بشرى السعدي في مهمة الدفاع عن حقوق المرأة في أبين

منذ 3 أشهر

أبين- إياد الشرعبي في عام 2013، شاركت بشرى السعدي في “مؤتمر تواصل الشباب” في صنعاء، الذي كان بمثابة نقطة تحول في حياتها

حينها مثلت محافظة أبين، ونقلت صوت النساء وتطلعاتهن

شكل هذا المؤتمر أول منصة لبشرى لتقديم نفسها كناشطة مجتمعية تطمح إلى تحقيق تغيير ملموس في مجتمعها، حيث تمكنت من الوصول إلى شبكات دعم وتوطيد علاقاتها مع ناشطات من مختلف المحافظات اليمنية

اليوم، تقف بشرى السعدي كمدافعة شجاعة عن حقوق النساء في محافظة أبين، وترأس مؤسسة معًا نرتقي لرعاية المرأة والطفل التي يقع مقرها في مديرية خنفر، مدينة جعار، وتنفذ أنشطتها في جميع مديريات المحافظة

نشأت بشرى في بيئة يغلب عليها التمسك بالتقاليد الاجتماعية الصارمة التي تحرم المرأة من العديد من الحقوق

لكنها لم تستسلم، وتمسكت برؤيتها الواضحة وإصرارها الكبير على تحمل المسؤولية والاهتمام بقضايا المرأة

التوقف عن دراسة الطبقبل سنوات، تعرضت بشرى لأزمة صحية قاسية عندما كانت طالب في السنة الرابعة في كلية الطب

فجأة، أصيبت بشلل استمر لأربعة أشهر

تقول بشرى: “توقفت عن الحركة تمامًا، وتوقفت معها أحلامي بالدراسة

كانت تجربة صعبة، ليس فقط على المستوى الصحي، بل أيضًا على المستوى النفسي”

بعد تعافيها، لم تتمكن بشرى من استكمال دراستها الطبية بسبب الظروف المادية، وقررت حينها التوقف عن دراسة الطب لتبدأ مسيرة جديدة في العمل المجتمعي

تقول: “خروجي من دراسة الطب لم يكن النهاية، بل كان بداية جديدة لخدمة مجتمعي من زاوية أخرى

”قررت بشرى مواصلة دراستها الجامعية عن بُعد، واختارت الالتحاق بتخصص القانون

تقول بشرى: “كان اختياري لدراسة القانون خيارًا مدروسًا

أردت تخصصًا يمكنني من مساعدة الآخرين بطريقة فعّالة، ويتيح لي تحقيق أهدافي في دعم النساء”

اليوم، تقترب بشرى من إكمال سنتها الأخيرة في الجامعة، وتطمح إلى أن تمكنها دراستها القانونية من خدمة النساء بشكل أفضل، خاصة في المسائل القانونية المتعلقة بحقوق المرأة

تؤكد إن خلفيتها الطبية وتجاربها العملية في المجال الصحي مكنتها من فهم التحديات الصحية التي تواجهها النساء والأطفال في مجتمعها

تضيف: “عملت في برامج الرصد الوبائي، والتحصين، والتغذية، وتعلمت عن قرب حجم التحديات الصحية التي تعاني منها المجتمعات المحلية في أبين

”التحدياتلم تقتصر التحديات التي واجهتها بشرى على الجانب الصحي، بل شملت أيضًا تحديات اجتماعية وأمنية

تشير في حديثها إلى “المشاهد” إلى أن مؤسسة معًا نرتقي تتعرض للانتقادات والتهديدات من جماعات دينية متطرفة

 تضيف: “يستخدم المتطرفون المساجد ووسائل الإعلام للتحريض ضدنا، ووصفوا مؤسستنا بأنها منبع فساد

على سبيل المثال، أطلقنا مبادرة رسومات الظل لزيادة الوعي المجتمعي، لكننا فوجئنا بتحريض الجماعات المتشددة ضدنا، حتى قاموا بمحو الرسومات وشنوا حملات في المساجد

هذه الحملة أثرت بشدة على النساء والفتيات ودفعتهن إلى العزلة خوفًا من التهديدات

”وفقًا لبشرى، العديد من النساء كنّ يشاركن في الأنشطة المجتمعية، لكن بسبب التهديدات أصبحن أكثر خوفًا، وهذا الأمر يتطلب دعم نفسي مكثف للتغلب على هذه الظروف، ويعد تعزيز الوعي المجتمعي والدعم النفسي للنساء من الأمور الأساسية لتمكينهن

وتشير إلى أن الوضع الأمني في المحافظة في المناطق النائية يعقد الأمور، حيث إن الجماعات المتطرفة تعيق حرية حركة النساء وتمنعهن من الوصول إلى الخدمات الأساسية

تمكين المرأةتؤكد بشرى أن مؤسسة معًا نرتقي لن تتوقف عن نشر الوعي، وتعزيز حقوق النساء في محافظة أبين

توضح: “نحن بحاجة إلى برامج توعية وتدريب للنساء، بالإضافة إلى توفير الدعم النفسي والمادي

تعاني المؤسسة من نقص التمويل، لكن هذا لن يمنعها من متابعة رسالتها

”ترى بشرى أن تمكين المرأة اليمنية في مراكز صنع القرار أمرًا يخدم المجتمع، لكن هذا التمكين لا يزال شكليًا

تضيف: “على الرغم من الحديث عن المشاركة السياسية للنساء، إلا أن الواقع يعكس تهميشًا واضحًا لدورهن، حيث يسيطر الرجال على المناصب الهامة

تحتاج النساء إلى دعم أكبر للوصول إلى مراكز القرار

”تختم حديثها، وتقول: “النضال من أجل حقوق النساء في محافظة أبين واليمن عمومًا مهمة مستمرة وصعبة، لكن الإيمان بحقوق النساء هو ما سيدفعني للمضي قدمًا

نسعى إلى التخلص من قيود العادات والتقاليد التي تعيق تقدم النساء، ونؤمن أن العدالة والمساواة هما الأساس في بناء مجتمع أفضل

”ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير