تحركات المجلس الانتقالي تفتح الباب أمام حضور إسرائيلي متزايد في البحر الأحمر
منذ 2 ساعات
تشهد منطقة البحر الأحمر وباب المندب تطورات متسارعة تعكس تصاعد التنافس الإقليمي والدولي على هذا الممر البحري الحيوي، في وقت بدأت فيه تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن خاصة تصعيده الاخيرة بالسيطرة على محافظتي حضرموت والمهرة، تثير تساؤلات واسعة حول دور محتمل في تهيئة بيئة مواتية لحضور إسرائيلي متقدم في المنطقة
وبحسب تقارير نشرتها صحف بريطانية وإسرائيلية، من بينها التايمز، فإن اتصالات جرت خلال الفترة الماضية بين أطراف في المجلس الانتقالي الجنوبي ومسؤولين إسرائيليين، تركزت حول إمكانية التعاون الأمني والبحري في البحر الأحمر، وتقديم تسهيلات تخدم المصالح الإسرائيلية في هذا الممر الاستراتيجي
وتأتي هذه التحركات في سياق إقليمي معقّد، يتزامن مع تصاعد الهجمات الحوثية على السفن المرتبطة بإسرائيل في باب المندب منذ السابع من أكتوبر، ما دفع تل أبيب إلى إعادة ترتيب أولوياتها الاستراتيجية في البحر الأحمر، الذي تعتبره عمقًا اقتصاديًا وأمنيًا لا غنى عنه
ويرى مراقبون أن انخراط المجلس الانتقالي في هذا المسار يتقاطع مع مشروع إسرائيلي–إثيوبي أوسع يهدف إلى إعادة تشكيل التوازنات في القرن الأفريقي، عبر دعم وصول إثيوبيا – الدولة الحبيسة – إلى البحر، وتعزيز نفوذ حلفاء تل أبيب على الضفة المقابلة للبحر الأحمر، بما يشمل خليج عدن وباب المندب
وكان رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي قد صرّح في مناسبات سابقة برغبته في إقامة علاقات مع إسرائيل، وهو ما اعتُبر مؤشرًا على استعداد المجلس للعب دور يتجاوز الإطار اليمني الداخلي، ويدخل في صلب الترتيبات الإقليمية المرتبطة بأمن الملاحة الدولية
وتحذّر مصادر إقليمية من أن أي انخراط إسرائيلي مباشر أو غير مباشر عبر قوى محلية في اليمن سيُقابل برفض واسع من الدول المشاطئة للبحر الأحمر، التي سبق أن أسست “مجلس الدول المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن” لمنع عسكرة الممرات البحرية أو إدخال أطراف جديدة قد تخلّ بالتوازن الإقليمي
وتتزامن هذه التطورات مع استمرار الحرب في السودان، وتصاعد التوتر بين مصر وإثيوبيا على خلفية سد النهضة، ما يعزز المخاوف من تحول البحر الأحمر إلى ساحة صراع مفتوحة، في ظل تعدد اللاعبين وتداخل المشاريع الاستراتيجية
ويرى محللون أن تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي، في هذا التوقيت الحساس، قد تسهم في تسريع وتيرة الانخراط الإسرائيلي في البحر الأحمر، ما ينذر بتداعيات أمنية وسياسية واسعة على اليمن والمنطقة بأسرها، ويحوّل البحر الأحمر إلى “نار تحت الركام” قابلة للاشتعال في أي لحظة