المشاقر.. وصفة الجمال ورمز السلام في اليمن
منذ 2 سنوات
تعز – مجاهد حمود:يلبس أحمد صالح، 60 عامًا، أجمل ثيابه، ويضع العمامة على رأسه، عندما يستعد للخروج من منزله بمدينة تعز
قبل الخروج، يضع المُشقر على العمامة، ليشعر بالرضا عن هندامه
ذاك هو أسلوب صالح منذ أكثر من عشرين عامًا
لم تندثر العديد من العادات والتقاليد في المجتمع اليمني، بل ظلت أهميتها على مدى عقود من الزمن
التزين بالمشاقر واحدة من تلك الممارسات التقليدية التى مازالت تحظى باهتمام واسع لدى الكثير من اليمنيين
يقول صالح لـ”المشاهد”: “شكلي وهندامي يظل ناقصًا إذا لم أضع المشقر على رأسي
ليست مجرد نبتة تفوح منها رائحة طيبة، بل هي إرث شعبي مهم، وجزء من مظهر الفرد اليمني”
المُشقر حزمة من أغصان نباتات عطرية الرائحة، يضعها الرجال على رؤوسهم، وتضعها النساء بجانب خدودهن، وقد تستخدم في الأفراح والأحزان
أم بدر، 70 عامًا، تعتبر المشقر الذي تتزين به شيئًا لا يقدر بثمن، لأنه جزء من هويتها، ولا تريد لهذا الموروث الثقافي أن ينتهي
وتقول لـ”المشاهد“: “المشقر بالنسبة للمرأة هو جمال طبيعي يضاف إلى جمالها، فقديمًا كانت المرأة في الأعراس تتزين به فتكون أجمل، لكن اليوم تلجأ العروس إلى المكياج الذي يشوه صورتها ويفقدها جمالها”
على سطح منزلها، تزرع أم بدر نباتات المشاقر في مكان مخصص، وتوليها رعاية من خلال سقيها بالماء وتقليب التربة، وتغطيتها بالقماش الشفاف لمنع الحشرات من الوصول إليها
لا يقتصر استخدام المشاقر على الزينة الشخصية بجانب الخد أو على الرأس، بحسب أم بدر، بل يمكن استخدام المشاقر لتعطير الملابس أو المنزل، أو يمكن استخدامها أثناء حفلات الزفاف، أو وضعها في ملابس حديثي الولادة، وغيرها من المناسبات
عندما تنتهي المناسبة أو عندما تعود أم بدر إلى البيت، تضع مشقرها في زجاجات أو علب بلاستيكية أو معدنية، تحوي القليل من الماء، للحفاظ على شكل ورائحة المشقر لفترة أطول
وتعتقد أن بقاء رائحة المشقر في غرفتها يمنحها الشعور بالراحة، والطمأنينة، والحيوية، كغيرها من النساء في الأرياف
منذ خمسة أعوام، يحتفل العديد من المواطنين في تعز، وبعض المحافظات اليمنية، بيوم المشاقر، الذي يوافق الأول من يونيو سنويًا
في فعالية تعز بيوم المشاقر في الأول من هذا الشهر، صدحت الأغنيات ووزعت المشاقر على الحاضرين، وتناسى المشاركون في تلك المناسبة المآسي التي صنعتها الحرب
مرجانة عبدالله حمود، رئيسة اللجنة التحضيرية لفعالية عيد المشاقر بمدينة تعز، تقول لـ”المشاهد” إن هذه المناسبة عيد لكل اليمنيين، وشعار للسلام والمحبة، ورمز للصفاء والنقاء وجمال الطبيعة
وتضيف: “المشقر زينة تتزين بها المرأة اليمنية منذ القدم، ولا نريد لهذا التراث أن يندثر”
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير