الكوليرا تفتك بالنازحين في حجة
منذ 6 أشهر
حجة- محمد وهبانبعد ليلة كاملة من الإسهال والقيء، لم يكن أمام أم هاشم، نازحة في مديرية أسلم بمحافظة حجة، سوى اللجوء إلى مستشفى الثلوث القريب منها
وفور وصولها للمركز تم إعطائها محلول إرواء لتعويض السوائل المفقودة
بقيت أم هاشم في المستشفى ثلاثة أيام، وتلقت الرعاية، واستعادت عافيتها
لكن الفقر يمنع الكثير من الأسر النازحة من الحصول على الرعاية الصحية في الوقت المناسب، ما يؤدي إلى وفاة بعض الحالات التي من الممكن إنقاذها
منذ اندلاع الحرب في اليمن شهدت محافظة حجة قدوم الكثير من النازحين من المناطق الحدودية كحرض وميدي، حيث وصل عدد النازحين بحجة قرابة 19 ألف نازح، وفقًا لإحصائية صادرة عن الوحدة التنفيذية للنازحين
ويعيش النازحون في خيام ممزقة، لا تقيهم برد الشتاء ولا حرارة الصيف، ويعانون صعوبة الوصول إلى الخدمات الصحية، بسبب بعد تلك الخيام من المرافق الصحية، الأمر الذي أدى إلى تفاقم انتشار العديد من الأمراض والأوبئة، بخاصة الكوليرا
تؤثر الكوليرا في الفئات الضعيفة من السكان اليمنيين الذين لا يستطيعون الحصول على مياه الشرب النظيفة، ومرافق الصرف الصحي، والرعاية الصحية
تزايد مستمر لحالات الكوليرايقول أطباء في مديرية أسلم إن النازحين هم الأكثر عرضة للإصابة بالكوليرا بسبب عدم حصولهم على مياه شرب نقية
ويعد مخيم المطيرة من أكبر المخيمات على مستوى محافظة حجة، وتقدر الأسر النازحة فيه بنحو 1800 أسرة، جميعهم يعانون صعوبة الحصول على مياه شرب نقية، ما جعلهم فريسة سهلة لوباء الكوليرا
ويشير مدير الترصد الوبائي بالمديرية الدكتور خالد هديي إلى أن مكتب الصحة بالمديرية سجل خلال شهري يونيو ويوليو من العام الجاري نحو 303 حالة أصابة بالكوليرا، وأربع حالات وفاة
يضيف: “مستشفى الثلوث في أسلم يستقبل العديد من الحالات يوميًا، حيث يتم وضع الحالة تحت المراقبة لمدة ثلاث ساعات بعد إعطائها محلول إرواء، وفي حالة تأكد إصابة الحالة بالكوليرا يبدأ الفريق الطبي بتقديم الخدمات الطبية المتوفرة
الفريق الطبي في مستشفى الثلوث يواجه نقص كبير في المحاليل في ظل الازدحام والحالات الكثيرة التي تصل يوميًا”
الفقر والكوليرايؤكد الممرض بقسم الطوارئ في مستشفى الثلوث مازن دموم أن متوسط عدد الحالات التي تصل للطوارئ يوميًا تقدر ب 36 حالة، وتصل حالات الرقود أحيانًأ إلى 24 حالة
أُصيبت فاطمة حسين، نازحة في مديرية أسلم بحجة، بالكوليرا قبل أسابيع، وعانت من إسهال وقي
حاولت الذهاب إلى مستشفى الثلوث القريب منها للحصول على الرعاية الصحية، لكنها لم تكن تملك المال
قرر ابنها بيع ذهب زوجته لإسعاف أمه، ومكثت هناك 6 أيام تحت المراقبة، واستعادت عافيتها
لكن الكثير من الأسر لا تملك المال الذي يساعدهم على التحرك والحصول على الرعاية اللازمة
يقول محمد، نازح بمخيم المصبار بأسلم، إن المركز الذي يقدم خدمات طبية يبعد عن المخيم قرابة ساعتين مشيًا على الأقدام
هذا يعني أنه يحتاج إلى وسيلة نقل، لكن ذلك أمرًا عسيرًا كونه لا يستطيع توفير رسوم النقل أو شراء المواد الغذائية لأسرته
ويواجه المصابون بمرض سوء التغذية مخاطر كبيرة، لعدم وجود مناعة تحميهم من مضاعفات المرض
وفقًا لتقرير أممي، هناك نحو 54 ألف طفل باليمن يعانون مرض سوء التغذية، ويوضح التقرير أن الكوليرا تؤثر في الفئات الضعيفة من السكان الذين لا يحصلون على مياه شرب نقية ولا خدمات صحية
توقّعت الأمم المتحدة أن يرتفع عدد المصابين بمرض الكوليرا في اليمن إلى ربع مليون شخص، حيث بلغ إجمالي عدد الحالات المسجلة منذ بداية العام وحتى نهاية أبريل (نيسان) الماضي في جميع المحافظات، نحو 30 ألف حالة
وذكرت المنظمة الأممية، في تقرير لها عن حالة وباء الكوليرا، أن شركاء الصحة يتوقعون أن يصل العدد الإجمالي للحالات بين 133 ألفاً و255 ألفاً بحلول سبتمبر المقبل
ويزداد الأمر صعوبة بسبب هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات اللاحقة، ما يزيد من احتمال انتقال الكوليرا من خلال تلوث إمدادات المياه
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير