اليمن…انحسار العمل الحزبي في زمن الحرب

منذ 4 أشهر

تعز- جمال الصامتقبل انتفاضة 2011 والحرب التي نشبت في 2015، كان الكثير من اليمنيين حريصين على المشاركة الفعّالة في الأنشطة المدنية والانضمام إلى الأحزاب السياسية

شهدت تلك الفترة تنافسًا قويًا بين الأحزاب، حيث سادت بيئة سياسية سلمية تتميز بالحوار المفتوح وتعدد وجهات النظر

كان المواطن اليمني يرى في الانتماء الحزبي وسيلة للتعبير عن آرائه والمساهمة في بناء مستقبل بلاده، وكان العمل الحزبي يعتبر جزءًا أساسيًا من النشاط السياسي والتغيير الاجتماعي

إلا أن الأمور تغيرت جذريًا بعد اندلاع انتفاضة 2011 ونشوب الحرب الأهلية في عام 2015

أدى تصاعد العنف والانقسامات السياسية إلى تدهو ثقة المواطن في الأحزاب والنظام السياسي

أصبحت الأحزاب السياسية مرتبطة بالصراع، واختفت الأجواء الديمقراطية التي كانت تسود المشهد السياسي سابقًا

مجاهد القريضي، طالب في قسم التاريخ والعلوم السياسية بجامعة تعز، يقول لـ”المشاهد”: “إن عزوف الشباب عن الانضمام للأحزاب السياسية يعود إلى الصورة السلبية التي رسمتها الأحزاب لنفسها، والممارسات السياسية القائمة على التباينات والصراعات المستمرة

اليوم، المواطن اليمني يتجنب الانضمام إلى أي حزب سياسي، إذ أصبحت تُعتبر أدوات للصراع بدلاً من كونها منصات للحوار والعمل الوطني

الأولوية لدى معظم اليمنيين تتركز على تأمين احتياجاتهم الأساسية بدلاً من التفكير في المشاركة السياسية والأنشطة الحزبية

مجاهد القريضي، طالب في قسم التاريخ والعلوم السياسية بجامعة تعز، يقول لـ”المشاهد”: “إن عزوف الشباب عن الانضمام للأحزاب السياسية يعود إلى الصورة السلبية التي رسمتها الأحزاب لنفسها، والممارسات السياسية القائمة على التباينات والصراعات المستمرة، مما جعل الشباب يربطون الأزمة اليمنية بالأحزاب وصراعاتها المستمرة

اليوم، الأحزاب لم تعد تلبي احتياجات الشباب، بعد عجزها عن تحقيق البرامج والأهداف التي تسعى إليها

”يشير القريضي إلى أن هناك مخاوف لدى الشباب من الوقوع في دائرة التصنيفات الحزبية أو أن يتحولوا إلى أدوات تستخدمها الأحزاب في صراعاتها

يضيف: “ولهذا السبب، الكثير من المواطنين يرون أن الابتعاد عن الأحزاب السياسية، بخاصة في ظل الوضع الأمني والسياسي غير المستقر، يضمن لهم عدم تعرضهم للأذى من قبل أطراف الحرب

”في سبتمبر 2014، سيطرت جماعة الحوثي (أنصار الله) على صنعاء، وتغيرت الحياة السياسية في البلاد، وبدأ عهدًا جديدًا من الصراع العسكري والسياسي

العديد من القيادات الحزبية غادرت اليمن، وجرى البعض، وأضحى المشهد السياسي بائساً محبطًا

على الرغم من أن بعض قيادات الأحزاب السياسية التي خرجت من البلاد عملت على تشكيل تحالفات لاستمرار دورها في المشهد السياسي اليمني، إلا أن تلك التحالفات لا تتجاوز البيانات والاجتماعات، دون تقديم دور ملموس داخل اليمن

يضيف العزب: “الوضع الاقتصادي أثر على الواقع الحزبي في اليمن، نتيجة انشغال الناس بتوفير لقمة العيش، وبالتالي أصبحت ممارسة العمل الحزبي لها تبعات

”الظروف الاقتصادية والعمل الحزبيقفز معدل البطالة بين اليمنيين إلى نحو 60%، من 14% قبل الحرب في اليمن، وأحدثت الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد واقعًا مأساويًا ومعقدًا، في ظل تضاؤل فرص العمل في القطاع الخاص وتوقف إجراءات التوظيف في المصالح والمؤسسات الحكومية

يؤكد فخر العزب، عضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، أن العزوف عن العمل الحزبي ليس حكرًا على الشباب بل على جميع الفئات، وهذا يعود لضعف العمل الحزبي الذي تعرض لانتكاسة بفعل الحرب التي أدت إلى تراجع مظاهر العمل المدني في ظل سيطرة الجماعات المسلحة على المشهد السياسي

 يضيف العزب: “الوضع الاقتصادي أثر على الواقع الحزبي في اليمن، نتيجة انشغال الناس بتوفير لقمة العيش، وبالتالي أصبحت ممارسة العمل الحزبي لها تبعات

إن ضعف العمل الحزبي وتعقيداته يمثل اليوم عبء على من يمارس الأنشطة الحزبية

”يعتقد العزب أن تحسين الأحزاب السياسية لأدائها من خلال القيام بوظيفتها سيسهم في إقبال الشباب على العمل الحزبي، خاصة حين يرى الشباب مردودا لممارسة العمل الحزبي، بما في ذلك تمكينه من المناصب القيادية

يوضح: “هذا الأمر يستدعي تعديل الأنظمة الداخلية للأحزاب بما يتوافق مع متطلبات المرحلة، وبما يسهم في تمكين الشباب من قيادة الأحزاب ببرامج ورؤى تعطي الأحزاب السياسة الدور المناط بها

”خطى المقطري، طالبة جامعية في تعز، تقول لـ “المشاهد” إن الانخراط في العمل السياسي أصبح أمرًا ثانويًا بالنسبة لأغلبية الشباب اليوم، بل أراه ممارسة العمل الحزبي ترفًا في ظل الظروف المعيشية الصعبة

الحزبية… بلا جدوى في الوقت الحاضربعد عشر سنوات من الحرب، لا تزال الأحزاب والنّخب السياسية اليمنية عاجزة عن إنتاج رؤية، أو تحديد مسار وطني جامع، وكل يوم تتضاءل ثقة المواطن في الدور الإيجابي للأحزاب السياسية

خطى المقطري، طالبة جامعية في تعز، تقول لـ “المشاهد” إن الانخراط في العمل السياسي أصبح أمرًا ثانويًا بالنسبة لأغلبية الشباب اليوم، بل أراه ممارسة العمل الحزبي ترفًا في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها الشباب من البطالة وانعدام فرص العمل

تضيف: “التدهور الاقتصادي المستمر وتفاقم الأزمات الحياتية في اليمن دفع العديد من الشباب إلى تحويل أولوياتهم واهتماماتهم نحو تلبية احتياجاتهم الأساسية، وتأمين لقمة العيش، ولم يعد النشاط الحزبي مسألة تستحق الاهتمام

”ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير