تحذير دولي: المنحة السعودية لليمن تخفف الأزمة مؤقتًا ولا توقف الانهيار الاقتصادي

منذ ساعة

حذّرت شبكة دولية، من أن المنحة السعودية الأخيرة، البالغة نحو 368 مليون دولار والمقدمة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، لن تكون سوى إجراء إسعافي مؤقت يحدّ من الضغوط المالية، دون أن يحقق استقرارًا اقتصاديًا طويل الأمد في بلد تمزّقه الحرب وتعصف به الكوارث الطبيعية

وأوضحت شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة (FEWS NET)، في تقرير حديث، أن المنحة التي أعلنتها الرياض في 20 سبتمبر عبر البرنامج السعودي للتنمية وإعادة الإعمار في اليمن، ستساعد الحكومة في عدن على تغطية النفقات العاجلة مثل رواتب الموظفين وتمويل محطات الكهرباء، لكنها لن تعالج أسباب الانهيار الاقتصادي العميقة، وعلى رأسها توقف صادرات النفط منذ عام 2022، وضعف سيطرة الحكومة على الموارد المالية، مع احتفاظ كيانات محلية بأكثر من 75 في المئة من الإيرادات خارج البنك المركزي

وأشار التقرير إلى أن الإصلاحات النقدية التي نفذها البنك المركزي في عدن أسهمت مؤخرًا في تحسّن سعر صرف الريال بنسبة 43 في المئة منذ أغسطس، ما انعكس على تراجع كلفة سلة الغذاء الأدنى بنسبة 30 في المئة مقارنة بشهر يوليو

ورغم هذا التحسّن، ما تزال الأسعار أعلى بنحو 47 في المئة من متوسط السنوات الخمس الماضية، الأمر الذي يقيد قدرة معظم الأسر على تلبية احتياجاتها الأساسية

أما في مناطق سيطرة الحوثيين، فأوضح التقرير أن الأسعار شهدت استقرارًا نسبيًا بفعل الرقابة الصارمة على الأسواق، رغم انخفاض الواردات عبر ميناء الحديدة الذي تعرّض لهجمات متكررة

وفي موازاة الأزمة الاقتصادية، كشف التقرير أن فيضانات واسعة ضربت 19 محافظة يمنية منذ أغسطس، وأدت إلى أضرار جسيمة في البنية التحتية والزراعة

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، تضررت أكثر من 50,600 أسرة (نحو 354 ألف شخص)، بينهم 27 ألف أسرة نازحة، فيما سُجلت 62 حالة وفاة و95 إصابة

وأدت السيول إلى تلف المحاصيل وتلوث مصادر المياه، ما تسبب في ارتفاع كبير لإصابات الكوليرا والإسهال المائي الحاد في محافظات الحديدة وحجة وتعز بنسبة 65 في المئة خلال سبتمبر، معظمها بين الأطفال

واختتمت شبكة الإنذار تقريرها بتحذير صارم من أن نحو 50 إلى 55 في المئة من سكان اليمن يواجهون فجوات غذائية متوسطة إلى حادة، في ظل تداخل الكوارث الطبيعية والانهيار الاقتصادي وتعطّل المساعدات الإنسانية، معتبرة أن الأشهر المقبلة ستكون “حرجة للغاية” على الصعيدين الإنساني والمعيشي