النفوذ الإماراتي في اليمن: أكاديمي سعودي يقدم قراءة في استراتيجيات أبوظبي بعد الإعلان عن الانسحاب
منذ 2 ساعات
قال الأكاديمي السعودي الدكتور هشام الغنام إن الرد الإماراتي على التطورات في اليمن يتسم بالهدوء الرسمي والدقة في الخطاب، متجنبًا التصعيد العلني، لكنه يقابله حراك سياسي وإعلامي نشط وغير رسمي، إلى جانب ضغط ميداني غير مباشر عبر قوى محلية حليفة
وأكد الغنام في تحليل نشره على حسابه بمنصة إكس أن هذا التباين بين الخطاب والسلوك ليس جديدًا، بل يمثل استراتيجية ذكية لإدارة الأزمات بأقل تكلفة مباشرة وأعلى مكاسب ممكنة
وأضاف الغنام أن إعلان الإمارات عن إنهاء وجودها العسكري في اليمن لا يعني انسحابًا كاملًا، بل يندرج ضمن سياق أوسع لإعادة التموضع
ولفت إلى أن التجربة السابقة أظهرت أن تقليص الوجود العسكري المعلن غالبًا ما يصاحبه تعزيز أدوار النفوذ غير المباشر، سواء عبر التشكيلات المحلية التي تم تأسيسها خلال سنوات، أو من خلال أدوات سياسية وأمنية واقتصادية ما زالت فاعلة على الأرض، خاصة في حضرموت
وأكد الغنام أن الاكتفاء بقراءة البيانات الرسمية لا يكفي لفهم الموقف الإماراتي، مشيرًا إلى أن الحكم الحقيقي يبقى بما يجري فعليًا على الأرض ومن يمتلك أدوات التأثير
وأوضح أن الوقائع أثبتت أن هناك فجوة مستمرة بين التصريحات الإماراتية والسلوك العملي، وأن الهدوء الظاهري في الخطاب لا يعكس بالضرورة تهدئة حقيقية في الميدان
وأشار إلى أن أبوظبي تعتمد أسلوبًا مركبًا يمنحها هامش مناورة واسعًا، يتيح الحفاظ على مصالحها دون الانجرار إلى مواجهة مباشرة أو تحمل تبعات سياسية وأمنية مكلفة
وأضاف أن الإمارات نجحت عبر سنوات من العمل المنهجي في نسج شبكة معقدة من التحالفات والولاءات المحلية في اليمن، والتي يُتوقع أن تستمر في توظيفها لإدارة التوازنات واستنزاف خصومها سياسيًا وميدانيًا، مع الحرص الدائم على عدم الظهور كطرف مبادر بالتصعيد
واختتم الغنام بأن تقييم الموقف الإماراتي يجب أن ينطلق من قراءة شاملة للتصرفات الفعلية على الأرض، لا من الاكتفاء بما يُعلن في المؤتمرات أو يُسوّق إعلاميًا، مؤكدًا أن الصياغات الناعمة لا تعني بالضرورة تغييرًا جوهريًا في السياسات