القات والمبيدات يفاقمان انتشار تليف الكبد في عتمة

منذ سنة

بدأ إبراهيم مصلح، ٢٢ عامًا، صراعه مع مرض الكبد قبل أشهر، وبعد اشتداد الأعراض المرضية، ذهب من منزله بمديرية عتمة، لإجراء فحوصات طبية في مدينة ذمار

كان رد الأطباء مفزعًا لمصلح، وأخبروه أن حالته خطيرة جدًا

لم ييأس في البحث عن حل، فتحرك إلى أمانة العاصمة صنعاء لإجراء المزيد من الفحوصات

ظهرت على مصلح عدة أعراض مرضية، منها الاصفرار، ونزيف من الأنف، والإرهاق، وقلة النوم

بحسب الأطباء، هناك ارتباط بين الحالة المرضية لمصلح وإدمان تعاطي القات بشراهة لسنوات

يقول مصلح إنه لا يتعاطى القات فقط، بل يقوم بزراعته، ويرشه بالأسمدة والمبيدات، الأمر الذي تسبب له بأضرار صحية، تحديدًا تليف الكبد

في حديثه لـ “المشاهد”، يقول: “كنت أشعر بضيق في التنفس، وأميل للجلوس في مكان منعزل عن الناس

اليوم أستطيع القول إن القات والمبيدات من المسببات الرئيسية لهذا المرض، وقد منعني الأطباء من تناول القات أو التعامل مع المبيدات والأسمدة في مزارع القات”

مصلح ليس حالة نادرة في مديرية عتمة بمحافظة ذمار، حيث تشتهر المنطقة بزراعة القات، ويتناول مزارعو القات هذه النبتة  يوميًا لفترات تصل ما بين 6-8 ساعات

ويستخدمون الأسمدة والمبيدات لرش هذه الشجرة

وبالتالي، يصابون بالعديد من الأمراض نتيجة الإفراط في استهلاك القات والاستخدام غير الآمن للمبيدات

محمد حسن، ٤٤ عامًا، مزارع آخر في منطقة عتمة، يعاني من مشاكل في الكبد، بسبب تناول القات بعد فترة قصيرة من رشه بالمبيدات

يقول حسن لـ”المشاهد” إنه كان يتناول القات بعد يومين فقط من رشه بالمبيدات، الأمر الذي تسبب له بخلل في أداء الكبد

يضيف حسن: “قال لي الأطباء في مستشفى الثورة إن الكبد عندي منتهٍ، واضطررت لإجراء عملية ربط بالمناظير

وحذروني من تعاطي القات أو العمل بين أشجاره، لكني تجاهلت تحذيراتهم، فعادت الأعراض بقوة، واضطررت لإعادة إجراء عمليات مناظير أكثر من مرة”

كشفت دراسة علمية بريطانية أن أضرار القات على الكبد، تتمثل في دخول المادة الكيميائية التي توجد في القات إلى الجسم، إذ تعد هذه المادة الكيميائية مادة سامة، ويكون من الصعب على الكبد أن ينظف الجسم بشكل صحيح، الأمر الذي يؤدي إلى إصابة الفرد بالالتهاب الكبدي B، وأيضًا فيروسات الكبد، لينتهي الأمر بفقدان الحياة

فضل الحاكم، ٤٩ عامًا، مزارع بمنطقة عتمة، كان يشعر قبل أشهر بالضعف والخمول، فذهب لعمل الفحوصات في أحد مستشفيات أمانة العاصمة، وجاءت نتيجة الفحوصات الطبية بخبر صادم له

يقول لـ”المشاهد”: “أظهرت الفحوصات أن لدي التهابات في الكبد، بالإضافة إلى تدني نسبة الدم في جسمي”

يعترف الحاكم أنه يتعاطى القات يوميًا، وبإفراط، ويواجه الآن صعوبة شديدة في التخلص منه بالرغم من تحذير الأطباء له بعدم مضغ القات

أكد الدكتور منصور العمراني، استشاري أمراض الكبد، في تصريح سابق، أن تناول القات بشكل مستمر، ولساعات عديدة، يؤدي إلى ارتفاع إنزيمات الكبد، ما ينتج عنه تليف قاتل

ويرى استشاري أمراض الكبد الدكتور محمد سالم نعمان أن 90% من أمراض الكبد في اليمن سببها القات

ويقول: “توجد علاقة بين الإصابة بفيروسات الكبد “E” و”B” التي تنتقل عن طريق الفم وتناول القات”

قال خالد الوافي، طبيب عام، في تصريح سابق لمجلة “يمن بلا قات”: “أكثر المرضى الذين يأتون إلينا، ويكون الَقاتُ عاملاَ مؤثرًا عليهم، هم مرضى الكبد، خصوصًا الذين يعانون من التهاب مزمن في الكبد أو تليفات

تناول القات من المناطق التي تكون فيها سموم القات عالية، يؤدي إلى انهيار وظائف الكبد”

في فبراير هذا العام، قال رئيس هيئة المستشفى الجمهوري في صنعاء، محمد جحاف، إن “هناك 11 مليون يمني مصابين بأمراض الكبد، والفشل الكبدي أسباب الوفيات المرتفعة”

وتتهم السلطات في صنعاء التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، بـ”منع توفير اللقاحات بصورة منتظمة ودخول أجهزة التشخيص الإشعاعية”

مازال المزارع مصلح يستخدم العلاج الخاص بتليف الكبد، ويستعيد صحته تدريجيًا، وأصبح يدرك مدى خطورة تعاطي القات بإفراط واستخدام المبيدات في مزارع القات بطريقة عشوائية

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير