تحذيرات من التسرع في استئناف الملاحة عبر البحر الأحمر رغم إعلان الحوثيين تعليق الهجمات

منذ 3 ساعات

حذّر خبراء في قطاع النقل البحري من التسرع في استئناف حركة الملاحة التجارية عبر البحر الأحمر، رغم إعلان مليشيا الحوثي تعليق هجماتها على السفن مؤقتًا، وسط شكوك واسعة بشأن مصداقية الخطوة واستدامتها

وذكر موقع «Splash247» المتخصص في شؤون الشحن، أن الإعلان الحوثي جاء في ختام رسالة وجّهها رئيس أركان الجماعة الجديد، يوسف المداني، إلى كتائب القسام، قال فيها إن تعليق العمليات البحرية «مؤقت»، محذرًا من أن استمرار الحرب في غزة قد يدفعهم إلى «استئناف الهجمات في البحر الأحمر ومضيق باب المندب»

خسائر فادحة وتداعيات عالميةوكانت الهجمات الحوثية قد أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن تسعة بحارة وغرق أربع سفن، الأمر الذي أجبر شركات الشحن العالمية على تحويل مساراتها عبر طريق رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا، ما أدى إلى ارتفاع كبير في تكاليف النقل وإطالة زمن الرحلات التجارية

شكوك في جدية الهدنةوقال مستشار الشحن الدنماركي لارس ينسن، الذي يتابع تطورات الأزمة منذ أكثر من 720 يومًا، إن الحوثيين سبق أن أعلنوا وقفًا مماثلًا لإطلاق النار مطلع العام الجاري، لكنهم استأنفوا هجماتهم مع تجدد القتال في غزة

وأضاف: «من المبكر اعتبار الهدنة الحالية مؤشرًا على عودة قريبة لخطوط الشحن إلى المنطقة»

وفي السياق نفسه، أكدت مجموعة محللين في بنك SEB السويدي أن «مستوى عدم اليقين في البحر الأحمر ومضيق باب المندب ما يزال مرتفعًا»، مشيرين إلى أنهم لا يتوقعون تحسنًا سريعًا في حركة الشحن التجاري

أما بيتر ساند، كبير المحللين في منصة Xeneta لتحليل بيانات النقل البحري، فقال إن «تفاصيل الإعلان الحوثي غامضة، ولا يمكن التعويل على وعود ميليشيا مسلحة لضمان سلامة الطواقم والسفن»، مضيفًا أن شركات التأمين «بحاجة إلى ضمانات أقوى بكثير قبل إعادة تقييم المخاطر»

تردد في العودة إلى المسار التقليديورغم أن شركة الأمن البحري البريطانية «أمبري» لاحظت زيادة طفيفة في حركة السفن عبر مضيق باب المندب خلال الأيام الأخيرة، إلا أن معظم شركات الملاحة ما تزال مترددة في استئناف المرور الكامل عبر قناة السويس

وأشار تقرير صادر عن مؤسسة كلاركسون للأبحاث إلى أن استمرار تحويل مسار السفن حول رأس الرجاء الصالح رفع الطلب على النقل البحري (بحساب الأميال الطنية) بنسبة 10

7% لسفن الحاويات، و6

8% لناقلات السيارات، و5

4% لناقلات الغاز الطبيعي المسال

عوائق لوجستية وهيكليةكما حذر محللو «ألفالاينر» من أن «عودة واسعة النطاق إلى خطوط البحر الأحمر لن تكون قريبة»، موضحين أن الأمر يتطلب «إعادة هيكلة شاملة لشبكات التحالفات الملاحية الكبرى»، مؤكدين أن شركات الشحن «لن تقدم على هذه الخطوة قبل التأكد من استقرار أمني مستدام وليس مؤقتًا»

وأظهرت بيانات الأقمار الاصطناعية لمؤسسة SEB أن حركة السفن التجارية عبر خليج عدن انخفضت بنسبة 47% منذ بداية العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من 2023، فيما تراجعت حركة العبور في قناة السويس بنسبة 53% خلال الفترة ذاتها