باحث يمني: الحوثيون يعيشون مأزقًا مزدوجًا
منذ 2 ساعات
قال الباحث في الشؤون اليمنية والإقليمية والمدير التنفيذي لمؤسسة باشا ريبورت للاستشارات الأمنية، محمد الباشا، إنّ خطاب زعيم ميليشيا الحوثيين، عبدالملك الحوثي، الذي تم بثه، اليوم الخميس، حمل مزيجًا من الحداد والتحدي، إذ اعترف علنًا بمقتل رئيس هيئة الأركان في قواته اللواء محمد عبدالکريم الغماري، أحد أبرز قادته العسكريين منذ بداية الحرب في اليمن
وأوضح الباشا أن الحوثي استخدم مقتل الغماري، إلى جانب إحياء ذكرى وفاة يحيى السنوار، لتغذية خطاب الصمود وتثبيت شرعية “المقاومة العابرة للحدود”، مكرّساً صورة الحركة كجزء من محورٍ إقليمي موحّد ضد إسرائيل والولايات المتحدة
وأضاف الباشا أن الخطاب، الذي يُعدّ الخامس بعد المئة منذ حرب غزة، قدّم المأساة كـبرهان على الثبات لا دليل على الضعف، في محاولة لطمأنة الأنصار وحفظ تماسك الجبهة الداخلية
وأشار الباشا إلى أن الحوثي تجنّب الخوض في تفاصيل الضربة التي أودت بالغماري، مفضلاً التركيز على ما وصفه بـتطور القدرات في الجو والبر والبحر، معتبرًا ذلك يعكس سعيًا لاحتواء الأثر النفسي والعسكري لفقدان أحد أهم مهندسي العمليات الخارجية للجماعة
وفي جانبٍ آخر، رصد الباشا تصعيدًا لافتًا ضد المنظمات الدولية، حيث اتهم الحوثي وكالات تابعة للأمم المتحدة بإيواء خلايا تجسس، وهو ما وصفه الباحث بأنه تمهيد لبيئة قمعية جديدة تستهدف موظفي الإغاثة والمجتمع المدني تحت ذريعة الأمن القومي
ولفت الباشا إلى أن الحوثي ضاعف من جرعة الخطاب البحري، زاعماً أن عملياته في البحر الأحمر غيّرت موازين الردع، وأن الأمريكيين فشلوا في حماية الملاحة، بل وذهب إلى القول إن حاملات الطائرات أصبحت عبئاً على واشنطن
واعتبر الباحث أن مثل هذه الادعاءات تهدف إلى تعويض الخسائر الرمزية والعسكرية بتضخيم الانتصارات الدعائية
وختم الباشا تحليله بالقول إن الخطاب الأخير يعكس مأزقاً مزدوجاً لدى الحوثيين: محاولة الحفاظ على زخم “جبهة غزة” كمبرر للعمليات الخارجية، وفي الوقت ذاته امتصاص الصدمة الداخلية الناتجة عن خسارة قيادات عسكرية عليا، في وقتٍ تتزايد فيه مؤشرات التوتر مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية العاملة في مناطق سيطرة الجماعة