برد الشتاء يعمق معاناة النازحين 

منذ سنة

يحل فصل الشتاء كل عام، وتحل معه معاناة إضافية لآلاف النازحين في عدد من المحافظات اليمنية

العديد من الأسر النازحة لا زالت تعيش في المخيمات لسنوات، ومع مرور الوقت، تهالكت تلك الخيام، ولم تعد كافية لحمايتهم من حر الشمس وبرد الشتاء

سعيد راجح، 35 عاما، نازح في مديرية المعافر بتعز، يقول ل ”المشاهد“: “نحن في مخيم البيرين نعاني كثيرا، بخاصة مع فصل الشتاء، ولا نستطيع تحمل شدة البرد هذا العام، ونفتقر للمساعدات الإغاثية، ولا يوجد لدينا أي وسائل تدفئة كالبطانيات واللباس الثقيل، ولا مأوى يقينا من البرد”

يعيش راجح مع أسرته في المخيم، كأحد نازحي الحرب في تعز، وليس له سوى الطرابيل المهترئة التي يتخذها كمنزل

في الوقت الحاضر، يجد راجح نفسه عاجزا عن حماية أسرته من مخاطر البرد القارس في هذا الشتاء

في حديثه ل “المشاهد”، يقول راجح : “هذا العام البرد شديد مقارنة بالأعوام السابقة، ونخشى على أولادنا أن تصيبهم الأمراض الموسمية مثل الالتهابات الحادة والزكام والحمى، ولا نحصل على الرعاية الصحية، ولا يوجد لدينا المال لنشتري الأدوية التي يحتاجها أطفالنا”

التقرير الصادر عن مركز المعلومات بالمجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي في مطلع هذا العام أشار إلى أن المخيمات العشوائية بلغت ألفا و697 مخيما عشوائيا ومعزولا، تقطنها 199 ألفا و433 أسرة نازحة، وتضم مليونا و239 ألفا و581 فردا حتى نهاية ديسمبر 2022

ووثق تقرير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في اليمن نزوح 6 آلاف و460 أسرة مؤلفة من 35 ألفا و575 فردا منذ بداية العام الجاري 2023

عبد الواسع نعمان، مندوب مخيم النازحين في البيرين ، يقول ل ”المشاهد“ إن مآسي النازحين لا حصر لها، كونهم لا يجدون أبسط مقومات الحياة المعيشية كالمأكل والمشرب والملبس، والبطانيات، ولهذا السبب تكون معاناتهم أشد في الشتاء

بحسب نعمان، هناك 316 أسرة تتكون من أربعة آلاف فرد في مخيم البيرين ، وكلهم يعيشون ظروفا صعبة في ظل غياب المنظمات وبعض الجهات المعنية، كما يعانون من غياب رعاية صحية، وإيواء يقيهم من البرد هذا الشتاء

يضيف: “بعد تراجع الدعم الذي تقدمه منظمة الهجرة الدولية، أصبح النازحون في المخيم يعيشون في وضع مأوساوي، ويفتقرون لأبسط الحقوق، ولم يحصلوا على أي مساعدة من أي جهة أو منظمات دولية”

في مخيم جبل زيد في مديرية المعافر بتعز، العديد من الأسر النازحة تعيش حياة لا تخلو من الجوع والمرض

فيصل بشير، نازح في مخيم جبل زيد، يقول ل “المشاهد”: “نقطن هنا في هذه المخيمات المتهالكة منذ ست سنوات، وتزيد معاناتنا عند هطول الأمطار، حيث تغرق مخيماتنا، ولا نجد مأوى بديلا”

يضيف: “أطفالنا تتعرض للأوبئة والأمراض الشتوية من شدة البرد، وأصبحنا نتسول في الأسواق والمناطق المجاورة لتوفير لقمة العيش وقيمة الدواء

ولدي الأصغر في الصف الخامس، كان يذهب للمدرسة في العام الماضي، لكنه توقف هذا العام عن التعليم، وبدأ يعمل في جمع القوارير الفارغة، وببيعها حتى يوفر لنا جزءا من قيمة الغذاء”

يقول بسام الحداد، مدير الوحدة التنفيذية للنازحين بمديرية المعافر، في حديثه ل ”المشاهد“، هناك ستة آلاف وثمانمائة أسرة من النازحين في المديرية، ولا يزال توفير احتياجاتهم يمثل تحديا صعبا

يعيش نحو 300 ألف نازح في تعز ظروف إنسانية صعبة نتيجة تراجع الأمن الغذائي، وافتقارهم للاحتياجات الأساسية المتعلقة بالصحة والتعليم وسبل العيش الكريم، بحسب الحداد

ويؤكد أن معاناة النازحين تتضاعف في الشتاء، وتزيد احتياجاتهم للمواد الغذائية والملابس والحقائب الشتوية

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير