المكلا: جهود للحد من عمالة الأطفال
منذ 6 أشهر
المكلا – أحمد باجعيموسط انتشار عمالة الأطفال في عموم اليمن، ظهرت جهود للحد من عمالة الأطفال في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، شرق اليمن
خالد، طفل في الثالثة عشر من عمره، يعيش مع أسرته محدودة الدخل في مدينة المكلا
أجبرت الظروف خالد على مغادرة مقاعد الدراسة من الصف السادس الأساسي، والعمل في محل تجاري لمساعدة والده
يعمل والد خالد في مهنة البناء بشكل متقطع وغير منتظم لأسباب مرضية
فالأسباب الصحية لم تسعف الوالد المتعب على تأمين المتطلبات الأساسية لأسرته؛ مما اضطر خالد إلى مساندته
عالميا، هناك 160 طفلا يعملون، نصفهم من الفئة العمرية 5-11 عاما، حسب تقرير عمل الأطفال، الصادر عن منظمة العمل الدولية في 2021
هذه الفئة زادت بمقدار 6
5 مليون منذ عام 2016 حتى 2020، ويعملون في مهن خطرة، يمكن أن تضر بصحتهم، سلامتهم أو أخلاقهم، حسب التقرير
ويشير التقرير أن الأطفال العاملين معرضون لخطر الأضرار الجسدية والنفسية
والعمل يهدد تعليمهم
مضيفا أن حوالي 28 بالمئة من الأطفال العاملين في الفئة العمرية 5–11 سنة و35 بالمئة من الأطفال العاملين في الفئة العمرية 12–14 سنة هم خارج المدرسة
عمل خالد لمدة عامين ولكن محبته وشغفه لإكمال تعليمه لم يفارقه يومًا
كما أن والده يشعر هو الآخر بالذنب، كونه هو من طلب من خالد ترك المدرسة والتوجه للعمل
لكن لحسن الحظ، استطاع خالد العودة إلى مقاعد الدراسة
حيث يقوم مكتب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بساحل حضرموت، بمبادرة تهدف للحد من عمالة الأطفال، وإعادة الأطفال للمدارس، كان خالد أحدهم
تقول مديرة إدارة الحالة بمكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بساحل حضرموت، حكمت الشعيبي، لـ«المشاهد»: أثناء النزول الميداني لمشروع إدارة الحالة التقينا بالطفل خالد
وبعد إمعرفة حالته، تواصلت الإدارة مع عدة جهات للبحث عن عمل لوالده وعودة خالد لإكمال تعليمه
وبالفعل، تمكنت إدارة الحالة بالتعاون مع إدارة الأمن والشرطة بساحل حضرموت من تأمين عمل لوالد خالد وعاد خالد لمقاعد المدرسة
كما تم تأمين كافة التزاماته المدرسية، وأخذ تعهدات بعدم العودة إلى عمالة الأطفال
وصل عدد الأطفال الذين أعادهم المكتب إلى مقاعد الدراسة خلال عام 2024، نحو 82 طفلًا، حسب الشعيبي
كما أن هناك أن 20 طفلًا متسربين من التعليم خلال ذات العام عادوا إلى المدارس بالتنسيق مع إدارة التربية ومكتب محو الأمية بالمحافظة
وقدم المكتب مساعدات مالية لـ25 عائدا إلى الدراسة بهدف مواصلة تعليمهم
ودعم المكتب 12 طفلا بمستلزمات تعليم
وقام المكتب بدعم أسر أخرى بمشاريع سُبل العيش،
كما تم استخراج 36 شهادة ميلاد للأطفال المنفصلين عن ذويهم ومجهولي النسب من الأطفال الممارسين للعمالة، حسب حكمت الشعيبي
وفي ذات السياق، نفذت مؤسسة “صلة” للتنمية مشروعًا يهدف إلى الحد من عمالة الأطفال وعودتهم للمدارس في عدد من المحافظات اليمنية خلال عام 2024، ومنها حضرموت، عدن، تعز ومأرب
وأعادت “صلة” 320 طفلًا وطفلة إلى المدرسة، وفقًا لمختص قطاع الحماية بالمؤسسة أحمد باشماخ
وأضاف باشماخ لـ«المشاهد»: “المبادرة شملت مصروف شهري للأطفال، تأمين صحي ودعم نفسي، وتوفير مقاعد دراسية في مدارس خاصة
كما شمل الدعم المقدم تمكين اقتصادي لرب الأسرة تضمنت سلال غذائية لأسرهم، حسب باشماخ
توضح الشعيبي، أن وحدة الطفل بمكتب العمل قامت بدور محوري في مكافحة عمالة الأطفال، وضمان عودتهم إلى المدارس
وتشمل هذه المبادرات تقديم البرامج التعليمية والتدريب المهني
إضافة إلى توعية المجتمع بأهمية التعليم والتأثير السلبي لعمالة الأطفال
يعتمد مكتب العمل على الشراكات مع الجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية لضمان تنفيذ البرامج بشكل فعال ومستدام
وهذا كله لتحقيق مستقبل أفضل للأطفال وحمايتهم من الاستغلال
ويقول باشماخ، أن تدخل “صلة” يهدف إلى تحسين الظروف الاقتصادية للأطفال وعودتهم إلى المدارس والحد من عمالة الأطفال التي تفوق سنهم القانوني للعمل
كما تقدم “المؤسسة”صلة” دعمًا للعائلات لتوفير بيئة مستقرة تُعزز من مواصلة التعليم
ولهذا تتضمن تدخلات “صلة” برامج تعليمية في مدارس خاصة
مضيفًا أن هذا من أجل بناء مستقبل أفضل للأطفال وحمايتهم من الاستغلال في أعمال قد تنعكس سلبًا على حياتهم مستقبلًا
تمثل هذه المبادرات خطوة للأمام في الحد من عمالة الأطفال وإعادتهم إلى المدارس، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة؛ نتيجة الصراع القائم منذ نحو عشر سنوات في اليمن
تمنح مبادرات الحد من عمالة الأطفال فرصة لهم لمواصلة تعليمهم
كما أن هذه الجهود تعزز من تماسك المجتمع في الظروف القاسية
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير