الهواتف الذكية تكسر عزلة ذوي الإعاقة
منذ 18 أيام
عدن – سهى بديعساعدت التكنولوجيا في كسر عزلة ذوي الإعاقة السمعية والبصرية
تقدم الهواتف الذكية فرصة للمصابين بالإعاقة السمعية والكلامية والبصرية للتواصل مع الآخرين والوصول إلى المعرفة
من بين هؤلاء “سميرة محمد” (28 عامًا) التي تعيش في عدن، جنوب اليمن
فقدت سميرة السمع والنطق بعد إصابتها بـ “الحمى الشوكية” في عمر 12 عامًا
فرض فقدانها للسمع والنطق عزلة عن العالم من حولها لمدة تسع سنوات
تقول لـ «المشاهد»: “بعد أن فقدتُ السمع والنطق بسبب الحمى الشوكية، استمر انعزالي التام حتى بلغتُ الـ19 من عمري”
وجدت سميرة الهاتف الذكي أداة متاحة لكسر حاجز عزلتها والاندماج في المجتمع
فقد سهل الهاتف المحمول وتقنياته، بالإضافة إلى تطبيقاته المتنوعة، عملية التواصل مع الآخرين واكتساب المعرفة
وتضيف: “تجاوزت الصعوبات التي واجهتها أثناء استخدام الهاتف المحمول بالصبر والعزيمة، وتعرفت على كثيرين حولي ساعدوني للاندماج وتكوين صداقات”
من البديهي أن الصم والبكم لا يستطيعون التواصل والوصول إلى المعرفة عبر الصوت
الطريقة الوحيدة للتواصل مع الآخرين هي الكتابة والنصوص ولغة الإشارة
ابتدأت سميرة التواصل مع الآخرين والبحث عن المعرفة عن طريق الكتابة والنصوص عبر الهاتف الذكي
في البداية لم يمضِ الأمر كما أرادت سميرة، فقد واجهت صعوبات عديدة
كان البعض يرد على تواصلها باستخدام “التسجيلات الصوتية”
تصف سميرة حالتها: “كنتُ أقف عاجزة عن التعامل مع رسائل كهذه، لكن بمرور الأيام اكتشفتُ تطبيقات سهّلت عليّ الكثير”
وتشير إلى أنها كانت تقوم بتحويل الصوت إلى نص كتابي، ثم تقوم بالرد عليه
أصبحت “طريقة سهلة أمامها”
أكملت سميرة تعليمها الثانوي والتحقت بمعهد تعليم الحاسوب؛ لتكتسب مهارات أكثر في مجال التكنولوجيا
تواصل حديثها: “بعد إكمالي دبلوم الحاسوب، تعرفت على أشخاص من فئة الصم والبكم، لكني كنت أواجه صعوبة في فهمهم”
سبب عدم فهم سميرة لنظرائها من الصم والبكم هو عدم إجادتها “لغة الإشارة”، الأمر الذي شكّل حافزًا لها لتعلّم هذه اللغة
ومن خلال التطبيقات الخاصة، والحديث المستمر مع نظيراتها، وصلت إلى مرحلة الاندماج معهم، وأصبحت سميرة قادرة على التواصل مع فئة الصم والبكم
وفي 2022، عملت سميرة معلمة “لغة إشارة” في مدينة عدن
وفي العام التالي أنشأت مبادرة “هنّ
للفتيات الصم“
وفي نفس العام، أصبحت مسؤولة عن “شبكةٍ لدمج ذوي الهمم” وقضايا المرأة والطفل، في جمعية الصم بعدن
وفّرت التكنولوجيا فرصًا عديدة، وسهّلت أعمال النساء من فئة الصم والبكم، في ظل ندرة مراكز متخصصة لتأهيل ورعاية المعاقين في اليمن
وهذا ما تشير إليه الناشطة حياة الأشموري، من ذوي الإعاقة البصرية، التي لامست هذا الفارق التكنولوجي بالنسبة لفتيات مررنّ بتجربتها
تقول حياة لـ «المشاهد»: “بفضل التكنولوجيا أصبحنا نقرأ ونكتب دون مساعدة الآخرين، وذلك عبر تطبيقات صوتية وبرامج تحويل النص إلى صوت”
حياة الأشموري: “بفضل التكنولوجيا أصبحنا نقرأ ونكتب دون مساعدة الآخرين، وذلك عبر تطبيقات صوتية وبرامج تحويل النص إلى صوت”
وتضيف: “باتت التكنولوجيا رفيقةً لنا، لا نستغني عنها، وفتحت فرصًا للعمل والدراسة عن بُعد، وحققت استقلاليتنا، واعتمدنا عليها لتطوير قدراتنا”
وتقول حياة إن هناك بعض الصعوبات عند استخدام بعض البرامج؛ بسبب عدم توافقها مع البرامج الناطقة، لكنها تحاول التغلب عليها
لا تخلُ التكنولوجيا من تأثيراتٍ على الجوانب النفسية أو الصحية لدى مستخدميها، والنساء ذوات الإعاقة غير مستثنيات من ذلك
وفي هذا الشأن، يقول الأخصائي النفسي، مدير الوحدة النفسية بالمركز الطبي الخيري بصنعاء، صخر الشدادي، إن هذا التأثير “ذو حدين”
ويشير لـ «المشاهد» إلى أن التكنولوجيا تؤثر على حياة النساء من ذوي الإعاقة بشكل إيجابي وتارة سلبي
وأوضح الشدادي أن التكنولوجيا أصبحت تعزز من القدرة المعرفية لدى النساء بشكل عام، كما تزيد من معرفتهن واطلاعهن بصورةٍ أوسع
لافتًا إلى أن التأثير السلبي يتركز في الشحنات الدماغية الناتجة عن إشعاعات الأجهزة التكنولوجية
كما يؤدي إلى عزلهن عن المجتمع المحيط بهن وكسب ثقافات مختلفة عن تلك المحيطة بهن
بالإضافة إلى ضياع الوقت بشكل كبير نتيجة الاستخدام المفرط وغير الهادف للتكنولوجيا لفترات طويلة، ما يؤثر على الجوانب الصحية
من جانبه، يقول خبير التكنولوجيا المهندس خالد الدلواني لـ «المشاهد» إن تصميم برمجيات خدمية يمكن أن يعالج مشكلات ذوي الإعاقة
مضيفًا أنه يمكن لهذه البرمجيات أن تفتح المجال أمام ذوي الإعاقة للحصول على فرص العمل عن بُعد
واستدرك: “لكن استخدامها المفرط قد يتسبب في إحباط ذوي الإعاقة، حيث لا يوجد تطبيق واحد متكامل يلبي احتياجات هذه الفئة”
وهذا ما يؤدي إلى التشتت والبحث في مصادر متعددة، ما يضيع على ذوي الإعاقة وقتًا ثمينًا هم بأمس الحاجة إليه
وأرجع الدلواني سبب ذلك إلى عدم الوعي الكافي بالتكنولوجيا التي تخدم ذوي الإعاقة بشكل أفضل، وتساعدهم في حياتهم اليومية
داعيًا إلى إضافة مواد تعليمية للنساء ذوات الإعاقة بمختلف الأعمار؛ لكسب المهارات ومعرفة مدى كفاءة التطبيقات التكنولوجية المناسبة لإعاقتهن
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير