الهجمات الحوثية على إسرائيل من وجه نظر سياسية

منذ سنة

تعز- بشرى الحميدي :رددت جماعة الحوثي شعارات متعددة مناهضة لإسرائيل طوال السنوات الماضية، وأطلقت مؤخرا العديد من الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل، ولا زالت تهدد بإرسال المزيد

بالرغم أن الصواريخ التي أطلقتها الجماعة خطوة أكسبتها رضا العديد من اليمنيين الذين يناصرون فلسطين، إلا أن عددا من قادة الأحزاب السياسية في اليمن يرون أن جماعة الحوثي لا تهدف إلا لخدمة مصالحها، ولا يهمها القدس أو فلسطين، بل يهمها السيطرة على المزيد من المحافظات اليمنية

الوزير السابق عبد السلام رزاز، وأمين عام حزب اتحاد القوى الشعبية، يقول لـ “المشاهد”: “جماعة الحوثي تعمل لخدمة أهداف إيران وتحاول تحقيق مكاسب سياسية وجماهيرية لها في الساحة اليمنية

الجميع يعلم بأن الجماعة أداة إيرانية في المنطقة، فالذي يقتل أبناء بلده ويشردهم وينهب أموالهم وممتلكاتهم ويجوعهم ويفقرهم ويتعامل معهم بعنصرية لا يمكن أن يكون مع القضية الفلسطينية”

عبد الملك المخلافي، نائب رئيس هيئة التشاور والمصالحة ووزير الخارجية الأسبق، قال في حديثه لـ” المشاهد: “الحوثيون جزء من محور تابع لإيران، وإيران تتكسب من القضية الفلسطينية، ولا تريد أن تدفع ثمنا مباشرا للدفاع عن غزة فتحرك أدواتها لإثبات مصداقية ولكن تحركهم بحدود لا تؤثر عليهم ولا تؤثر عليها بحيث تبقى قضية استغلال القضية الفلسطينية لخداع البسطاء في الوقت الذي تتجنب المواجهة مع أمريكا والغرب وتحافظ على مصالح إيران واتفاقاتها معهم

”وعن موقف الحكومة من صواريخ الحوثي التي تم إطلاقها باتجاه إسرائيل، يقول المخلافي: “من يمزق الوطن ووحدته، ويقتل أبنائه، ويدمر دولته ومؤسساته، لا يمكن أن يكون صادق في محاربة إسرائيل، هي مجرد انتهازية، ويجب ألا تكون ذاكرة الناس ضعيفة، أو تتغير مواقفهم بكذبة أو موقف شكلي”

يضيف المخلافي أن ما يحدث في غزة فضح إيران ومحورها وأتباعهم الذين تخلوا عن غزة مثلهم مثل النظام الرسمي العربي، رغم أنهم قتلوا الناس ودمروا الدول تحت شعار محاربة إسرائيل، والآن لا زالوا يشاهدون ما يحدث فقط

من جانبه، قال نائب رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح، عدنان العديني في حديثه لـ” المشاهد” إن الحوثي لا يستجيب للقضية الفلسطينية ويتعامل معها إلا من زاوية الأولويات الإيرانية ومنظورها للصراع

يشير العديني إلى الحوثي يستخدم القضية الفلسطينية لإثبات صواب الموقف الإيراني كجزء من أدوات فيلق القدس، ويعتقد أن العنصرية هي ما تجعل الحوثي أقرب للكيان الصهيوني منه لفلسطين

تلميع الذات أمين سر فرع التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بمحافظة تعز، عادل العقيبي يرى أن إطلاق صواريخ ومسيرات الحوثي باتجاه إسرائيل لم تقتل أمريكيا أو إسرائيليا واحدا، ولم تؤثر على إسرائيل بشيء، وهذه الصواريخ لن تنسينا الجرائم التي ارتكبوها بحق اليمنيين

بحسب العقيبي، الحوثي لا يمكن أن يكون صادق في محاربة إسرائيل، هي مجرد انتهازية وذاكرة اليمنيين ليست مثقوبة، وكل ما يفعله الحوثيون ليس إلا هروبا من أزماته الداخلية وبهرجة إعلامية لتلميع الذات

وأضاف العقيبي في حديثه لـ” المشاهد” ” الحوثيين جزء من محور تابع لإيران، وإيران تتكسب من القضية الفلسطينية، ولا تريد أن تدفع ثمنا مباشرا للدفاع عن غزة، فتحرك أدواتها لإثبات مصداقيتها ولكنها تحركهم بحدود لا تؤثر عليهم ولا تؤثر عليها”

فهمي محمد، رئيس الدائرة السياسية للحزب الاشتراكي اليمني بتعز، يرى أن المكاسب التي تسعى الحركة الحوثية إلى تحقيقها هي كسب ثقة إيران بشكل أكبر والحصول على الدعم منها، وتسويق ما يحدث إعلاميا وسياسيا لكسب عواطف الشعب اليمني الذي يتألم لما يجري في غزه، وكذلك تسويق الحركة الحوثية إعلاميا وسياسيا على المستوى الإقليمي

وبخصوص موقف الحزب، قال محمد لـ “المشاهد”: “ما تقوم به الحركة الحوثية لا يأتي في سياق خوض مواجهات حقيقة مع الكيان الصهيوني، بل يأتي في سياق تنفيذ الأجندة الإيرانية التي تسعى إلى خدمة مصالحها ومشاريعها الصراعية مع الدول الغربية، وهي في سبيل ذلك توظيف القضايا العربية في خدمة أهدافها”

يؤكد محمد أن الحزب الاشتراكي اليمني يقف مع أي طرف يخوض معركة حقيقية ضد الكيان الصهيوني وضد جرائمه في حق الشعب العربي الفلسطيني حتى تحقيق الحرية والاستقلال وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس

نائب رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام في محافظة تعز، عبد الباري البركاني، يقول لـ “المشاهد” إن جماعة الحوثي تسعى إلى رسم بطولات وهمية وجمع التبرعات باسم القضية الفلسطينية، واستغلال عواطف اليمنيين وجر البلاد إلى صراعات دولية

لكن جماعة الحوثي ترى أن ما تفعله هو الصواب، وأنها لا تريد من ذلك إلا نصرة المظلومين في غزة

قائد جماعة الحوثي، عبد الملك الحوثي قال في خطابه الأخير يوم 14 نوفمبر: “أما من يسخر، أو يقلل، أو يشوه موقف شعبنا، فنحن نقول للجميع: من يفعل أكثر مما نفعل في اليمن، أكثر مما يفعله شعبنا العزيز عسكريا وفي كل المجالات، من يفعل أكثر فسنشكره، وسنشيد به، وسنثني عليه… من يتحرك بأكثر مما نتحرك لمساندة الشعب الفلسطيني، سنشكره، وسنشيد بموقفه”

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير