القوات الروسية تعترض اثنين من صواريخ «ستورم شادو» البريطانية .. فهل سيدفع العالم ثمن نقل الحرب الأوكرانية إلى داخل روسيا؟

منذ 2 سنوات

(شبكة الطيف) موسكونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها اليوم (السبت) إن القوات الروسية اعترضت صاروخيْ كروز بعيديْ المدى من طراز «ستورم شادو» كانت بريطانيا قد قدمتهما لأوكرانيا

وذكرت الوكالة أن الوزارة قالت أيضاً إنها اعترضت صواريخ «هيمارس» و«هارم» أميركية الصنع ذات مدى أقصر، وأسقطت 19 طائرة مسيرة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية

ومن خلال قدرتها على قصف أهداف عسكرية روسية بعيدة المدى، تعوض القوات الأوكرانية بفضل صواريخ «ستورم شادو» (Storm Shadow) نقاط الضعف العددية لجيشها، حسبما أفاد به تقرير نشرته صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية هذا الشهر

من المحتمل أن تغير هذه الصواريخ، التي يبلغ مداها 250 كلم وقد تصل إلى 500 كيلومتر، مسار الصراع في أوكرانيا

وبهذا التجهيز، يمكن للجيش الأوكراني أن يضرب نقاطاً رئيسية في المواقع الروسية الخلفية لزعزعة استقرار الجبهة الروسية

وهذا شرط أساسي لأي هجوم مضاد، وفق تقرير «لوفيغارو»

وشهدت الحرب الروسية الأوكرانية خلال الأيام الماضية تطوراً لافتاً، عندما كشفت روسيا عن دخول عناصر مسلحة أراضيها عبر الحدود الأوكرانية، وهو ما يعني أن أوكرانيا ربما تكون قد بدأت نقل الحرب إلى داخل روسيا

وسواء فعلت ذلك أو تخطط له، فإن السؤال الذي يطرحه الكاتب والمحلل الألماني أندرياس كلوث، في تحليل نشرته وكالة «بلومبرغ» للأنباء، هو: هل هذا سيكون أمراً جيداً؟وقالت روسيا إن «الإرهابيين الأوكرانيين» و«الفاشيين» هاجموا الأراضي الروسية

وبالطبع يمكن تجاهل مثل هذه التصريحات، وكل ما يصدر عن الحكومة الروسية

وقد قيل إن المجموعات المسلحة التي ادعت مسؤوليتها عن الهجمات داخل الأراضي الروسية تتكون من روس انشقوا عن جيش الرئيس فلاديمير بوتين، ويقاتلون ضده ومن أجل أوكرانيا الآن

وإحدى هذه المجموعات تطلق على نفسها اسم «فيلق حرية روسيا»، والأخرى تسمى «فيلق المتطوعين الروس»، وتضم عناصر من القوميين المتطرفين

وحسب كلوث، فإن المعلومات المتاحة عن هذه القوات شبه العسكرية المناوئة لبوتين محدودة؛ خصوصاً ما يتعلق بما إذا كانت تتلقى الأوامر من أوكرانيا أو تعمل بشكل مستقل

لكن هذه المجموعات تبدو على الأقل مرتبطة بشكل ضعيف بـ«الفيلق الدولي» الموالي لأوكرانيا، وهو عبارة عن قوة من المقاتلين الأجانب الذين يشبهون «الكتائب الدولية» التي شاركت في الحرب الأهلية الإسبانية ضد قوات القوميين المتطرفين، بقيادة الجنرال فرانشيسكو فرانكو ديكتاتور إسبانيا الراحل

وسارعت أوكرانيا إلى نفي أي تورط في الهجمات العسكرية العابرة للحدود في روسيا

وربما تكون صادقة؛ لكن يظل الأهم هو السؤال الكبير: هل شن هجمات كبيرة على أراضي روسيا له مردود استراتيجي؟بعض أفضل العقول العسكرية في التاريخ انتصرت في الحروب الدفاعية بمثل هذه الطريقة بالضبط

وكانت الفكرة هي أن تهديد الدولة الغازية بمهاجمة قواعدها على أراضيها، يجبرها على الانسحاب الكلي أو الجزئي من خط المواجهة الأصلي لحماية قواعدها الخلفية

هذا السيناريو حدث خلال الفترة من 210 إلى 202 قبل الميلاد، عندما فعل ذلك القائد الروماني شيبيون الأفريقي، أو سكيبيو الأفريقي

فقد ظل القائد القرطاجني هانيبال يرهب روما بقواته الغازية لمدة 8 سنوات

ورد سكيبيو بقيادة جيش روماني إلى شبه جزيرة أيبيريا للاستيلاء على قواعد هانيبال هناك

وبعد ذلك بسنوات عبر سكيبيو البحر المتوسط إلى شمال أفريقيا لتهديد قرطاجنة نفسها

في هذه اللحظة فقط اضطر هانيبال إلى مغادرة إيطاليا، وعاد بقواته إلى بلاده للدفاع عنها، وهزمه سكيبيو، وانتصرت روما في الحرب

والطريقة نفسها يمكن أن تفتح أوكرانيا جبهات جديدة داخل روسيا

وفي هذه الحالة سيضطر بوتين لسحب أجزاء من قواته الغازية في أوكرانيا لإعادتها إلى روسيا

وهذا سيضعف القوات الروسية في أوكرانيا، ويساعد الأوكرانيين على استعادة أراضيهم

كما أن بوتين سيبدو ضعيفاً داخل بلاده، وسيصبح عرضة لخطر الانقلاب عليه

لكن أوكرانيا ليست روما القديمة، وروسيا ليست قرطاجنة، وبالتأكيد بوتين ليس هانيبال أحد أعظم العسكريين في التاريخ، على الرغم من هزيمته في نهاية المطاف

لذلك فالموقف الاستراتيجي مختلف تماماً

فبوتين يمتلك ترسانة نووية، وهدد أكثر من مرة باستخدامها إذا وجد نفسه محاصراً

وإذا كان العالم بما في ذلك الصين أقرب حلفاء روسيا أقنعوا بوتين حتى الآن بأن أي تصعيد نووي لن يكون مقبولاً، فإن العقيدة الروسية تسمح باستخدام الأسلحة النووية إذا كانت الدولة الروسية نفسها في خطر