أصناف من الفواكه، وبعد الشراء، يعرض بضاعته في سوق “علي محسن” بمنطقة مذبح بصنعاء، في داخل عَرَبة صغيرة تحفظ له بضاعته من التلف والأتربة

يقول القطري لـ”المشاهد”: “العمل في شراء وبيع هذه الفواكه مصدر رزق لنا ولأطفالنا، بخاصة بعد تردي الأوضاع المعيشية وتضاؤل فرص العمل

يجب ألا نستسلم لظروف الحياة الشاقة، ولا بد من العمل بقدر الإمكان لإطعام أولادنا وتوفير أساسيات العيش، لا سيما السكن والملبس والأكل والشرب”

يضيف: “تتعدد الأصناف في هذا الشهر، وأستطيع تنويع الفواكه التي أعرضها للزبائن، وهذا يساعدني على تحسين دخلي

اليوم أبيع الموز والعنب والتفاح والتمور، لأن هذه الفواكه مشهورة، والجميع يعرفها، ويكون بيعها سهلًا وسريعًا”

يضع مؤيد الحاتمي، بائع فواكه في منطقة مذبح بصنعاء، بضاعته في سلات على الأرض بطريقة مرتبة تجذب انتباه الزبائن

يقول الحاتمي لـ”المشاهد”: أبيع أصنافًا عديدة من الفواكه الموسمية، منها الشمام والتين الشوكي، وأرى أن الإقبال يزيد على هذه الأنواع”

من خلال هذا العمل، يستطيع الحاتمي الحصول على دخل يساعده على توفير متطلبات المعيشة لأسرته

يضيف: “العمل في مجال يوفر لك الدخل مهما كان بسيطًا، أفضل من الاستسلام لليأس، والعمل وحده هو ما يجعل للحياة قيمة”

عماد الهمداني، صاحب محل تجاري في صنعاء، يقول لـ”المشاهد” إن هناك إقبالًا كبيرًا على الفواكه هذه الأيام، لأن الزبائن يرون أن أسعارها مناسبة، ويستطيعون شراء كميات قليلة أو كثيرة حسب قدرتهم المادية

ويشير إلى أن العديد من الأسر قد تبقى أسابيع دون شراء فاكهة عندما يرتفع السعر

يضيف الهمداني أن الأسعار حاليًا تتفاوت من صنف لآخر، إذ يصل سعر الكيلو العنب إلى 500 ريال، والتفاح بـ700 ريال، أما بعض الفواكه مثل الموز فيتفاوت سعرها حسب نوع وجودة الصنف

الزراعة في اليمنسلمان المقرمي، صحفي اقتصادي، يقول لـ”المشاهد” إن الزراعة من القطاعات الأساسية في الاقتصاد اليمني، بخاصة الفواكه، وتمثل الزراعة المصدر الرئيسي للدخل لـ73

5% من السكان في اليمن، فيما تسهم الزراعة بحوالي 15% من الناتج الإجمالي

يقدر الإحصاء الزراعي لعام 2018 المساحة المحصولية في اليمن بمليون و64 ألفًا و812 هكتارًا، تعتمد مصادر الري فيها على الأمطار بنسبة 48%، ثم الآبار بنسبة 32%

وتتوزع بقية المصادر بين السدود والحواجز والسيول والغيول، وبلغ عدد الحائزين الزراعيين ما يقارب مليونًا و191 ألفًا و981

خلال سنوات الحرب التي اندلعت عام 2015، تعرض القطاع الزراعي لخسائر فادحة، حيث أوضحت وزارة الزراعة والري في حكومة صنعاء أن خسائر بالقطاع الزراعي بلغت 111 مليارًا و279 مليونًا و271 ألف دولار خلال السنوات الماضية

برغم الدمار الذي لحق بالقطاع الزراعي في اليمن، مازال الملايين من اليمنيين يرون أن الزراعة هي القطاع الذي يمكنهم من خلاله الحصول على المال والتصدي للجوع

اليوم، يتوزع الآلاف من باعة الفواكه في صنعاء وغيرها من المدن اليمنية، ويعملون في شراء وبيع تلك المنتجات، وبهذا يستطيعون توفير متطلبات المعيشة بفضل خصوبة الأرض الزراعية اليمنية، وجهودهم الشخصية

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير