انهيار القوى الموالية لإيران هل يجبر جماعة الحوثي على الانصياع للسلام ؟
منذ 4 أشهر
عدن – شذى سعيد:تتراجع حظوظ جماعة الحوثي المدعومة من إيران في البقاء على ذات التصلب في المواقف من العملية السياسية في اليمن، واستعراض خيارات القوة العسكرية في كل محطة في مسار السلام تتقاطع مع ضمان بقائها عسكريًا، والفاعل السياسي الأهم والأقوى في اليمن بعد انهيار القوى السياسية والعسكرية الموالية لإيران في لبنان، ممثلًا في حزب الله، وفي سوريا ممثلًا بنظام بشار الأسد الذى تم إنهاؤه مؤخرًا
بالإضافة إلى تولي ترامب الإدارة الأمريكية بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية التي أقيمت في الخامس من نوفمبر الماضي، وهذا حسب محللين سياسيين يحمل توجهات سياسية أكثر صرامة في التعامل العسكري بخصوص الحرب في اليمن، حسب تصريح له
كان وزير خارجية جماعة الحوثي قال في تصريح لوكالة “سبأ” بنسختها الحوثية، إن “موقف صنعاء واضح، ولا يحتمل أي لبس بشأن استعدادها الفوري للتوقيع على خارطة الطريق”
وفي هذا السياق، يقول المحلل السياسي ورئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية، عبدالسلام محمد: ليس أمام الجماعة الحوثية الآن سوى الإسراع إلى اتفاق سياسي
أو ملاقاة انهيار عسكري، بحسب تعبيره
ويضيف محمد، في حديثه لـ”المشاهد”: العقوبات التي فُرضت على قيادات الجماعة، والخلافات الداخلية، هي واحدة من التداعيات لهذا الانهيار، وقد تؤدي إلى انقسام الحركة نفسها، وإضعافها وربما تفككها
ويرى أن هذه التداعيات تشكل ضغوطًا على الجماعة ستدفعهم للاتفاق من أجل تجنب سيناريو الحرب، مشيرًا إلى أن انتهاء الصراع في اليمن يكون بانتهاء الحركة الحوثية من خلال هزيمتها عسكريًا، أو باتفاق سياسي ينهيها تمامًا، بدلًا عن منحها دورًا سياسيًا قادمًا
وبعد عقد من الحرب، لايزال المشهد السياسي اليمني عالقًا في دهاليز وأروقة القوى الكبرى، ويصعب التكهن بما هو قادم، إلا أنه يمتاز بالإرباك، كون ما حدث في سوريا مفاجئًا ومتسارعًا، كما يصف ذلك الباحث في علم الاجتماع السياسي، مصطفى ناجي الجبزي
ويقول الجبزي، في حديثه لـ”المشاهد”: يتضح الإرباك من طرف الجماعة الحوثية أكثر، خشية من أن يأتي الدور عليهم، بخاصة أن إسرائيل -كما نرى- مطلقة اليد
هذه الفترة “برزخية” بانتظار وصول الإدارة الأمريكية الجديدة للبيت الأبيض، مطلع العام القادم، والتي ستتضح الخيارات فيها أكثرويشير إلى وجود تعقيدات كبيرة تقف أمام توقعات الشارع اليمني الذي يطمح لتحرك مماثل للأطراف المناوئة للحوثي على غرار ما حدث في سوريا
ويرى بأن جماعة الحوثي ستقدم مرونة سياسة أكبر، مستغلة عدم رغبة السعودية في الذهاب إلى حرب، واصفًا هذه المرونة بـ”التكتيك”، بهدف الانحناء أمام الموجة، ثم العودة إلى ذات السلوك السابق
ويرجح عدم توقف جماعة الحوثي عن التصعيد، معللًا انخراط الجماعة في محور إيران، وتأديتها عملًا وظيفيًا ضمن المحور الذي لا تستطيع الانفكاك عنه، بحسب قوله
الجبزي رجح أيضًا استمرار تصعيد أعمال الجماعة في البحر الأحمر وتجاه إسرائيل، وتعرض اليمن لضربات متصاعدة، نافيًا حدوث تحول جذري، معتبرًا هدف الضربات مجرد تأكيد الرد على المنشآت الحوثية
وبحسب الجبزي، فإن هذه الفترة “برزخية” بانتظار وصول الإدارة الأمريكية الجديدة للبيت الأبيض، مطلع العام القادم، والتي ستتضح الخيارات فيها أكثر، إما بتعمق العمليات العسكرية الأمريكية ورفعها إلى مستوى أعلى، أو بقائها بذات المستوى من القصف والقصف المضاد
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير