باحث يمني يكشف عن قطعة أثرية نادرة تعرضها مزاد في يافا.. رأس سيدة من القرن الأول قبل الميلاد

منذ 4 ساعات

كشف الباحث اليمني عبد الله محسن، المختص بتتبع آثار اليمن، عن عرض قطعة أثرية نادرة في أحد المراكز الأثرية بمدينة يافا، تتمثل في رأس سيدة من الرخام يعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، ويبلغ ارتفاعها 8

3 سم

وتمتاز القطعة بتسريحة شعر مموجة أنيقة مع فرق في المنتصف، فيما فقدت حدقتا العينين مع بقاء المادة السوداء التي كانت تُستخدم لتثبيتهما، بينما يظهر الأنف متضررًا جزئيًا لكنه في حالة جيدة جدًا

وأوضح محسن أن دار المزادات لم تحدد موطن القطعة الأصلي أو مالكها الأخير، على عكس معظم المعروضات الأخرى التي تُوثّق أصولها بوضوح، ما يثير تساؤلات حول مصدرها ومسار انتقالها

وأشار الباحث إلى أن صورة الرأس أعادته إلى ذاكرته رأس فتى يافع أثري، وصفه رئيس هيئة الآثار والمتاحف اليمنية الدكتور أحمد باطايع بأنه ذو ملامح جميلة وشعر طويل مفروق من الوسط على هيئة ضفائر، مؤكداً أن التشابه بين القطعتين كبير، بما في ذلك تضرر مقدمة الأنف في كل منهما

ولفت محسن إلى أن خبراء الآثار انقسموا حول تحديد هوية الرأس؛ فبينما رأى بعضهم أنه قد يكون من الآثار اليمنية، رجّح آخرون أن يعود إلى حضارة الحضر مملكة عربايا أو إلى مدينة تدمر، محذرًا من أن إخفاء موطن بعض القطع الأثرية بات ظاهرة متكررة في المزادات العالمية، ما يعقد عملية تتبعها وتوثيقها

وتأتي هذه الواقعة ضمن سلسلة مستمرة من عمليات تهريب وبيع الآثار اليمنية في الأسواق والمزادات الدولية منذ اندلاع الحرب، إذ وثقت تقارير محلية ودولية عرض عشرات القطع اليمنية في مزادات بأوروبا، الولايات المتحدة، وإسرائيل، من بينها تماثيل قديمة تعود لممالك سبأ وقتبان وأوسان، إضافة إلى نقوش حجرية وقطع معمارية نادرة

ويشير خبراء الآثار إلى أن اليمن، أحد أعرق مواطن الحضارات العربية القديمة، فقد خلال السنوات الأخيرة مئات القطع الأثرية نتيجة النهب والتهريب وضعف الرقابة، مما دفع السلطات والباحثين إلى الدعوة لجهود دولية عاجلة لوقف نزيف الإرث الثقافي وحمايته من التلاشي في الأسواق العالمية