المشاريع الصغيرة النسوية في لحج

منذ 12 ساعات

لحج – أنسام عبدالله تقفُ هداية سند عيدروس، من حارة الرباط بمديرية الحوطة، بمحافظة لحج، جنوب اليمن، في زاويةٍ خاصةٍ بمعرضٍ للأسر المنتجة بالمديرية

نظمت المعرض مبادرتي “أيادي الأمل” و”حياة” الشبابيتين، بالتعاون مع منتدى شغف التنموي الثقافي، أواخر مايو الماضي

تعرض هداية، التي تدرس بالصف الثاني ثانوي بثانوية الزهراء للبنات بالحوطة، منتجاتها وتقف أختها إلى جانبها

وبدأت مشروعها منذ عامٍ تقريبًا، بدافع إعالة أسرتها المكونة من أبٍ وأمٍ وأخوات

اكتشفت هداية موهبتها في الخياطة والطباخة مبكرًا

وقررت استغلالها في الإنتاج ومساعدة أسرتها لتخطي الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المجتمع عمومًا

يشهد اليمن حربًا منذ مطلع 2015

وفي هذه الظروف برزت نماذجٌ لريادة أعمالٍ نسويةٍ ناجحة، ساهمت في الحد من الفقر

واتخذت هذه النماذج ريادةَ الأعمال والمشاريع الصغيرة سبيلًا لنساءٍ يعملنّ معيلاتٍ لأسرهنّ، مستفيداتٍ من الدعم الذي توفره منظمات المجتمع المدني أحيانًا، وبجهودها الذاتية أحيانًا كثيرة

على طول محافظات اليمن تجد رائداتِ أعمالٍ يسوقنّ لمنتجاتهنّ، بما في ذلك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كونها الأكثر سرعةً وانتشارًا

وقد أدى الصراع في اليمن إلى اتساع رقعة الفقر من 35 % عام 2006 إلى 80 % عام 2022، بحسب مسحٍ وطني قامت به منظمة اليونيسيف بالتعاون مع الجهاز المركزي للإحصاء

هداية عيدروس، رائدة مشاريع صغيرة”: “كانت جدتي قدوةً لي في الخياطة، إذ أنها خيّاطة متمرسة ومعروفة، بالإضافة إلى زوجة خالي

حيث صقلت شغفي وبدأتُ أخيط “جلابيات” نسائية من الألف إلى الياء، تفصيل وخياطة وتطريز وتسويق”

تقول هداية لـ”المشاهد”: “كانت جدتي قدوةً لي في الخياطة، إذ أنها خيّاطة متمرسة ومعروفة، بالإضافة إلى زوجة خالي

حيث صقلت شغفي وبدأتُ أخيط “جلابيات” نسائية من الألف إلى الياء، تفصيل وخياطة وتطريز وتسويق”

واستغلت هداية مهاراتها أيضًا في صناعة المعجنات

وتقول: “عمدتُ إلى إنتاج العديد من المعجنات لأتطور إلى مشروعٍ خاص بي أسميته “لذة بيتنا”

أصبحتْ منتجات هداية من “لذة بيتنا” تغطي مدينة الحوطة وامتدت إلى خارجها؛ نتيجة استحسان الزبائن للمأكولات التي تقدمها

إضافةً إلى التزامها بالمواعيد والطلبات، حد قولها

تواصل هداية: “كان لا بد لي من مُساعدٍ، وقد كانت أختي آية التي تكبرني خير مساعدٍ وداعمٍ لي في مشروعي

بالإضافة لدعم باقي أفراد أسرتي، فلم يحبطوني بل شجعوني”

تتمنى هداية الدعم من قبل الجمعيات والمؤسسات النسوية في لحج؛ كي تطور مشروعها بشكل أكبر

تتحدث هداية عن طموحاتها، وتحلم بمن يساعدها بماكينة خياطة إضافية وأدوات طبخ حديثة؛ لمساعدتها على إنجاز الطلبيات بصورةٍ أسرع

مما سيسهم في توسيع مشروعها بشكلٍ شاملٍ وفي وقتٍ أقصر

وعن تواصلها مع أرباب المحلات التجارية قالت: “إنه ليس هناك إلى الآن أي تواصلٍ تجاري معهم، ولكنها تأمل في ذلك قريبًا”

تقول رئيسة منتدى شغف التنموي الثقافي، في مديرية الحوطة بلحج، انتصار الكثيري، إن المنتدى، ومن خلال البازار الذي نفذه في مايو الماضي، يهدف إلى مساعدة النساء المُنتِجات الصغيرات على تسويق منتجاتهنّ، وعدم الإكتفاء بإدارتها من المنازل فقط

 وتضيف لـ”المشاهد”: “نعمل على تنظيم العمل بشكلٍ مؤسسي والاعتزام على تأهيل هؤلاء الفتيات وتمكينهنّ؛ للانخراط في سوق العمل بثقةٍ من خلال التدريب

وهدفنا من ذلك هو الأخذ بيد الشباب على مساعدة أسرهم وأنفسهم وخدمة مجتمعهم”

يصل إجمالي الأسر النازحة التي تعيلها نساءٌ في اليمن إلى نحو ثلث الأسر النازحة في عموم البلاد، والذين يصل عددهم إلى 4

8 ملايين نسمة، بحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن

وكان عدد الأسر التي تعيلها النساء فقط 9 % قبل بدء الصراع عام 2015، وفقًا للمصدر نفسه

من جانبها

تقول مها مهدي،

صاحبة مشروع صغير في مديرية تبن بلحج، إن البرامج التأهيلية التي تنفذها المنظمات الدولية بالمحافظة لم تشملها في بادئ الأمر؛ لأنها اكتفت بالعمل من داخل بيتها فقط

لكن ومع مرور الوقت سمعت عن فرص الدعم والتمكين التي توفرها هذه المنظمات ومشاريع القروض المُيّسرة

فسعتْ حتى حصلت على قرضٍ ميّسر من “بنك الأمل للتمويل الأصغر” بلحج

تتابع مها حديثها مع “المشاهد”: “بدأتُ مشروعي بشراء الخامات الأساسية، ثم استمريتُ والآن المشروع في مرحلةٍ متقدمةٍ

ووصل إنتاجي إلى خارج محافظة لحج؛ لأن العمل الجيد يأتي مع المثابرة والإصرار والبحث”

 وتعمل مها في صناعة البخور اللحجي و”الزباد” (نوع من العطور النسائية)

ونوّهت إلى أن كثير من زميلاتها استفادوا من برامج التأهيل والتدريب التي تمنحها بعض المنظمات الدولية العاملة بلحج

وانتقلوا نقلةً نوعيةً ملفتة، وبعضهنّ أصبحنّ سيدات أعمالٍ معروفات

للمشاريع الصغيرة أثر في تحسين دخل الأسر الفقيرة، فقد درّب صندوق الأمم المتحدة للسكان عام 2022 قرابة ألف مستفيد، من الرجال والنساء في عدن ولحج، على بناء سبل العيش القادر على التكيف وتحسين خدمات الحماية للمجتمعات المتأثرة بالنزاع

وختامًا، فإنّ هذه المشاريع تستفيد من السوق المحلية؛ مما يجعل هذه الصناعة مرشحةً للبقاء والتطور في قادم السنين بشكل أكبر؛ كونها رافدٌ مهمٌ لاقتصاد الأسرة

في ظل ما تعانيه البلاد من اضطرابات، بحسب سبأ العزيبي، ناشطة نسوية، من مديرية تبن بلحج

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير