انخفاض معدلات التطعيم يهدد أطفال اليمن

منذ شهر

تعز – نوار الفهدبالتزامن مع أسبوع التحصين العالمي الذي يبدأ في الـ24 ويستمر حتى الـ30 من أبريل كل عام

يواجه اليمن تحديًا مقلقًا يتمثل بانخفاض معدلات تطعيم الأطفال؛ ما يشكل تهديدًا لمستقبلهم

فبحسب تقرير صادر عن منظمة اليونيسيف عام 2024، لا يتلقى جرعات التطعيم الكاملة سوى أقل من 30% من أطفال اليمن

وتتراوح أعمار هذه النسبة ما بين 2 – 3 سنوات؛ الأمر الذي ينذر بانتشار الأوبئة

يأتي هذا في ظل ممارسة التضليل بشأن اللقاحات من بعض مسئولي جماعة الحوثي في المناطق الخاضعة لسيطرتها

وتسبب هذا بعودة العديد من الأمراض التي كانت اليمن قد أعلنت خلوها منها قبل 2014

ويتحدث مدير برنامج التحصين الموسع في مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة تعز (جنوب غربي اليمن)، فهد النمر، عن معدلات التحصين

ويقول لـ”المشاهد”: إن هناك انخفاضًا في معدل أخذ الأطفال للقاحات خلال الثلاث السنوات الأخيرة

بالتزامن مع أسبوع التحصين العالمي الذي يبدأ في الـ24 ويستمر حتى الـ30 من أبريل كل عام، يواجه اليمن تحديًا مقلقًا يتمثل بانخفاض معدلات تطعيم الأطفال؛ ما يشكل تهديدًا لمستقبلهم، وبحسب تقرير صادر عن منظمة اليونيسيف عام 2024، لا يتلقى جرعات التطعيم الكاملة سوى أقل من 30% من أطفال اليمن؛ الأمر الذي ينذر بانتشار الأوبئةوأوضح أن 17,232 طفلًا دون سن العام لم يتلقوا اللقاحات بمديريات تعز الخاضعة للشرعية، من أصل 206,247 طفلًا

مرجعًا أسباب انخفاض معدل تطعيم الأطفال إلى عدة عوامل، منها تدني مستوى الوعي لدى السكان بأهمية اللقاحات

بالإضافة إلى انتشار الشائعات بعدم مأمونية اللقاحات، وبأنها تسبب أمراضًا عديدة مثل العقم

ويضيف النمر: من أبرز أسباب انخفاض معدلات التطعيم أيضًا هو منع جماعة الحوثي تنفيذ أنشطة وحملات تطعيم للأطفال في مناطقها

ويؤدي هذا إلى حرمان شريحة أطفال واسعة في اليمن من حقهم في الحصول على التحصينات الأساسية التي يحتاجونها

ويشير النمر إلى أن النزوح والتنقل المستمر للمواطنين نتيجة ظروف الحرب يزيد من صعوبة الوصول إلى الأطفال المستهدفين بالتطعيم

لافتًا إلى أن مكتب الصحة يبذل جهدًا لتتبع النازحين وتطعيم أطفالهم، لكن التنقلات المتكررة تشكل عائقًا حقيقيًا أمام هذه الجهود

إلى جانب مجمل الأسباب السابقة، يضيف مدير الترصد الوبائي في مكتب الصحة العامة والسكان بتعز، ياسين عبد الملك، مجموعةً من العوامل

معتبرًا أن نزوح المواطنين أو انتقالهم إلى مناطق جديدة، يجعلهم يتأثرون -في الغالب- بعادات وتقاليد المناطق التي انتقلوا إليها

ويزيد عبدالملك، خلال حديثه لـ”المشاهد”: أهالي بعض المجتمعات التي تستضيف النازحين ومشائخهم يرفضون فكرة أخذ اللقاحات لأسباب دينية وغيرها

ويعود ذلك إلى تأثرهم بالأفكار والشائعات المنتشرة عن اللقاحات؛ ولهذا يهملون تطعيم أبناءهم

من جانبه، يوضح طبيب الأطفال، عبدالقوي المخلافي، أن أهمية اللقاحات تكمن في تعزيز مناعة الطفل -خلال مرحلة الطفولة-

وتعزيز حمايته ضد الأمراض المعدية، مثل شلل الأطفال، الحصبة، الكزاز، الدفتيريا، السعال الديكي، والتهاب الكبد الوبائي، وغيرها

ويتعرض الطفل لاحتمال الإصابة بالعديد من الأمراض أثناء مخالطته لطفل مريض أو شخص حامل للفيروس المعدي، بحسب المخلافي

ويضيف لـ”المشاهد”،: عدم أخذ الأطفال للقاحات يجعلهم عرضة للإصابة بهذه الأمراض المعدية، وقد تؤدي إلى إصابتهم بمضاعفات صحية خطيرة

بالإضافة إلى احتمالات حدوث إعاقات دائمة لدى الأطفال، أو إلى الوفاة في بعض الحالات

ويشير المخلافي إلى أن اليمن شهدت خلال الفترة الأخيرة انتشارًا لتلك الأمراض التي كان قد تم القضاء عليها نهائيًا قبل الحرب

مرجعًا سبب ذلك إلى التهاون في أخذ اللقاحات؛ نتيجة ما تم ترويجه في بعض المجتمعات والأسر من شائعات حولها

المخلافي: تكمن أهمية اللقاحات في أنها تعزز مناعة الطفل، وتقوّي حمايته ضد الأمراض المعدية، مثل شلل الأطفال، الحصبة، الكزاز، الدفتيريا، السعال الديكي، والتهاب الكبد الوبائي، وغيرها، حيث يتعرض الطفل لاحتمال الإصابة بالعديد من الأمراض أثناء مخالطته لطفل مريض أو شخص حامل للفيروس المعدييقول مدير الترصد الوبائي في مكتب الصحة بتعز، ياسين عبدالملك، إن انخفاض معدل أخذ اللقاحات أدى إلى عودة انتشار الأمراض والأوبئة

مشيرًا إلى تفشي الدفتيريا، الحصبة، والكزاز الوليدي، خلال السنوات الماضية

وزاد: “الحصبة” الأكثر انتشارًا خلال العام الجاري في تعز، حيث بلغت حالات الاشتباه بالحصبة، 614 حالة، منها 4 حالات وفاة

ويتفق مدير برنامج التحصين بمكتب الصحة في تعز، فهد النمر، مع الرأي القائل إن انخفاض معدلات التحصين يؤدي لعودة الأمراض

ويكشف أن هناك تدفقًا كبيرًا للسكان من مناطق سيطرة جماعة الحوثي -التي تمنع حملات التحصين- إلى مناطق الحكومة في تعز

ويشكل هذا -بنظر النمر- عبئًا إضافيًا على مكتب الصحة في المدينة؛ كون أطفال هذه المناطق لم يتلقوا اللقاحات

ويؤدي هذا إلى زيادة انتشار الأمراض في أوساط الأطفال داخل مناطق الحكومة المعترف بها

وللحد من انخفاض معدلات التطعيم، يقترح مدير الترصد الوبائي بمكتب الصحة في تعز، مجموعة من الحلول والمعالجات

ويدعو ياسين عبدالملك إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التطعيم ضد الأمراض التي قد تصيب الأطفال نتيجة عدم أخذهم اللقاحات

ويشير إلى أهمية الدور الحيوي لوسائل الإعلام في توعية الأسر بأهمية تطعيم أبنائهم ومخاطر الأمراض الناجمة عن إهمال التحصين

كما طالب بضرورة محاربة الشائعات والمعلومات المضللة التي قد تثني الأهالي عن تطعيم أطفالهم

النمر: انخفاض معدلات التحصين يؤدي لعودة الأمراض، حيث أن هناك تدفقًا كبيرًا للسكان من مناطق سيطرة جماعة الحوثي -التي تمنع حملات التحصين- إلى مناطق الحكومة المعترف بها في تعز؛ ما يشكل عبئًا إضافيًا؛ كون أطفال هذه المناطق لم يتلقوا اللقاحات؛ ويؤدي هذا إلى زيادة انتشار الأمراض في أوساط الأطفال داخل مناطق الحكومة المعترف بهاوفيما يتعلق بالجهود العملية التي يبذلها مكتب الصحة للحد من هذه المشكلة

يقول عبدالملك لـ”المشاهد”: “نقوم بتتبع الحالات المصابة بالأمراض عند وصول البلاغات إلينا من المجتمع أو المرافق الصحية

ويتم النزول الميداني لفريق الاستجابة السريعة بإدارة الترصد الوبائي إلى المناطق المبلغ عنها بحالات الإصابة بأي مرض من أمراض الطفولة”

ويوضح أن الفرق تقوم بعمل “تحزيم” لتلك الحالات؛ للحد من انتشار العدوى، سواءً كانت في المستشفى أو بالمنازل

كما أن البحث لا يقتصر على المنطقة المبلغ عنها فقط، بل يتم تتبع الحالات المخالطة للمصابين في محيط 25 منزلًا

وذلك بهدف الكشف عن أي إصابات جديدة، وتطعيم الأطفال الذين لم يأخذوا اللقاحات ومعالجة الحالات المصابة

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير