الوضع الإقتصادي وصحة القلب بتعز
منذ سنة
“انتظر نهاية كل شهر ليصلني المصروف الشهري من أبني لأشتري به العلاج المقرر لي استخدامه مدى الحياة “
بهذه الكلمات بدأت أم محمد، 60، من مديرية شرعب الرونة، بتعز بسرد معاناتها مع مرض القلب الذي يرافقها منذ 12 عامًا
وبنبرة حزن تقول: ” ظروفنا صعبة وليس لدي سوى ابني الوحيد والذي يعمل في صنعاء بأجر يومي، وأحيانًا لا يعمل بسبب قلة فرص في مجال البناء، ويتحمل ابني أيضًا مسؤولية توفير متطلبات المعيشة لي وأخواته الثلاث”
تدفع أم محمد أكثر من ثلاثين ألف ريال كل شهر لشراء الدواء، وهذا المبلغ عبء كبير وعلى غيرها من آلاف المرضى الذين يعانون من مرض القلب
إبراهيم، 50 عامًا، تربوي في نفس المديرية، يروي قصته مع مرض القلب، وبالتحديد، ضعف عضلة القلب، ويقول لـ “المشاهد”: “في بداية العام 2021، وبينما كنت عائدًا من السوق، شعرت بثقل في قدمي ورجلي اليمنى وصعوبة في التحرك أو المشي
كنت في حيرة من الأمر، وتساءلت في نفسي عما حدث لي
لم استطع الوصول إلى المنزل كون الطريق جبلية، وكنت خائفًا أن يراني أطفالي وزوجتي فيخافون مما حدث لي”
في تلك الأثناء، قرر إبراهيم أن يتصل لأخيه الأكبر، ثم قام بإسعافه إلى مستشفى في الحوبان، شرق مدينة تعز
وبعد إجراء الفحوصات، تبيّن بأنه في المرحلة الأولى من إصابته بجلطة، بالإضافة إلى ضعف في عضلات القلب
وبعد أيام، تم تحويل إبراهيم إلى مدينة تعز، وكان منتظمًا في زياراته لإحدى عيادات القلب بهدف متابعة حالته الصحية واستخدام العلاج باستمرار
وبكلمات خافته يكسوها الحزن، يقول إبراهيم: “الوضع المادي لا يسمح لي بأن أدخل مدينة تعز حيث يصل إيجار الراكب الواحد 25 ألف ريال، واحتاج إلى مرافق، ناهيك عن المصروفات الأخرى وقيمة العلاج والمعاينة الطبية
فأنا مدرس وراتبي الذي اتقاضاه لا يزيد عن 24 ألف ريال عملة قديم ما يعادل 44 دولار أمريكي”
يؤكد إبراهيم أن قيمة العلاج الذي يستخدمه بشكل يومي يبلغ 30 ألف ريال كل شهر
حصل “المشاهد” على إحصائية من مركز القلب والأوعية الدموية بالمستشفى الجمهوري بتعز، توضح عدد زيارات مرضى القلب
بحسب التقرير، بلغ عدد زيارات مرضى القلب منذ يناير حتى أغسطس نحو 3,100 زيارة
سعيد خالد، 60 عامًا، أحد مرضى القلب في تعز، يقول لـ “المشاهد”: ” قبل عامين، بدأت حالتي الصحية تتدهور، وكنت لا أستطيع المشي، ولو لمسافات قليلة، وأشعر بالتعب بشكل سريع
”مضيفا “كان لدي مشكلة في صمامات القلب، وقرر الأطباء إجراء عملية قلب مفتوح لاستبدال الصمامات
لكن كانت التكاليف باهظة، ومن المستحيل، بالنسبة لي، توفير سبعة آلاف دولار لإجراء العملية”
يضيف: “بقيت لسبعة أشهر في ألم، وبعد ذلك قدمت التقرير الطبي إلى شركة هائل وآخرين حتى تم تأمين المبلغ وأجريت العملية، والآن صحتي جيدة”
يرى الدكتور أبو ذر الجندي، استشاري جراحة القلب والأوعية الدموية ومدير مركز القلب بتعز، أن الحرب تسببت في ارتفاع نسبة أمراض القلب لأنها أوجدت الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي خلقت الكثير من القلق والتوتر والضغوطات النفسية، وكل هذه العوامل تزيد من احتمالية تعرض كبار السن للجلطات والنوبات القلبية
وعن الصعوبات التي تواجه مرضى القلب، يذكر الجندي أهمها، وهي تكاليف العلاج أو تكاليف إجراء العمليات، ويشدد على ضرورة تعيين ميزانية داعمة ومستمرة للمرضى
يشير الجندي إلى أن سعر العمليات في تعز أقل من المحافظات الأخرى، حيث يبلغ سعر عملية القلب في تعز 3 آلاف دولار، بينما يصل سعرها إلى 8 آلاف دولار في صنعاء
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير