تجمعات شبابية تُقلق السكينة بتعز

منذ 3 أشهر

تعز – نجوى حسنتجمعات شبابية تقلق السكينة في تعز، اليمن

يتجمع شباب بعضهم يحمل السلاح، أمام المنازل وعلى شوارع الحارات، ليلا ونهارا

 يتخلل هذه التجمعات مضغ للقات، استماع إلى موسيقى صاخبة رقص يصحبه إطلاق نار في الهواء، وأحاديث بأصوات مرتفعة

هذه الظاهرة لا تشوه المظهر العام للأحياء السكنية فقط

إنها تثير الخلافات والمشاكل بين الشباب والأهالي

ليس هذا فحسب، بل تسبب القتل

في 31 ديسمبر الماضي، تطور خلاف بين شاب من هذه التجمعات إلى  جريمة قتل، راح  ضحيتها المواطن، سيف الشرعبي

فوق ذلك، تفاقم هذه التجمعات التلوث البيئي

مخلفات أوراق القات الممضوغة على حواف جدران المنازل وفي مداخل الحارات تثير القرف والاشمئزاز

  الجريمة ضد المواطن الشرعبي تحولت إلى قضية رأي عام

المتهم في القضية حسب أسرة المجني عليه مسلحا ينتمي للقوات الحكومية المعترف بها دوليًا

في الواقع، قتل المجني عليه، داخل حوش منزله، بعد دخوله في مشادة مع مجموعة من الشباب كانوا يتعاطون القات بجانب جدار بيته

لم يتم القبض حتى الآن على المتهم الرئيسي في القضية

ابنة الضحية، الصحفية اليمنية غدير الشرعبي، شهدت اللحظات الأخيرة لوالدها

لقد شاهدت المسلح يطلق الرصاص على والدها داخل حوش منزلهم

تقول لـ«المشاهد»: في 31 ديسمبر الماضي أطلق شاب مسلح يدعى “وليد شلعة” الرصاص الحي على صدر والدي

والدي كان يدافع عن عرضه، بعد اتخاذ هؤلاء الشباب جدار منزلنا مكانًا للسمر و”مضغ القات” وإزعاج الساكنين كل ليلة

”وكان المجني عليه قد تقدّم بالشكاوى إلى قسم شرطة عصيفرة ضد “وليد كامل” الملقب بـ”شلعة” بشأن التجمعات أمام منزل الأول

ولأن المتهم عضوا في القوات الحكومية فقد أشهر السلاح على والدها عندما اشتكى به بشأن التجمعات

من أجل الحد من هذه الظاهرة سيرت الشرطة المحلية سابقا دوريات لمنع هذه التجمعات ليلا

إلا أن هذه الدوريات توقفت، لتعود هذه التجمعات من جديد

المستشار الإعلامي لمدير عام شرطة تعز، الرائد يحيى العتواني، قال للمشاهد إن الأجهزة الأمنية (سابقا) كثّفت دورياتها الليلية بأحياء مدينة تعز لمنع تجمعات الشباب جوار المنازل ليلًا

” وقال إن الظاهرة “دخيلة على المجتمع”

مضيفا أن الحملات الأمنية ستعاود نشاطها ولن تتهاون مع المخالفين، داعيًا المواطنين إلى التعاون والإبلاغ عن أي تجمعات

وحول مستجدات قضية مقتل سيف الشرعبي، كشف العتواني أن الأجهزة الأمنية ضبطت 13 شخصًا على صلة بالقضية

وتابع: التحقيقات ما تزال مستمرة مع المضبوطين لجمع الأدلة وإحالة المتهمين المتورطين إلى النيابة العامة

مبينًا أن الأجهز الأمنية مستمرة في تعقب ومتابعة المتهم الرئيسي، وتكثيف الانتشار الأمني بمدينة تعز؛ للحفاظ على الأمن والاستقرار

بداية عام 2021 انتشرت ظاهرة الجلوس جوار المنازل داخل الأحياء السكنية

مجاميع الشباب ترأسهم حينها شخص يدعى “عبده القطامي”، الذي ابتدع هذه الظاهرة في حي المسبح وسط مدينة تعز

حيث يتخذ الشباب جدران المنازل مكانًا خاصًا للسهر ليلًا ومضغ القات والرقص

بعد وفاة القطامي -وهو والد زوجة المتهم “وليد شلعة”- استمر الأخير بتزعم هذه الظاهرة، وزاد من طقوس هذه التجمعات إطلاق الرصاص ليلًا

وهو ما فاقم مخاوف الأهالي، وبث الرعب في نفوس الأطفال والنساء داخل المنازل

تقول غدير: هشّموا سيارة والدي، وقطعوا أسلاك الهاتف الثابت، وهاجموا موظفًا حكوميًا بالاتصالات حاول إصلاح الضرر، وأحرقوا إطارات السيارات أمام المنزل

”غدير الشرعبي: هشّموا سيارة والدي، وقطعوا أسلاك الهاتف الثابت، وهاجموا موظفًا حكوميًا بالاتصالات حاول إصلاح الضرر، وأحرقوا إطارات السيارات أمام المنزل

”تقول “روان أحمد” اسم مستعار لأحد سكان مدينة تعز-: أصبحنا نعيش في خوفٍ دائم جراء هذه التجمعات، ونخشى اقتحام منازلنا أو سرقتها

” طلبت عدم نشر اسمها الحقيقي خوفا من انتقام الشباب الذين ينظمون هذه التجمعات

روان أحمد: أصبحنا نعيش في خوفٍ دائم من هذه التجمعات، ونخشى اقتحام منازلنا أو سرقتها

” طلبت عدم نشر اسمها الحقيقي خوفا من انتقام الشباب الذين ينظمون هذه التجمعات

وتزيد لـ«المشاهد»: تتضاعف مخاوفنا عندما يقومون بإطلاق النار والرقص على أصوات الموسيقى الصاخبة؛ ما يجعلنا نعيش في رعب طوال الليل

 وفي رسالة جماعية لمواطنين من تعز، طالبوا الأجهزة الأمنية بتفعيل آليات منع تجمعات الشباب من التجمع ليلاً في الأحياء السكنية

طالب الأهالي في الرسالة الجماعية التي وصل «المشاهد» نسخةً منها، بضرورة الحفاظ على الهدوء والأمان في الأحياء السكنية

مشيرين إلى ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر هذه الظاهرة، عبر قيام الآباء بالتوعية والنقاش حول تأثير التجمعات على السكينة العامة

شكلت استغاثة الصحفية غدير وإخوانها فزعًا في أوساط مدينة تعز،

ظهرت  غدير تصرخ في مقطع مرئي نشرته على صفحتها بـ“فيسبوك“

امتزج صوت غدير بمشاعر الحزن بالرجاء مع الغضب حين قالت: “أريد أن أدفن أبي وأرى قاتله يُحاسب لنرتاح”

وختاما تتسائل غدير: كيف لمثله أن يحظى بالحماية بدلًا من تسليمه للعدالة ليأخذ عقابه؟، ولماذا يماطل الأمن في القبض عليه؟ وختمت غدير: قضيتي أصبحت رأي عام، وأطالب بتحقيق العدالة لأبي ولكل الضحايا

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير