اليمن خارج التصنيف العالمي للأجور ومستوى الرواتب والسعودية الأقل خليجياً
منذ 9 ساعات
كشفت بيانات موقع نومبيو (Numbeo)، المختص برصد تكلفة المعيشة ومستوى الرواتب وجودة الحياة حول العالم، في تحديثه لشهر يوليو 2025، عن فجوات صارخة في متوسط الراتب الشهري بعد الضرائب، حيث تصدرت سويسرا القائمة براتب يبلغ 7416 دولارا، بينما تذيلت دول مثل مصر وسورية المؤشر بأرقام تقل عن 150 دولارا شهريا
وتبرز هذه الفجوة كأحد أبرز ملامح اختلال توزيع الثروة عالميا، ما يطرح تساؤلات حول مدى عدالة النظام المالي العالمي، ودور السياسات الداخلية في تحسين أو تدهور مستويات المعيشة
وبحسب البيانات، بلغ متوسط صافي الراتب الشهري في سويسرا أعلى مستوى عالميا بقيمة 7416 دولارا، وهي الدولة الوحيدة التي تجاوزت حاجز الـ7000 دولار
ويعكس هذا الرقم ليس فقط ارتفاع الأجور الاسمية، بل قوة الاقتصاد السويسري، وانخفاض معدلات الضرائب على الأجور مقارنة بالخدمات الاجتماعية المقدمة
كما تتسم سوق العمل السويسري بالكفاءة العالية والطلب المرتفع على المهارات، وهو ما يرفع من تنافسية الوظائف ويزيد من المردود المالي للموظفين
خليجياً: السعودية في ذيل القائمةتتصدر قطر ترتيب دول مجلس التعاون الخليجي من حيث متوسط الراتب الشهري الصافي، إذ يبلغ وفق بيانات نومبيو نحو 3602 دولار، وهو الأعلى في المنطقة، ويعكس الفائض المالي الكبير والضريبة المنخفضة وسياسات التوظيف السخية
تليها الكويت بمتوسط دخل يبلغ 3075 دولارا، ثم الإمارات بـ3067 دولارا، حيث تتميز الأخيرة بتنوع اقتصادي أوسع، لا سيما في قطاعات العقارات والطيران والخدمات
وتأتي سلطنة عمان في المرتبة الرابعة خليجيا براتب متوسط قدره 2279 دولارًا، تليها البحرين بـ2194 دولارًا، ثم السعودية في المرتبة السادسة خليجيا بمتوسط دخل يبلغ 2160 دولارا رغم قوتها الاقتصادية وسوقها الكبير
ويعزى انخفاض ترتيب السعودية نسبيا إلى ارتفاع عدد السكان وتفاوت الأجور بين القطاعات، مقارنة بدول خليجية أقل عددا وأكثر سخاء في نظام الأجور
عربياً: سورية في القاع واليمن خارج التصنيففي ما يتعلق بالدول العربية غير الخليجية، تصدرت فلسطين هذه المجموعة بمتوسط راتب شهري صافٍ بلغ نحو 733 دولارا، وهو الأعلى ضمن هذا التصنيف، رغم التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها
يليها لبنان بمتوسط راتب يبلغ 561 دولارا، وهو رقم لا يعكس الواقع الفعلي لانهيار العملة والتضخم، بل يشير إلى الفجوة بين الرواتب في القطاع الخاص والعملات الأجنبية مقارنة بالقطاع العام
جاء العراق في المركز الثالث بين الدول العربية غير الخليجية، بمتوسط دخل قدره 555 دولارا، رغم امتلاكه ثروات نفطية كبيرة، ما يعكس سوء توزيع الموارد وغياب الاستقرار الإداري
أما مصر، فاحتلت مرتبة متأخرة بمتوسط دخل لا يتجاوز 146 دولارا شهريا، في ظل تضخم مرتفع وتآكل حاد للقوة الشرائية للجنيه المصري
فيما جاءت سورية في قاع الترتيب العربي كأدنى دخل مسجل على الإطلاق، بمتوسط لا يتعدى 47 دولارا شهريا، وهو ما يبرز واقع الانهيار الاقتصادي شبه الكامل وغياب أي منظومة تعويضية تحمي الدخل الفردي في ظل الحرب والعقوبات وانهيار سعر الصرف
يُلاحظ أن اليمن لم يُدرج في تصنيف نومبيو، ما يعكس حالة الانهيار المالي والإداري بفعل الحرب وتوقف النشاط الاقتصادي في مناطق واسعة من البلاد
دول عربية خارج التصنيفغاب اليمن عن تصنيفات نومبيو الرسمية، نتيجة لانهيار النظام المصرفي، وتعدد السلطات، وغياب آليات إحصائية موحدة لجمع البيانات
ومع ذلك، تشير تقديرات منظمات دولية إلى أن متوسط الراتب الشهري في اليمن لا يتجاوز 30 إلى 70 دولارا، ما يضعه فعليا في مرتبة توازي سورية أو تقل عنها
كما لم تظهر ليبيا في التصنيف، على الأرجح بسبب الانقسام السياسي وضعف مصادر البيانات الرسمية، لكن التقديرات غير الرسمية تضع دخلها الشهري في حدود 200 إلى 300 دولار
وكذلك جاءت موريتانيا خارج التصنيف أيضا، نتيجة نقص البيانات الاقتصادية الدقيقة، لكن التقديرات الدولية تشير إلى متوسط راتب لا يتجاوز 150 إلى 180 دولارا شهريا
وتؤكد هذه الفجوات أن بعض الدول العربية قد خرجت مؤقتا من القدرة على قياس الحد الأدنى من الحياة الاقتصادية المنظمة