المكلا: مبادرة إنسانية تتحول لمركز اشعاعي لعلاج الأورام

منذ 7 أشهر

حضرموت _ إكرام فرج فقدت “أم معتز” نظرها، في أول شهرين من إصابتها بورم خبيث في الدماغ، وهي بعمر 18 عامًا، حين كانت تدرس بالصف السابع

تقول “أم معتز” لـ«المشاهد»: لم يكن أمامي سوى العلاج الاشعاعي بعد أن أصبحت ضريرة، مع تمسكي باستكمال دراستي مع زميلاتي والالتحاق بالجامعة والعمل بعد ذلك

وتتحدث خلال تواجدها في مركز العلاج الاشعاعي بمدينة المكلا، محافظة حضرموت (شرق اليمن)، أنها أجرت عمليتين، إحداها في صنعاء والأخرى بعدن؛ لاستئصال الورم من الدماغ، غير أنه عاود بالظهور مرةً أخرى

هذا الظهور الجديد للورم، تسبب بفقدان أم معتز للسيطرة على توزان جسمها، ولم يعد باستطاعتها المشي

أسباب السرطانتتعدد أسباب انتشار مرض السرطان، بحسب استشاري العلاج الاشعاعي، نائب المدير التنفيذي لمركز المكلا للعلاج الاشعاعي، دكتور معاوية محمد علي الحسن

وأضاف الحسن لـ«المشاهد» أن الإصابة بالسرطان لها أسباب متنوعة ومعقدة، أهمها وجود طفرات وراثية معينة تزيد من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان

كما يعتبر التدخين من أهم عوامل خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان، خاصة سرطان الرئة، بالإضافة إلى أن تناول الكحول يزيد من خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان، كسرطان الكبد، بحسب دكتور الحسن

مشيرًا إلى أن السمنة وعدم ممارسة التمارين الرياضية يزيدان من خطر الإصابة بأنواع من السرطان، إضافة إلى إتباع نظام غذائي غني بالدهون المشبعة والسكريات المكررة، وتقليل الخضروات والفواكه؛ كلها تزيد من خطر الإصابة بالسرطان

ويضيف: بعض الالتهابات المزمنة تسهم في تطور الخلايا السرطانية، كما يزداد خطر الإصابة بالسرطان بشكل عام مع التقدم في العمر

وأوضح دكتور معاوية أن مركز المكلا للعلاج الاشعاعي يعالج جميع أنواع الأورام السرطانية، حيث شكل سرطان الثدي لدى السيدات 50% من الحالات المُعالجة حتى الآن، يليه أورام المستقيم والرأس والعنق

ولفت إلى أن نجاح علاج السرطان وتحسين جودة حياة المرضى يرتبط بشكل مباشر بالكشف المبكر عن المرض

وتكشف الإحصائيات الخاصة بحالات المركز أن معظم الحالات تم تشخيصها فى مراحل متقدمة، لذلك شدد الدكتور معاوية على أهمية دور الإعلام في التوعية والتثقيف المجتمعي حول مرض السرطان، وأسبابه، وطرق اكتشافه

جانب إنساني يقول ضابط الحماية الاشعاعية عبداللطيف باجري، لـ«المشاهد»: رغم تخصص المركز بعلاج مرضى السرطان إلا أنه يلعب دورًا كبيرًا في التخفيف معاناة المرضى نتيجة تنقلاتهم إلى محافظات أخرى أو السفر لدول خارجية؛ ويجنبهم تحمل أعباء السفر وتكاليف ومصاريف العلاج والسكن وغيرها

إلى جانب هذا فهو يقدم خدمات نوعية تقنية وحديثة على مستوى عالمي، وذلك بتركيز الأشعة على الورم والمحافظة على الأنسجة السليمة القريبة من الورم نفسه، بحسب باجري

وأضاف: وصلت أعداد المستفيدين من الجلسات الاشعاعية منذ افتتاح المركز أواخر شهر مارس/آذار وحتى منتصف يوليو/تموز، قرابة 1600 جلسة بالعلاج الإشعاعي، كما بلغت الحالات المحولة للمركز 128حالة محتاجة للعلاج الإشعاعي

وبحسب الإحصائيات في الدول النامية فإنه من 70 – 80 % يحتاجون إلى العلاج الإشعاعي، بينما حاجة الدول المتقدمة تصل 40 % في مرحلة العلاج المتكاملة للسرطان

وأوضح باجري أن مركز المكلا الإشعاعي مثال حي على كيفية تحويل المبادرات الإنسانية من قبل أبناء المنطقة نفسها ودعمهم إلى واقع ملموس يخدم المجتمع، ويُقدم الرعاية المتكاملة للمرضى

خدمات لعلاج الأورام مركز المكلا للعلاج الإشعاعي بمدينة المكلا، مركز متخصص في تقديم خدمات علاج الأورام، وذلك باستخدام التقنيات الاشعاعية الحديثة، ويخدم كافة المجتمع بلا تمييز

وتأسس المركز عبر مبادرة وتكاتف مجتمعي نابع من الشعور بالمسؤولية وحاجة المواطنين بمختلف المحافظات اليمنية، والذين يبحثون عن الخدمات العلاجية المتقدمة الخاصة بمرضى السرطان

وشاركت عدد من المؤسسات الخيرية وتجار ورجال الأعمال وفاعلي الخير بالمحافظة؛ للمساهمة في إنشاء وتأسيس المركز

وعن أهداف المركز المتمثلة في أهدافه الإنسانية بتوفير خدمات العلاج الاشعاعي بجود عالية، وبشكل خيري غير ربحي لجميع مرضى السرطان

كما يقدم المركز خدمات تدريبية وتعليمية للكادر الوظيفي، وخدمات أكاديمية وبحثية من خلال تهيئة بيئة علمية متكاملة وغيرها، بحسب المدير التنفيذي للمركز دكتور ناصر الذيباني

ويقول لـ«المشاهد» إن المركز يعالج بالتقنيات الاشعاعية الحديثة، ويوفر علاجات الأشعة الخارجية والداخلية؛ ما يسمح للمرضى بالاستفادة من خيارات علاجية متعددة

ويشير الذيباني إلى أنه تم التعاون مع مختصين وخبراء في مجال العلاج الاشعاعي بتفرعاته داخليًا وخارجيًا، ويضم المركز تقنيات متطورة مثل المسرع الخطي “هالسيون” والمحاكي المقطعي “سوماتوم”، بإعتبارها تقنيات ذات فاعلية عالية في علاج الأورام

ويضيف: تم التعاقد مع شركات عالمية لتوفير التقنيات الخاصة بالعلاج الاشعاعي منها شركات تستخدم الذكاء الاصطناعي لرفع جودة الخدمات

ويوضح مدير المركز أن الخدمات المقدمة مجانية، وفي حال تم فرض رسوم مستقبلية فستكون رمزية من أجل ديمومة المركز، على أن تستخدم كأجور تشغيلية فقط وليست ربحية

أساس مواجهة السرطان من جانبه، يتحدث استشاري علاج الأورام بالاشعاع، دكتور وليد خالد الكليم عن أهمية تواجد مراكز علاج اشعاعي، باعتبار هذا النوع من العلاجات جزء أساسي، وليس مكملًا في مواجهة مرضى السرطان

وتفتقر اليمن إلى تواجد المراكز المتاحة والمتعددة بمناطق متفرقة، فإلى جانب هذا المركز تعمل ثلاثة مراكز فقط، اثنين منها بصنعاء منها، والآخر في عدن

وبحسب الكليم ينقسم علاج السرطان إلى جراحة، اشعاعي، وكيماوي الذي ينقسم إلى بيولوجي وعلاجات موجهة، وكل مرحلة من العلاج تؤدي دورها، وكل الأورام تحتاج إلى علاج اشعاعي في مرحلة من مراحل خريطة العلاج، ويعتبر ثالث سلاح في علاج الأورام

وعن الخطط المستقبلية للتوسع وتحسين الخدمات بالمركز يقول الكليم: “نتطلع لتوسعة المبنى والكادر بمختلف تخصصاتهم ليتم تغطية أكبر قدر من المرضى، ويكون مركزًا متكاملًا”

ويواصل: نسعى لتوفير عدد من الأجهزة حتى لا يحدث تكدس وازدحام، ونشر أبحاث ودراسات علمية من المركز عن أهمية العلاج الاشعاعي؛ ليتوافر لدينا مركز بحثي

ويردف قائلًا: “يفترض أن يكون الدور الحكومي هو البارز في مثل هكذا أعمال، سواءً بالمحافظة أو خارجها، ويكون لديها قدرة كافية لتأهيل وتدريب وتشغيل الكوادر المحلية”

كما يمكن للقطاع الخاص أن يحذو حذو مركز المكلا الاشعاعي في تقديم الخدمات وتوفير المبالغ لدعم للمرضى بفترة العلاج والمساعدة في إنتاج البحوث العلمية

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير