انهيار العملة في اليمن: حرب إضافية على المواطن
منذ 3 أشهر
تعز- عدي الدخينييستمر انهيار سعر الريال اليمني أمام العملات الأجنبية في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، ويزداد ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل متسارع، مما يخلق تحديًا اقتصاديُا جديدًا وعبئًا ماليًا على الملايين من اليمنيين
خلال الأيام الماضية، تجاوز سعر صرف الدولار الأمريكي، ألفي ريال يمني في مدينة عدن ومناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وتسبب ذلك بحالة من الغضب والإحباط لدى المواطنين، حيث سيسهم الانهيار الجديد للريال اليمني بتعميق المعاناة الإنسانية التي تمر بها الكثير من العائلات في اليمن
ماجد عبد المجيد، معلم تربوي في مدينة تعز، يقول لـ “المشاهد”: “كل يوم، يصبح توفير متطلبات المعيشة أمرًا صعبًا في ظل تدهور العملة والارتفاع المستمر في أسعار المواد الغذائية
راتبي لا يتجاوز100 ألف ريال، ما يعادل 200 ريال سعودي بسعر الصرف الحالي
ماذا أفعل بهذا المبلغ؟”يصف عبد المجيد الوضع المعيشي بـ “الكارثي”، ويخشى من استمرار تدهور الوضع الاقتصادي في ظل غياب الحلول الفعالة من قبل الحكومة اليمنية
ماجد عبد المجيد، معلم تربوي في مدينة تعز، يقول لـ “المشاهد”: “كل يوم، يصبح توفير متطلبات المعيشة أمرًا صعبًا في ظل تدهور العملة والارتفاع المستمر في أسعار المواد الغذائية
راتبي لا يتجاوز100 ألف ريال، ما يعادل 200 ريال سعودي بسعر الصرف الحالي
ماذا أفعل بهذا المبلغ؟”أسعار المواد الغذائيةبعد الانهيار الأخير للريال اليمني، قفزت أسعار المواد الغذائية سريعًا في كل المحال التجارية
المواد الأساسية، مثل الدقيق والأرز والسكر، من ضمن المنتجات التي ارتفع سعرها، ويعد هذا الارتفاع حربًا إضافية على المواطن، وفشلًا جديدًا للحكومة اليمنية
في مدينة تعز، وصل سعر كيس الدقيق (50 كيلو جرامًا) إلى نحو 47,500 ريال هذا الأسبوع بعد أن كان سعره الأسبوع الماضي 45,000 ريال
ووصل سعر القمح عبوة (50 كيلو جرامًا) إلى 42,000 ريال بعد أن كان سعره الأسبوع الماضي 40,000 ريال
هذه الزيادات السعرية ستعمق الجوع وتضاعف معاناة المواطن
رانية جميل، ربة بيت في مدينة تعز، تقول لـ “المشاهد: “لم أكن أتوقع أن نصل إلى هذا الحال
على الرغم من أن الوضع المادي لأسرتي كان جيدًا خلال السنوات الأخيرة، إلا أن التزايد المتسارع للأسعار وانهيار العملة سيفرض علينا المعاناة، مثل الكثير من العائلات
”وفي يوم الأربعاء، أكتوبر 16، خرجت مظاهرة احتجاجية في مدينة تعز تطالب برحيل الحكومة، وندد المتظاهرون بفشل الجهات الحكومية في التعامل مع الملف الاقتصادي، وعبّروا عن استيائهم من انهيار سعر صرف الريال اليمني مقابل الدولار
يرى مختصون في الاقتصاد أن من أبرز مسببات تدهور قيمة الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية هو تزايد الفجوة بين العرض والطلب من العملات الأجنبية في السوق، وضعف الإنتاج المحلي، والمضاربة في العملة، والفشل في التحكم بالسوق المصرفي بسبب ضعف البنك المركزي والسياسيات البنكية المتصارعة في عدن وصنعاء
العملة الصعبة والانقسام النقدي هذا التراجع المتسارع للريال اليمني يتطلب من الحكومة اليمنية دراسة وتشخيص المشكلة ومعرفة الأسباب والعوامل التي أدت إلى انهيار العملة الوطنية، بشكل معمق، ومن ثم البدء بوضع المعالجات، والحفاظ على الاستقرار المطلوب للعملة الوطنية في سوق الصرف، وفقًا للصحفي الاقتصادي وفيق صالح
يرى صالح أن أسباب انهيار العملة هي شح العملة الصعبة في السوق المحلية، وتوقف المصادر المستدامة من العملة الصعبة للبنك المركزي، إضافة إلى الانقسام النقدي الذي أدى إلى استنزاف كبير للنقد الأجنبي في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية
يضيف لـ “المشاهد”: “هذا الوضع يتطلب من الحكومة اليمنية سرعة إعادة تفعيل وإنتاج الصادرات النفطية، وإعادة ضبط النظام المصرفي، وتنفيذ سياسة نقدية صارمة، وفرض رقابة شديدة على أسواق الصرف، ومكافحة المضاربين والمتلاعبين بالعملة، الذين ينشطون بشكل مكثف للتأثير على قيمة العملة المحلية
”تحسين مصادر الإيراداتتستطيع الحكومة اليمنية الحفاظ على قيمة العملة ومنع تدهورها من خلال تحسين مصادر الإيرادات، وفقًا للمحل الاقتصادي، فارس النجار
في حديثه لـ “المشاهد”، يقول النجار: ” لا زالت هناك أنظمة ضريبية وجمركية بحاجة إلى تطوير، ولا يزال هناك تهرب جمركي كبير، وبالتالي لا بد من رفع كفاءة تحصيل الإيرادات
”يقترح النجار تشكيل لجان اقتصادية للتركيز على ملفات رئيسية، مثل استئناف صادرات النفط، تحييد القطاع المصرفي وتوحيد السياسة النقدية، ودفع الأجور والمرتبات، إذ إن معالجة مثل هذه الملفات ستسهم في تحسين الوضع الاقتصادي والحفاظ على قيمة العملة الوطنية
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير