الكليات العسكرية في اليمن: ساحة استقطاب ووسيلة لإطالة النزاع

منذ 4 أشهر

صنعاء – نبيل شايع :تعمل جماعة الحوثي  (أنصار الله) على استقطاب خريجي الثانوية العاملة لتسجيلهم في الكليات العسكرية، وتقدم لهم تسهيلات كثيرة من أجل الالتحاق بهذه الكليات

تعد مخرجات الكليات العسكرية مصدرًا مهمًا لتعزير القوة العسكري لحكومة صنعاء، مما يُشكل تحديًا كبيرًا في طريق التوصل إلى السلام في اليمن

عقب سيطرتها على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، استولت جماعة الحوثي على كليات الشرطة والحربية والجوية والبحرية، وحرصت منذ ذلك الحين على استمرار عمل هذه الكليات بشكل فعال

في سبتمبر من هذا العام، احتفلت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة وهيئة التدريب والتأهيل في حكومة صنعاء، بتخريج دفعة “ثباتاً وانتصاراً على طريق القدس”، التي تضم الدفعة الـ 55 للكلية حربية، والدفعة 30 للكلية البحرية والدفعة 37 لكلية الطيران والدفاع الجوي

ويقول مصدر عسكري من جماعة (أنصار الله) إن قرابة سبع دُفع تخرجت في الكلية الحربية في صنعاء، ويصل إجمالي عدد الخريجين إلى 1700 طالب منذ 2017 حتى الوقت الراهن

تكاد شروط الانضمام للكليات العسكرية ثابته منذ عام 1970، لكن القائمين على الكليات العسكرية في صنعاء، وفقًا للمصدر العسكري، لم يعودوا يهتموا بكل الشروط، والشرط الأهم الذي يركزون عليه هو أن “يكون المتقدم مواليًا بقوة لقيادة الجماعة”

عقب سيطرتها على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، استولت جماعة الحوثي (أنصار الله) على كليات الشرطة والحربية والجوية والبحرية، وحرصت منذ ذلك الحين على استمرار عمل هذه الكليات بشكل فعال

كليات حربية جديدةفي عام 2017، أعلنت الحكومة اليمنية عدم الاعتراف بمخرجات الكلية الحربية في صنعاء

وفي أغسطس من العام نفسه، افتُتحت كلية عسكرية عسكرية في مدينة عدن، جنوبي اليمن، ضمن جهود إعادة بناء مؤسسات الدولة في المناطق الخاضعة لسيطرتها

لكن تلك الخطوة لم تنجح، وتعثرت بعد عام من الافتتاح، حيث هاجمت مجاميع مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي حفل تخرج للطلاب بسبب خلاف حول رفع العلم اليمني؛ وتسبب الهجوم بمقتل طالب وإصابة 3 آخرين؛ ليتم بعدها إيقاف الدراسة في الكلية

وفي مايو 2022، نصت مذكرة صادرة عن رئيس هيئة الاركان العامة بوزارة الدفاع على نقل الكلية الحربية من مدينة عدن إلى مدينة مأرب

شملت المذكرة أوامر عسكرية إلى كلٍ من رئيس هيئة الإسناد اللوجستي، ومدير دائرة الاستخبارات العسكرية، وقائد اللواء الثاني حماية رئاسية بتشكيل لجنة لدور الاستلام والتسليم، بالإضافة إلى تسهيل المهام في إجراءات النقل والحماية الأمنية لعملية النقل والتسليم

وبعد ثماني سنوات من إغلاق الكلية الحربية في عدن، دشن وزير الدفاع محسن الداعري في الحكومة اليمنية العام الدراسي والتدريبي للدفعة 52 في الكلية الحربية بمقرها في العاصمة المؤقتة عدن، كما افتتح أجنحة جديدة للجوية والدفاع الجوي والبحرية والدفاع الساحلي في الكلية ذاتها

ليس للحكومة اليمنية نفوذًا على المناطق التي تخضع لسيطرة الحوثيين، وبالتالي، فإنها عاجزة عن التدخل المباشر لوقف أنشطة الكليات العسكرية في صنعاء

  دماء جديدة للحربيرى الباحث العسكري والسياسي عبدالوهاب البحيح في حديثه لـ”المشاهد” أن استقطاب جماعة الحوثي للخريجين من الثانوية وإدخالهم في الكليات العسكرية ومنحهم حوافز مالية ومعنوية يعد استراتيجية تهدف إلى إمداد الجماعة بقوات جديدة

 يضيف: “الهدف الأساسي لاستقطاب جماعة الحوثي لخريجي الثانوية وإدخالهم للكليات العسكرية ومنحهم رتبًا ومرتبات هو تجنيد دماء جديدة للحرب

هذا الأمر يمنح الجماعة القدرة على تعويض الخسائر البشرية الناتجة عن المعارك المتواصلة، مما يسهم في تفاقم التطرف وإطالة النزاع في اليمن

”ليس للحكومة اليمنية نفوذًا على المناطق التي تخضع لسيطرة الحوثيين، وبالتالي، فإنها عاجزة عن التدخل المباشر لوقف أنشطة الكليات العسكرية في صنعاء

 يرى المحامي علي عبدالفتاح أن الكليات  العسكرية الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي تعتبر غير قانونية وغير شرعية، لأن جماعة الحوثي “لم تحظَ باعتراف محلي أو دولي”، ما يعني أن مخرجات كلياتها العسكرية غير شرعية

وفقًا لبحيح، من المحتمل أن يكون هناك اعتراف جزئي بمخرجات الكليات العسكرية الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي، وسيكون تحت “السلام” أو “تقاسم السلطة” التي تُطرح ضمن جهود الأمم المتحدة وبعض الدول الإقليمية لإيقاف الحرب الصراع في اليمن

يختم البحيح حديثه، ويقول: “من المؤسف أن الحكومة الشرعية تعاني من ضعف كبير في الإدارة، إلى جانب الفساد المالي والإداري وصراعات داخلية بين الأجنحة المتنافسة في مجلس القيادة الرئاسي

هذا كله يؤثر سلبًا على أدائها في الميدان ويعيق قدرتها على مواجهة التحديات العسكرية

”ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير