باحث سياسي: السياسة الأمريكية تجاه اليمن تشهد جموداً غير مسبوق منذ عقدين والسعودية باتت الطرف الأكثر تأثيراً
منذ 5 ساعات
قال الباحث اليمني المقيم في واشنطن، محمد الباشا، إن السياسة الأمريكية تجاه اليمن تمر حالياً بمرحلة جمود غير مسبوقة منذ أكثر من عشرين عاماً، مشيراً إلى أن هذا الجمود انعكس في تقلص عدد المسؤولين المعنيين بالملف اليمني داخل البعثات الدبلوماسية الأمريكية، وتراجع مستوى الانخراط الرسمي وغير الرسمي من مختلف المؤسسات الحكومية، بما في ذلك الدوائر الأمنية والعسكرية والكونغرس
وأوضح الباشا، في حسابه على منصة إكس، أن واشنطن ما تزال تنظر إلى اليمن من زاوية ضيقة ترتبط بالأمن القومي، دون تبني رؤية شاملة أو استراتيجية واضحة للتعامل مع تعقيدات الملف اليمني
وأشار الباشا إلى أن الجمود الأمريكي ترافق مع تجميد معظم برامج المساعدات والمشاريع التنموية في مختلف مناطق اليمن، ضمن توجهات إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التقشفية، والتي قد تستمر في حال عودته إلى البيت الأبيض
وعلى الصعيد السياسي، رأى الباشا أن السعودية باتت الطرف الأكثر تأثيراً في مسار الملف اليمني، تليها الإمارات العربية المتحدة وإن بدرجة أقل، فيما لا تزال العاصمة العُمانية مسقط تحتفظ بدورها كمركز رئيسي للجهود الدبلوماسية والوساطة الدولية
وتوقع الباحث أن تشهد الفترة المقبلة تصاعداً في الأدوار الأوروبية، خاصة من قبل المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى جانب تحركات صينية وروسية متزايدة، يقابلها تدخل دبلوماسي هادئ من دول مثل قطر ومصر وتركيا
وفيما يخص أنصار الله (الحوثيين) وعلاقاتهم بإيران ومحور المقاومة، أشار الباشا إلى أن إسرائيل باتت تُظهر اهتماماً متزايداً بهذا الملف، وهو ما يعكس تحولاً في أولويات بعض الأطراف الإقليمية تجاه مستقبل الصراع في اليمن
وختم الباشا تساؤلاته بطرح مفتوح حول ما إذا كان الجمود الأمريكي الراهن مجرد حالة انتقالية مؤقتة أم بداية لتحول جذري في السياسة الأمريكية تجاه اليمن
يُذكر أن محمد الباشا هو باحث وخبير في الشأن اليمني، عمل مستشاراً إعلامياً في السفارة اليمنية بواشنطن لعدة سنوات، ويُعرف بكتاباته التحليلية حول التفاعلات الإقليمية والدولية المتعلقة باليمن