النازحون والمهمشون بلا مأوى في موسم الأمطار
منذ 8 أشهر
تعز- عبد الغني عقلانيسكن سمير يحي، 45 عامًا، في غرفة صغيرة مبنية من الأخشاب وإطارات السيارات والورق المقوى في مدينة تعز
خلال السنوات الماضية، كانت تلك الغرفة كافية لحمايته من أشعة الشمس المباشرة والشتاء القارس
اليوم، لا يجد سمير الأمان أو الاستقرار في تلك الغرفة في ظل هطول الأمطار الغزيرة التي دمرت البيوت القديمة المبنية من الطين، والغرف المصنوعة من الأخشاب والقطع البلاستيكية
في حديثه لـ “المشاهد”، يقول سمير: “يأتي المطر، وتتسرب المياه إلى مكان نومي، ولا استطيع النوم
لقد تحول حالنا إلى الأسوأ في موسم الأمطار، ولا نجد من يساعدنا على التخفيف من هذه المعاناة”
مع استمرار هطول الأمطار الغزيرة في العديد من المحافظات اليمنية، يعاني الملايين من اليمنيين، بخاصة النازحين والمهمشين، أوضاعًا مأساوية وتحديات معيشية كبيرة
عبده الصبري، نازح، يسكن في جبل زيد بمديرية المعافر، يقول لـ “المشاهد”: “قمت بتعبئة أكياس الأسمنت الفارغة بالتراب، وبنيت لي وأسرتي غرفة صغيرة
لكن عندما تهطل الأمطار، يسقط هذا المسكن بالكامل، ونصبح في العراء
لقد تسببت الأمطار بتدمير مساكننا ومخيمات النازحين، ولا زالت الأزمة التي نعيشها دون حل”
عبد الرقيب أحمد، عامل نظافة في مدينة تعز، يسكن في مخيم نجد قسيم بمديرية المسراخ في تعز
يقول في حديثه لـ “المشاهد”: “سوء المسكن هو المعاناة الأولى في موسم سقوط الأمطار
نبقى عرضة لمياه الأمطار ليلًا ونهارًا، ولا نحصل علي اهتمام أو مأوى”
تشير تقارير صادرة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، إلى وجود 4
5 مليون شخص نازح في اليمن اضطروا إلى الفرار من منازلهم بسبب النزاع العسكري الذي بدأ عام 2015
منذ مطلع هذا الشهر، أصبح حال الكثير منهم في وضع مأساوي نتيجة للأمطار الغزيرة والسيول المدمرة
مشكلة مزمنةيسكن المهمشون، وهم فئة من اليمنيين أُطلق عليهم تقليدياً لقب “الأخدام”، بالقرب أطراف المدن والقري والوديان والأسواق في العديد من المناطق اليمنية
الناشطة المجتمعية بتعز، ريمان حميد، تقول لـ “المشاهد” إن عدم حصول المهمشين على السكن يعد من المشكلات الرئيسة التي تعانيها هذه الفئة منذ عقود طويلة من الزمن
تشير ريمان إلى أن التوعية هي من أهم الطرق الفعالة في وقاية مساكن المهمشين، ولا بد من تحذير هذه الفئة بعدم ترك الأطفال والنساء وكبار السن في الأماكن القريبة من السيول عند هطول الأمطار الغزيرة
الأمين العام للاتحاد الوطني لتنمية الفئات الأشد فقرا (المهمشين) بتعز، صالح عبده، يقول لـ “المشاهد” تتفاقم معاناة المهمشين في موسم الأمطار، ويفتقر المهمشون للمال، وبالتالي لا يستطيعون بناء منازل قادرة علي تحمل الأمطار والعواصف
يضيف: “الأغلبية لديهم مساكن شعبية أو خيام، وعندما يأتي موسم الأمطار، يصبح وضعهم كارثي، بخاصة إذا تدفقت سيول كثيرة”
وفقًا لعبده، انهار 92 بيتًا، بعضها من الخيام، في وادي القاضي، والضباب، والمسراخ، والبيرين خلال العاميين الماضيين، وتوجد الكثير من المساكن التي توشك أن تسقط بسبب الأمطار الغزيرة، وقد تحدث كارثة لتجمعات المهمشين في العديد من المحافظات
دور الحكومة والمنظماتتشير دراسات إلى أن أعداد المهمشين في اليمن تتراوح بين 500 ألف إلى 3
5 مليون نسمة، يتركّزون في الأحياء الفقيرة المحيطة بمدن اليمن الرئيسية
يؤكد صالح عبده أن هناك إهمال من قبل الحكومات المتعاقبة في التعاطي مع مشكلة المهمشين في كل اليمن، حيث تتعامل معهم الدولة، وكأنهم ليسوا بشر
يضيف: “يجب على المجالس المحلية بالمحافظات والمديريات ومكاتب التخطيط والتعاون الدولي تحمل المسؤولية تجاه المواطنين القاطنين في المخيمات، والقيام بالإجراءات اللازمة لحمايتهم من الأضرار الناتجة عن الأمطار الغزيرة والسيول”
وفقًا لتقارير، خلال السنوات الماضية، تم بناء ثلاث مدن سكنية للمهمشين في اليمن، منها مدينة سعوان في العاصمة صنعاء، وتحتوي على (2250) وحدة سكنية، وفي تعز قامت منظمة فرنسية ببناء مدينة سكنية تضم 96 وحدة سكنية، إضافة إلى مدينة الوفاء في البعرارة وسط مدينة تعز، وتحتوي على 244 وحدة سكنية بتمويل من البنك الدولي
لا تزال الأزمة السكنية للمهمشين والنازحين في اليمن مأساوية، وتصير المأساة أكبر في موسم الأمطار، حين يصبحون بلا مأوى ويبقون في العراء لعدة أيام
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير