الهجمات الإسرائيلية على الحديدة ..المآلات المتوقعة
منذ 8 أشهر
تعز – أريج قائد – فهمي عبدالقابض:غارات جوية على عدة مناطق في محافظة الحديدة (غربي اليمن) والواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي، مازالت آثارها مستمرة منذ مساء أمس، حيث استهدفت طائرات إسرائيلية هذه المواقع بعدة غارات
إسرائيل تدخل بشكل مباشر عسكريًا في استهداف مدن يمنية، ولأول مرة تؤكد أنها هي من نفذت العمليات العسكرية، حسب تصرحيات مسؤولين عسكريين وسياسيين إسرائيليين
تأتي هذه الضربات الجوية بعد يومين من إعلان جماعة الحوثي عن استهداف مدينة تل أبيب بطائرة مسيرة، حسب المتحدث العسكري للجماعة، في بيان بثته قناة “المسيرة” التابعة للجماعة
وهي المرة الأولي التي تقصف فيها جماعة الحوثي العمق الإسرائيلي، حيث كانت الجماعة تبنت عدة أعمال عسكرية بطائرات مسيرة وصواريخ، لكن يتم اعتراضها قبل وصولها إلى العمق الإسرائيلي
الاستهداف العسكري الإسرائيلي كان استهدافًا مركزًا على مواقع حيوية، حسب مصادر محلية في محافظة الحديدة، تواصل معهم مراسل “المشاهد”، وهي مواقع ليست عسكرية، لكنها مناطق مهمة اقتصاديًا، فقد تركزت الضربات الجوية على ميناء الحديدة بشكل مباشر، وعلى خزانات الوقود، وأحدثت هلعًا واسعًا في المدينة، واندلعت النيران التي شوهدت من مناطق بعيدة في المدينة، ووثقها ونشرها ناشطون في المدينة، وصفت بالأعنف التي لم تشهدها الحديدة منذ اندلاع الحرب في اليمن
وفي المقابل، أعلنت قيادات في جماعة الحوثي أن الاستهداف العسكري للعمق الإسرائيلي لن يتوقف، وسوف يتواصل، وهذا يعني أن التصعيد العسكري سوف يتواصل، ومؤشراته خطيرة، وسوف تنعكس بشكل مباشر على مختلف المستويات الإنسانية والاقتصادية في اليمن، وعلى مساعي السلام أيضًا
وحول قراءات المستجدات حول هذه التطورات، قال المحلل السياسي، الأكاديمي في جامعة تعز عبدالوهاب العوج، لـ”المشاهد” إن استهداف إسرائيل لميناء الحديدة خطأ فادح وعدوان على سيادة وشعب اليمن، إذ كان بالإمكان استهداف عناصر محددة معلوم تواجدها أو المناطق العسكرية التابعة لجماعة الحوثي، والتي يتم منها إطلاق الصواريخ والمسيرات
من جانبه، قال المحلل السياسي أحمد هزاع لـ”المشاهد” إنه من المستغرب أن تستهدف إسرائيل مخازن وقود في الحديدة، بينما لم تستهدف مناطق ومعسكرات الجماعة وقيادتها أو معقلها على الرغم من أنها معلومة
وقال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي موسى المقطري، لـ”المشاهد” إن التحركات العسكرية الأخيرة لإسرائيل في ضرب ميناء الحديدة، هي حلقة في سلسلة طويلة بدأت منذ بداية العمليات الأمريكية البريطانية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، تحت مبرر حماية الممرات الدولية، وهو المبرر الذي وفره الحوثيون على طبق من ذهب لهذه القوى، ثم جاءت إسرائيل على نفس النمط، وإن اختلف المبرر الذي وفره لها الانقلابيون هذه المرة
وأضاف المقطري أن الخاسر الأول من التصعيد الحوثي الإسرائيلي هو اليمن كبلد وشعب، والذي تتعرض سيادته للانتهاك، وبنيته التحتية للخراب، فالضربات التي تمت لم توجه لضرب الجماعة أو مخازن أسلحتها أو أي من مقومات قوتها العسكرية ، مضيفا أن تحويل اليمن لساحة حرب وتبادل الرسائل بين القوى الكبرى وإيران، هو الطامة الكبرى، حسب تعبيره والأكبر منها أن يستمر الحوثيون في تهيئة الظروف وتوفير المبررات كوكلاء لإيران لا غير حسب المقطري
توقعات على المدى القصيرتوقع العوج أن يشهد اليمن أزمة اقتصادية جراء استهداف خزانات الوقود في ميناء الحديدة، لا سيما واليمن يعاني من ارتفاع التأمينات البحرية وكلفة استيراد المواد الغذائية نتيجة أن البحر الأحمر أصبح منطقة مشتعلة بتهديدات جماعة الحوثي
وقال إن ما تقوم به جماعة الحوثي تحت مسمى نصرة غزة وفك الحصار عنها، لا يجلب إلا الضرر لليمن وشعبه واقتصاده من خلال أنه يعطي إشارة لإسرائيل باستهداف المدنيين والمنشآت المدنية والحيوية في اليمن
كما توقع هزاع أن تكون المآلات مفتوحة على كل الاتجاهات، منها أن جماعة الحوثي ستزيد من رصيد حشدها للجبهات، وستحاول أن تظهر للمجتمع أنه بمقدورها المواجهة، وهذا ما سيؤثر سلبًا على المواطن اليمني واقتصاده ووضعه المعيشي، كما ستتوقف عملية السلام بذريعة الانشغال بمهام مواجهة إسرائيل، كما سيزداد الوضع الإنساني صعوبة، وذلك لانخفاض الدعم المالي الإنساني لليمن
كما أن قصف ميناء الحديدة من قبل إسرائيل، على محدودية وصول السفن إلى ميناء الحديدة، سيؤثر سلبًا على الاقتصاد اليمني حسب تعبيره
كما قال المقطري إن المآلات المتوقعة لهذا التصعيد أنه بداية لفترة جديدة دخل فيها الكيان الإسرائيلي كلاعب رئيسي في المنطقة بشكل مباشر، وهذا سيوفر له مبررًا للتواجد العسكري في المنطقة برًا وبحرًا، وسيكون طريقًا للحصول على مزايا وتنازلات من دول المنطقة، وبخاصة دول الخليج ومصر، وستسخدم هذه التطورات مشروع التطبيع مع الصهاينة بشكل كبير
من المستفيد ؟قال العوج: “التوترات الأخيرة التي حدثت بين الحوثيين وإسرائيل تصب في خانة المماحكات التي تقوم بها أذرع إيران في المنطقة”
وأكد على أن جماعة الحوثي تستخدم مناطق سيطرتها كمنصات لإطلاق الصواريخ والمسيرات باتجاه موانئ إسرائيل، بمساعدة حقيقية من الحرس الثوري الإيراني، “بمعنى أن ما يحصل هو صراع إيراني إسرائيلي باستخدام جماعة الحوثي”، يقول العوج
وبحسب العوج فإن قدرات الحوثيين بسيطة ومحدودة لا تقدر على مواجهة إسرائيل، وتهديد السفن في مياه البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، لولا مساندة الحرس الثوري الإيراني
“يمنيًا يبدو أن الحوثي هو المستفيد الأول والأكيد باعتبار أن الضربات تخدم سردياته التي ينشط في تلقينها للمغرر بهم من جهة، وللاستخدام الإعلامي من جهة أخرى، والمتركزة حول أنه يحارب أمريكا وإسرائيل”، يقول المقطري، ويضيف أن جماعة الحوثي ستستغل الحادثة للقيام بحملات تجنيد جديدة ستوجه لرفد محارق الموت في جبهات الداخل، وهذا سيزيد بالتأكيد من تلغيم الوضع القائم، ويؤخر خطوات السير نحو السلام الشامل
كما قال هزاع إن المستفيد الآن من هجمات إسرائيل على اليمن هي جماعة الحوثي، “وجلي كما هو واضح من خلال شعارات جماعة الحوثي أنها كانت تتمنى فرصة قصف إسرائيل لليمن منذ زمن لتقنع الناس أنهم مستهدفون من الصهاينة”
وأضاف أن جماعة الحوثي تعيش على الأزمات والحروب منذ نشأتها، وهي تهدف من ذلك إلهاء الناس عن حقوقهم
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير