تحديات الصحة الإنجابية في مخيمات النازحين بحضرموت

منذ سنة

مخيمات النزوح في اليمن تفتقر للمرافق الصحية، ويعيش الكثير من النازحين في حالة من المرض والفقر مع عجزهم في الحصول على الرعاية التي يحتاجونها

في مخيمات النزوح، الجميع يعاني، لكن المرأة هي الأكثر معاناة

 تجد النساء صعوبة في الوصول إلى الرعاية الصحية الإنجابية في المخيمات، ويتسبب نقص تلك الخدمات بمخاطر صحية كبيرة خلال مدة الحمل والولادة، ما يؤدي إلى ارتفاع عدد حالات الوفاة

 تتذكر فاطمة علي، نازحة في مخيم الخزان بمديرية الشحر بمحافظة حضرموت، شرق اليمن، المعاناة التي مرت بها أثناء مدة الحمل، حيث كانت تعاني من الآلام والمضاعفات، ولم تستطع الحصول على الرعاية الصحية بسبب ظروفها المالية، وافتقار المخيم للمرافق الصحية

 في حديثها لـ “المشاهد”، تقول فاطمة: “في السنوات الماضية، دعمت بعض المنظمات الجانب الصحي في المخيم، وكنا نحصل على العلاج في المستشفى مجانًا

لكن ذلك لم يعد متاحًا في الوقت الراهن”

 وصل عدد النازحين في حضرموت حتى 2023 حوالي 66 ألف، حسب الوحدة التنفيذية للنازحين

 الدكتورة فاطمة العيدروس، مديرة إدارة الصحة الإنجابية بحضرموت الساحل، تقول إن النساء تتطلب العديد من الخدمات الصحية، بخاصة تلك التي تتعلق بتنظيم الأسرة أو المباعدة بين الولادات باستخدام عدة وسائل، وهذه الخدمات متوفرة في المراكز الصحية، لكنها لا تتوفر في المخيمات

وتضيف: “تعد متابعة الأم الحامل بشكل دوري أمرا مهما، وذلك لتسجيل نسبة الدم في الأم، ومعرفة موعد ولادتها، وإعطائها الأدوية المناسبة التي تحتاجها، ومعرفة ما إذا كان لديها حمل عالي الخطورة، وهذا يسهل تفادي الخطر على صحتها وصحة الجنين”

 تؤكد العيدروس أن عدد القابلات اللواتي يقدمن الخدمات أثناء الولادة في المخيمات ضئيل، وليس بإمكانهن تقديم الرعاية للعدد الكبير من النساء والأطفال

محمد باجبير، القائم بأعمال مدير الوحدة التنفيذية للنازحين بحضرموت، يقول إن هناك ضعفا كبيرا في الخدمات الصحية المقدمة للنازحين بشكل عام، وللمرأة بشكل خاص في جانب الصحة الإنجابية، إذ تفتقر النساء الحوامل إلى الدعم في المستشفيات الحكومية،  بالإضافة إلى غياب خدمات الدعم النفسي

 ويضيف باجبير: “حضرموت تفتقر إلى خدمات الصحة في الجانب النفسي، بخاصة في مخيمات النازحين، ولا توجد منظمات متخصصة بالدعم النفسي الخاص بالنازحين

إن ضعف ونقص الخدمات الصحية في مخيمات النزوح يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات نفسية وعاطفية كبيرة على الأمهات والعائلات”

 وفقا للأخصائي النفسي قاسم محمد، تعاني الأسر التي تعيش في مخيمات النزوح من مشكلات نفسية، نظراً للمعاناة التي تمر بها تلك الأسر في مخيمات النزوح، ويشعرون بالإحباط واليأس والعجز نتيجة لعدم وجود خدمات صحية كافية في حالة الإصابة أو المرض

يرى قاسم أن ضعف الخدمات الصحية يؤثر على العلاقات الأسرية، ما يزيد من الضغط النفسي والعاطفي على الأمهات، ويتعرض الأطفال لمشكلات نفسية بسبب الصراعات الأسرية في مخيمات النزوح، ويشدد على ضرورة توفير الدعم النفسي والاجتماعي اللازم للأمهات والعائلات في تلك الأماكن

 يضيف: “تحسين جودة الخدمات الصحية للنازحين يتطلب بذل المزيد من الجهود لتطوير البنية التحتية الصحية في المخيمات، وزيادة إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية، وتوفير الرعاية الطبية الأولية، والأدوية الضرورية، والتوعية الصحية، والفحوصات الروتينية، والعلاجات النفسية”

 مع تزايد أعداد النازحين الذين فروا من مناطق الصراع إلى حضرموت خلال سنوات الحرب،  ونتيجة للفيضانات والأمطار الغزيرة في المحافظة، استمرت المنظمات الصحية المحلية والدولية في تقديم بعض المبادرات الصحية لضمان توفير الرعاية الصحية للنازحين

نفذت مؤسسة روح الصحية زيارات ميدانية إلى بعض مخيمات النازحين بالمكلا والشحر، وكان ذلك وفق برنامج الاستجابة السريعة للاحتياج الصحي في مجال الصحة الإنجابية وخدمات الرعاية الصحية الأولية في مخيمات النازحين

 يشير باجبير إلى وجود العيادات الطبية المتنقلة في بعض من المخيمات المتواجدة بساحل حضرموت، وتتبع تلك العيادات مؤسسة روح الصحية وتقدم برامج الصحة الإنجابية، وتوفر الرعاية الطبية للنازحين بهدف تحسين جودة حياتهم

 وتركز المبادرات على تعزيز التوعية الصحية وتثقيف الناس حول الوقاية من الأمراض والممارسات الصحية الصحيحة للمحافظة على صحتهم

يؤكد باجبير أن تعزيز الصحة والرعاية في مخيمات النازحين بحضرموت يظل تحديًا مستمرًا، ويتطلب التزامًا متواصلًا وتكاملًا بين الجهات المعنية بهدف توفير الرعاية الصحية للنازحين

في ظل الحرب المستمرة في اليمن، تعاني مخيمات النزوح من من تدهور الوضع الصحي، وتواجه النساء الحوامل والمرضعات تحديات متزايدة، حيث توجد  12

6 مليونًا من النساء في اليمن بحاجة إلى خدمات الحماية والصحة الإنجابية المنقذة للحياة، وفقا لصندوق الأمم المتحدة للسكان

 يعد تحسين الصحة الإنجابية في مخيمات النزوح في اليمن مسؤولية إنسانية ملحة تتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي، والمنظمات غير الحكومية من أجل حماية حقوق النساء والأطفال، وتقديم الرعاية الصحية الضرورية التي يحتاجون إليها

تم إنتاج هذه المادة ضمن مشروع تعزيز أصوات النساء من خلال الإعلام الذي ينفذه مركز الدراسات والإعلام الاقتصاديليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير